الجمعة 26/أبريل/2024

مشاركة نتنياهو في الحفريات .. الأقصى على فوهة بركان

مشاركة نتنياهو في الحفريات .. الأقصى على فوهة بركان

على وقع تصاعد وتيرة الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، وزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى؛ جاء إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عزمه المشاركة في الحفريات أسفل المسجد؛ ما رأى فيه الخبراء إعلانًا هستيريًّا يضع قبلة المسلمين الأولى، على فوهة بركان.

ورأى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، أن إعلان نتنياهو “محاولة لتبرير فشله على الساحة الدولية، في إشارة إلى تصويت اليونسكو على قرارين خلال عشرة أيام أكدت خلالهما الصفة الإسلامية للمسجد الأقصى والهوية العربية الإسلامية للبلدة القديمة من القدس المحتلة، رافضة المصطلحات العبرية لها.

تغيير الأمر الواقع
وكان نتنياهو أعلن أنه سيشارك شخصيا بما أسماه “نقل الغبار” (الحفريات) من أسفل المسجد الأقصى، داعيا “المجتمع اليهودي” إلى الانضمام إليه، في تحدٍ جديدٍ للعالم العربي والإسلامي عبر تكثيف الحفريات وتغيير الأمر الواقع في القدس المحتلة.

د. حنا عيسى

وقال عيسى لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الحفريات الصهيونية في القدس مستمرة منذ عام 1967 وحتى اليوم، مشيرًا إلى وجود 104 حفريات منها 22 فاعلة و4 تحت وحول الأقصى و5 في سلوان و5 في البلدة القديمة و8 في أماكن متفرقة.

وأوضح أنه “عندما نقول فاعلة يعني تعمل على مدار الساعة وبالتالي هذه الحفريات لن تتوقف حتى يثبتوا بأن لهم آثار في هذا المكان”.

ويربط الخبراء بين إعلان نتنياهو ومعه توصية شرطة الاحتلال بالسماح باقتحام أعضاء الكنيست اليهود للمسجد الأقصى، وقرارات اليونسكو الأخيرة، التي ثبتت الحق الفلسطيني الإسلامي في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، في ظل سياسة التهويد المسعورة التي تستهدفهما.

على خطى مجرم الحرب شارون
ويحذر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني بأن خطوة نتنياهو قد تجر المنطقة لكارثة لا تحمد عواقبها؛ لأن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك الخطوة.

الشيخ عمر كسواني

وقال الكسواني في تصريحات صحفية: “هو أول اقتحام من قبل رؤساء وزراء إسرائيل منذ احتلال القدس الشرقية- في حزيران 1067-، لذلك نتنياهو يتحمل شخصيا وحكومته ما سيحصل في القدس والأقصى”.

وكانت زيارة أرييل شارون زعيم حزب الليكود الأسبق، للمسجد الأقصى في 28/9/2000، فجرت غضبا فلسطينيا واسعا تسبب باندلاع ما عرف بانتفاضة الأقصى التي استمرت سنوات عدة.


قرارات هستيري

ويؤكد الخبير في الشأن الصهيوني، وأستاذ الإعلام في جامعة القدس، أحمد رفيق عوض، أن الخطوات التي اتخذها نتنياهو “جزء من المسلسل الهستيري الذي ردت به إسرائيل على قرار اليونسكو تجاه القدس”.

د. أحمد رفيق عوض

وأوضح عوض في تصريحاته لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن نتنياهو “فقد اللغة الدبلوماسية في رده على هذا القرار بالقول إن اليونسكو مسرح عبث، إضافة إلى قوله (ألم يقرؤوا التوراة) ، وكأنه يقول بأن التوراة أعطت اليهود طابوا استملاك لفلسطين، بمعنى أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ليس احتلال وإنما هو تأكيد للإرادة اللاهية”.

وأضاف عوض أنه عندما يصرح نتنياهو بأنه سيغربل التراب تحت القدس فهذا جزءمن الهستيريا المتواصلة ورفضه القرار الدولي وإقرار العالم بعدم ملكيتهللمكان.

وأكد أن نتنياهو يذهب من خلال هذه الخطوات إلى شرعنه هذا الاحتلال من خلالالتأكيد على الحفريات والممارسات بحق الأماكن المقدسة ورفض قرارات العالموإدارة الظهر للقرارات الدولية”.

مجلس الإفتاء يحذر
مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، توقف عند خطورة إعلان نتنياهو، محذرا بأن الحفريات التي ينفذها الاحلال؛ تنذر بانهيار وشيك للمسجد الأقصى المبارك والمباني المجاورة له في أي لحظة.

جانب من الحفريات أسفل الأقصى

وندد المجلس بإعلان نتنياهو المشاركة في أعمال الحفريات التي تجرى أسفل المسجد الأقصى المبارك، وبقرار سلطة الآثار في حكومة الاحتلال الداعي إلى مشاركة كل شاب يهودي قبل التجنيد بالحفريات أسفل المسجد الأقصى، واعتباره واجبًا وطنيًّا، إضافة إلى مشاركة جمعيات استيطانية بالبحث والتنقيب عن بقايا هيكلهم المزعوم، في محاولة لإثبات أي وجود لهم في القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وقال المجلس في بيان اليوم الخميس، عقب اجتماع له في القدس المحتلة، إن خطورة الحفريات والاقتحامات المتصاعدة من المستوطنين تستدعي يقظة الأمة وقيامها بواجبها تجاه مسرى نبيها وقبلتها الأولى.

ويتفق الخبراء الفلسطينيون أن مواجهة السياسية الصهيونية التي تستهدف المسجد الأقصى تتطلب المزيد من الجهد والتحرك وصولا لقرار من مجلس الأمن الدولي يستند للفصل السابع، والتأكيد على مشروعية المقاومة الفلسطينية لهذا التهويد والعدوان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات