الأربعاء 22/مايو/2024

العالقون على معبر رفح.. حكايات ألم يصنعها الأشقاء

العالقون على معبر رفح.. حكايات ألم يصنعها الأشقاء

“قهر الرجال”.. لعل هاتين الكلمتين هما اللتان يمكن أن يعبرا عن حال آلاف العالقين في الجانب المصري الراغبين في العودة إلى قطاع غزة بعد أن منعهم إغلاق المعبر لشهرين متواليين.

العالق عبد العزيز أبو حسن ما أن دخل من البوابة السوداء الخاصة بمعبر رفح البري للجانب الفلسطيني، حتى سجد شكراً لله أن وصل إلى أهله ليروي لهم قصة شعب يعاقب من أشقاء الجوار.  

وعلى أول مقعد صادفه، وتحت ظلال الأشجار الموجودة داخل معبر رفح الفلسطيني، جلس علّه يشعر ببعض الراحة التي حرم منها طيلة أربعة أيام على كمائن الجيش المصري الشقيق، وداخل الصالة المصرية.

بدأ ينظر يمنة ويسرة يخرج من غيبوبته وصدمته من هول ما رأى وشاهد، ليتأكد أنه وأخيراً وبعد طول معاناة وألم دخل إلى قطاع غزة.

أطفال.. ونساء.. وشيوخ.. ومرضى، جميعهم لم يُغفر لهم من الجانب المصري الشقيق بدخول قطاع غزة إلا بعد أن ذاقوا وتجرعوا مرارة القهر، ومورس بحقهم أبشع أنواع الابتزاز.

عقاب جماعي
تساءل الشاب: “إن لم يشفع لنا المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، ألا يشفع لنا حق الجوار؟!”.

“عربة يجرها حمار ومعاملة لا يمكن أن توصف إلا بالهمجية.. جنود امتشقت سلاحها واعتلت ثكناتها، ومدرعات سائرة على طول الحدود، وآلاف الحالات الإنسانية افترشت الأرض والتحفت السماء على بوابة الأم الشقيقة مصر”، بهذه الكلمات يصف العالقون حالهم.

ويكمل أبو حسن كلامه: “الشعب الفلسطيني يريد الحياة الكريمة، وكل يوم يبحث عن الأمل من خلال السفر.. كفاكم ظلماً وتضييقاً على شعب رغم حصاره وظلمه ما يزال يوجه بندقيته نحو الكيان الصهيوني”.

ويتابع: “المصريّون يتفننون في الكذب والإذلال.. صحيح المعبر شغال للعائدين، ولكن بيدخلوا الناس بالقطارة ويتركوهم مرميين  بالصالة أطفال، نساء، شيوخ… وضع يرثى له”.

كلمات ممزوجة بالألم والوجع والتعب تخرج من بين شفاه الشاب العائد لوطنه حاملاً الجواز الأجنبي عله يشفع له المرور بدون معاناة.. ولكن لا حياة لمن تنادي؛ فطالما أنك داخل لقطاع غزة فأنت في المعاناة سواء.  
وقال إنه وأثناء عودته إلى القطاع وفي الطريق إلى معبر رفح، تعرض للتفتيش من عدة نقاط عسكرية، مبيناً أن ذلك سبب له إرباكا وتعباً كبيراً.

ولفت إلى أن المعاملة من الجانب المصري سيئة جدًّا، وتختلف عن المعاملة في الجانب الفلسطيني “الذين استقبلونا بحفاوة، ويحاولون بأقصى جهودهم خدمة المسافرين من قطاع غزة وإليه”.

ولا يتجاوز مكوث المسافر داخل الصالة الفلسطينية سوى 10 دقائق أو أقل، في حين يمكث المسافر بالصالة المصرية أكثر من يوم ونصف من أجل السماح له بالدخول إلى قطاع غزة.

صور العذاب
“ناس الها يومين مرمية ع المعبر، والله حرام يا ناس الي بيصير… ليش بذلونا هيك؟”.. كلمات خرجت من العالقة أم محمود أبو سيدو.

تقول وهي التي تحمل الجنسية المصرية: “ننتظر الإذن بالدخول منذ الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد، ووصلنا إلى الجانب الفلسطيني في تمام الساعة التاسعة من صباح اليوم الاثنين”.

وتابعت: “في أطفال على البوابة الخارجية للصالة بدهم حليب، وتحاميل للحرارة، وحفاضات”، مضيفةً أن ما حصل معهم خلال الرحلة عبارة عن عقاب جماعي.

وعبّرت عن سخطها من المعاملة غير الآدمية التي لاقتها، علاوة علي عمليات التفتيش المذلة عند كل كمين كانت تمر عليه، مبيّنة أنها اضطرت للنوم داخل الصالة المصرية وسط القمامة.

ويمثل معبر رفح طوق النجاة لما يقرب مليوني فلسطيني كتب لهم القدر العيش في قطاع غزة، حيث يعيش سكان القطاع المحاصر على أمل كسر الحصار المفروض عليهم منذ ما يزيد عن 10 أعوام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات