الإثنين 29/أبريل/2024

يوم برفقة قاطفي الزيتون على حدود مستوطنة ألون موريه

يوم برفقة قاطفي الزيتون على حدود مستوطنة ألون موريه

السبعينية أم عادل حسين من سكان بلدة دير الحطب شرق نابلس، تجمع ما حصده أبناؤها من ثمار الزيتون، إلا أن هذه الفرحة منقوصة، والدمع يترقرق في العيون، إثر اقتلاع مستوطنين صهاينة العديد من أشجار الزيتون قبل عدة أشهر، وترى أمام ناظريها كومة حطب جاف، تشوه الأرض الجميلة.

وتكاتف أفراد أسرة حسين والعديد من النشطاء في الهيئات النقابية في نابلس في استغلال فرصة السماح لهم بقطف حقول الزيتون في منطقة البيارات التي تبعد أمتار قليلة عن الشارع الالتفافي الواصل إلى مستوطنة ألون موريه، المقامة على أجزاء من أراضي البلدة قبل عقدين ونصف تقريبا.

يوم عرس
ومع إشراقة شمس يوم السبت (22 تشرين أول) كانت جميع عائلات البلدة قد توجهت إلى أراضيها المتاخمة للمستوطنة والبؤر الاستيطانية، لاستغلال الساعات الممنوحة لها لقطف الزيتون، فيما كانت دوريات الاحتلال تنتشر في الجبال والشوارع، تحت مبرر منع وجود اشتباكات مع المستوطنين.

منطقة العين التي سيطر عليها مستوطنون قبل بضع سنوات وتحولت إلى مزار ومتنزه، كانت مليئة بالجنود من أفراد “حرس الحدود”، فيما حرم الأهالي من الوصول إليها، بالرغم من كونها مصدر المياه للبلدة عبر عقود طويلة.

وعلى بعد أمتار قليلة من تجمع الجنود كانت مواطنة فلسطينية وأربعة من أطفالها أحدهم لا يتعدى أربع سنوات منهمكون في قطف زيتونهم، فيما الزوج يراقب لهم المنطقة حماية لهم من بطش المستوطنين المتوقع، كون الشارع الالتفافي للمستوطنة ملاصق لأرضه.

وما أن اقتربت الساعة من العاشرة صباحا حتى حان وقت الفطور، فما هي إلا دقائق حتى كانت خيرات المنزل تبرز على الأرض من جبنة بيضاء وزعتر وبيض مسلوق وبعض الخضروات وبجانبها خبز الطابون البلدي، ليعلو الصوت للجميع من مصورين ومتطوعين للانضمام في مشهد يبرز الكرم الريفي الفلسطيني.

مشهد الشاي على الحطب كان في كل مكان وكأنه مشهد فلكلوري لا يمكن التنازل عنه رغم الابتكارات الجديدة في حفظ الماء الساكن وإعداد المشروبات الساخنة، فيما ينهمك الجميع بإحضار الحطب ومتابعة النار، ليصبح كوب الشاب مواكبا لتناول الفطور البلدي.

جنديان صهيونيان تواجدا على تلة مطلة على منطقة البيارات يراقبان ما يجري أمامهما، ويمنعان اجتياز الشارع نحو المنطقة الشرقية، بحجة عدم وجود تنسيق مسبق، فيما فتية من البلدة يتبخترون قبالتهم غير آبهين بوجودهم ويطلقون العنان لأهازيج شعبية.

عند طرح أسئلة حول طبيعة المنتوج لهذا العام يبادر الجميع بالقول “الحمد لله الحمد لله”، مع إشارتهم إلى أن المحصول لم يتعد الـ 15 بالمائة بشكل عام، وأقل من ذلك بكثير في منطقة البيارات، كونها لا يسمح بدخولها للعناية بها إلا مرة واحدة بالعام للحراثة ومرة ثانية لقطف الزيتون.

مبادرات تطوعية
وكانت وزارة الإعلام والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين قد نظما يوما للعمل التطوعي لقطف ثمار الزيتون في بلدة دير الحطب شرق نابلس، تزامنا مع اعتداءات نفذها مستوطنون في أراضيهم القريبة من مستوطنة الون موريه.

وقال ماجد كتانة مدير مكتب وزارة الإعلام إن الفعالية جاءت من أجل مساعدة مزارعي دير الحطب في قطف ثمار الزيتون في المناطق المتاخمة مع المستوطنات، خاصة في المناطق المحظور دخولها إلا في أوقات معينة بالسنة.
وأضاف أن العشرات من الطواقم الإعلامية والنشطاء من محافظة نابلس شاركوا في اليوم التطوعي، الذي أضحى شكلا سنويا في كل عام مع حلول موسم قطف الزيتون.

وقال عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين ناصر يونس، إن هذه المشاركة تأتي ضمن سياسة الاتحاد الهادفة إلى مساعدة المزارعين، لا سيما في المناطق المحاذية للجدار، والأراضي المهددة بالمصادرة، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تعزز صمود المزارع، وتمثل تحدياً لاعتداءات اليهود ومستوطنيه على الأرض والمزروعات؛ وبخاصة على شجرة الزيتون.

من جانبه شكر عبد الكريم حسين رئيس مجلس قروي دير الحطب الجهات المنظمة لهذه الفعالية، لما لها من أثر كبير على المزارعين الذين يتعرضون لكل أشكال المضايقة من المستوطنين خاصة في منطقة عين المي التي سيطروا عليها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات