الأحد 19/مايو/2024

مخيمات الضفة.. محاولات احتواء أمام مخاوف انفجار

مخيمات الضفة.. محاولات احتواء أمام مخاوف انفجار

بعد أيام قليلة من المواجهات المسلحة في عدة مخيمات في الضفة الغربية، والبيانات الصادرة من مؤسسات السلطة الرسمية من جهة، ومجموعات مسلحة من جهة أخرى، يبدو المشهد واضحا أن هناك ساحة حرب بالمخيمات، فيما تحاول السلطة تطويقها عبر سياسة العصا والجزرة.

وشهدت مخيمات بلاطة والأمعري وجنين اشتباكات بين مئات عناصر أمن السلطة ومسلحين من أبناء المخيمات، بعضها على خلفية ادعاء السلطة بمطاردة مطلوبين للعدالة عل قضايا قتل، وأخرى احتجاجا على فصل قيادي فتحاوي، بحجة قربة من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

حالة غضب

وكانت أكثر الساحات عنفا ما جرى في مخيم بلاطة في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، حيث وقع هجومان على المخيم في غضون 8 أيام، تمت مواكبته بالصورة الحية عبر شبكات التواصل الاجتماعي،  أدى إلى حالة غضب لطريقة تعامل العناصر الأمنية مع الأهالي، والأضرار الناجمة عن ذلك.

وعقب ذلك تقاطرت عشرات وسائل الإعلام العالمية والعبرية إلى مخيم بلاطة، وأجرت على مدار أسبوع كامل لقاءات مع المطلوبين والمسلحين الذين ظهروا بشكل علني لأول مرة.

من جانبه يدافع الناطق باسم أجهزة أمن السلطة عدنان الضميري عن إجراءات السلطة وحملاتها الأمنية بقوله: “المخيم لا يشكل حصانة لهم، ونطلب من الجميع أن يتعاون، ومستوى التعاون رائع مع قوى الأمن  من المواطنين ونطلب من الجميع أن يزيد من تعاونه لكي نلقي القبض على هؤلاء الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة”.

وعلم مراسلنا من مصادر مطلعة أن رئيس السلطة محمود عباس غاضب لدرجة كبيرة من مخيمات الضفة الغربية، وبات يشعر أنها القلعة التي يتحصن فيها أتباع القيادي المفصول محمد دحلان.
 
وحسب تلك المصادر فإن عباس استدعى يوم الأربعاء الماضي على عجل النائب الفتحاوي جمال الطيراوي من مخيم بلاطة، واتهمه بأنه يقف خلف التحريض في المخيمات ضد أجهزة أمن السلطة. وتم اللقاء يوم الأربعاء الفائت في مقر الرئاسة، وكان هناك خشية من إصدار الرئيس قرارا باعتقاله، حيث ساد مخيم بلاطة استنفار مسلح طيلة الليلة التي عقد فيها الاجتماع.

لكن النائب الطيراوي نشر على صفحته على الفيس بوك أن “الرئيس وعد بحل الأزمة وبمتابعة كافة الأمور التي من شأنها احتواء أي إشكاليات قد تساهم في استمرار حالة الاحتقان والغليان في المخيمات، لاسيما مخيم بلاطة، مثمنا جهود الرئيس ودوره واهتمامه في متابعة وحل كافة الإشكاليات التي تعاني منها المخيمات في الضفة الغربية”.

وفي اليوم التالي (الخميس) عقد عباس اجتماعا مع ممثلي رؤساء لجان الخدمات الشعبية في مخيمات الضفة، وكان لقاء ساخنا، حيث وبخهم على عدم قدرتهم ضبط الأمور عندهم وانزلاق بعضهم إلى حالة الفلتان.

لقاء متوتر

ولفت مراقبون إلى أن لقاء عباس مع الطيراوي كان بعيدا عن الإعلام، ولم تلتقط صور كالعادة، مما يظهر أنه كان متوترا، فيما جرى التقاط صور للقاء لجان الخدمات، وتمت تغطية اللقاء من خلال وكالة وفا الرسمية.

بدورهم أكد رؤساء لجان المخيمات، على دعمهم الكامل ووقوفهم خلف سياسات رئيس السلطة الهادفة إلى تحقيق آمال وتطلعات أبناء شعبنا بالحرية والاستقلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.

وخلال اللقاء طرح رؤساء المخيمات المشاكل التي يعانون منها، مستعرضين حالة البطالة والفقر، فيما طالب عباس  بالعمل على تلبية هذه المتطلبات وفق الإمكانيات للتخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني من المخيمات.

ويقول منتقدو الرئيس عباس إن طرح مساعدي الرئيس تفريغ بعض المسلحين بالأجهزة الأمنية، وإعطاء البعض رتبا عسكرية وهمية؛ هي محاولة لشراء الذمم واحتوائهم وليس حلا نهائيا للازمة،  فيما يحذرون من مغبة قبوله لتوصيات بعض الضباط برد قاس على المخيمات حتى لو كان سيؤدي إلى ضحايا.

ووجه الإعلامي جمال ريان، من مخيم بلاطة، رسالة مفتوحة إلى الرئيس عباس ورئيس الوزراء الحمد الله  قال فيها: “إن الأزمة التي تعصف بكل أزقة مخيم بلاطة بشكل خاص والمخيمات بشكل عام، قد لا تنتهي برخاء ودون إراقة دماء، ولكن للأسف فالحال بات مطالبة بحق مظلوم ولا يعرف من الظالم”.

وأضاف أن المرحلة القادمة “قد تزيد من هدر دماء ولن يعرف القاتل قاتله، وقد تتسع رقعة الخلاف إلى مشاكل عشائرية، فهل ستبقى قرارات القيادة تنتظر حتى تراق دماء لتبدأ بالبحث عن مخرج والتوصل لاتفاقيات، لكي ترضى طرف على حساب الآخر”.

من جانبه أكد حاتم أبو رزق المتحدث الرسمي باسم المسلحين لمراسلنا في لقاء خاص أن “المخيم ليس بؤرة للفلتان والانحراف، بل منبع العمل الوطني والانتفاضات كلها مما جعله هدفا الاحتلال وكل المتربصين بشعبنا، وما جرى على مدار سنوات طويلة يبرهن على ذلك”.

وأضاف أن هناك تحريض من بعض الأطراف – رفض تسميتها بالاسم- تقف خلف تحريض السلطة على المخيم وإظهاره أنه متمرد، وهناك خلط للأوراق مقرا بأن الخلافات مع دحلان وظفت في الإشكالية مع المخيمات”.

ويحذر الدكتور حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي على مجريات الأحداث في المخيمات قائلاً: “لابد من معالجة تلك الأحداث فورًا، فالمخيم مخزن للرجال المقاتلين”، مقراً بوجود حالة من الإحباط في صفوف أهالي المخيمات، داعيا الأجهزة الأمنية إلى إيجاد طريقة حوار للتعاطي مع المخيمات باعتبار أهلها ليسوا أعداء، ويعتبرون بُعدا استراتيجيا للقضية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات