الثلاثاء 30/أبريل/2024

كيف حرم أمن السلطة إبراهيم العمل الصحفي وأورده السجون؟

كيف حرم أمن السلطة إبراهيم العمل الصحفي وأورده السجون؟

لم يكن يتوقع الصحفي إبراهيم عبد الجبار العبد (28 عاماً) أن سنوات عمره التي أمضاها في دراسة الصحافة، لن تكون نهايتها العمل في مؤسسة صحفية كما كان يحلم طول عمره، فقد لاحقته أجهزة السلطة طوال سنوات مضت، لتمنعه من تحقيق طموحاته.

فمنعت أجهزة السلطة العبد من إكمال عمله مذيعاً في إحدى محطات الإذاعة المحلية، وصحفياً في مركز حقوقي، ليصبح مآله بعدها عاملاً في محل للحلويات، وضيفاً شبه دائم في مقرات أجهزة أمن السلطة.

وتروي عائلة إبراهيم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن نجلها تخرَّج في العام 2011 من جامعة القدس في أبوديس من كلية الإعلام، متخصصاً في الإذاعة والتلفزة، ولجِدِّه واجتهاده، استطاع العمل في إذاعة محلية بمدينة رام الله وهو في سنته الأخيرة على مقاعد الدراسة، مذيعاً للأخبار فيها ومقدماً ومعداً لبرنامج ثقافي، وآخر على التراث والأمثال الفلسطينية.

وكان إبراهيم ناجحاً في عمله، خاصة بما وهبه الله من صوت إذاعي مميز، وبعد أن تراكمت لديه الخبرات، عمل إلى جانب عمله الإذاعي، صحفياً في مركز لحقوق الإنسان ومنسقاً لعمله، وكان ذلك في العام 2014.

قطع الأرزاق
وتشير عائلة الصحفي إبراهيم العبد أن نجلها تزوج في العام 2012، ورُزق بطفلةٍ اسمها ماريا وتبلغ الثالثة من العمر، وطفل اسمه عبيدة ويبلغ العامين، ما زاد من متطلبات الحياة عليه، لكن أجهزة السلطة وقتها زادت من وضع العثرات في طريق حياته.

وتؤكد والدته أنه “في العام 2014 تفاجأ من أن إدارة الإذاعة قد استغنت عن خدماته وبعثت له قرار فصل من العمل، وكان المبرر بحسب ما وصل لإبراهيم من الإدارة “ضغوط تعرضت لها من قبل أجهزة السلطة”.

وبعدها بفترة قليلة جاء فصله من عمله الآخر في المركز الحقوقي، وكان ذات المبرر هو السبب، ليجد إبراهيم نفسه بعدها وحيداً بلا عمل رغم تراكم المسؤوليات على كاهله.

ملاحقة لا تنتهي
وتشير والدة إبراهيم إلى أن نجلها بحث كثيراً عن عمل في مجال الصحافة، لكنه كان يجد أن كل الأبواب موصدة في وجهه، فاضطر للعمل في محل للحلويات بمدينة رام الله، كعامل يغيب عن منزله من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى العاشرة مساءً.

ومع هذا لم تتركه الأجهزة الأمنية في شأنه، فكانت ما بين فترة وأخرى ترسل له استدعاءً للحضور إلى أحد مقراتها، ودون أي سبب يذكر، كما تقول والدته.

وفي بعض الأيام كان لا يحدثه أحد منهم، ويترك في المقر من العاشرة صباحاً حتى التاسعة مساءً، وتضيف والدته أن استدعاءاته زادت عن 12 مرة على مدار الأعوام القلية الماضية.

مسلوب الحرية
وتؤكد عائلة إبراهيم “أنه في 15-8-2016 تلقى آخر استدعاء له من قبل جهاز المخابرات في رام الله للحضور إلى مقره في المدينة، ومن ذلك اليوم وهو محتجز لديهم”.

وتشير إلى أنه “بعدها بأيام عرض على محكمة الصلح في رام الله وقامت بتمديد اعتقاله لـ15 يوماً، وقد حاول المحامي خلال تلك الفترة تقديم طلب الإفراج عنه بكفالة، إلا أن الأجهزة كانت ترفض الطلب في كل مرة”.

ولم تستطع العائلة زيارة نجلها منذ اعتقاله ولو لمرة واحدة، وهو ما زاد من إلحاح أطفاله بالسؤال عنه في كل ساعة: أين بابا؟!”.

وقد شكل غياب الصحفي إبراهيم ألماً كبيراً لأطفاله ووالدته المريضة (65 عاماً)، خاصة للدور الذي يقوم به لها ولأسرته من أنه المعيل الوحيد لهم، ما يضاعف من آلام غيابه عنهم.

ولم تتلق العائلة طيلة فترة اعتقال إبراهيم أي اتصال من نقابة الصحفيين، ولم تقم بأي دور للإفراج عنه.

وقد عبرت العائلة عن سخطها من هذا التقصير وقالت: “إن دور النقابة هو حماية حقوق الصحفيين وإن لم تقم بهذا الدور، فوجودها وعدمه سيان، بل إن سكوت النقابة يحملها جزءا من الاعتداء على حرية إبراهيم، كونها لعبت دور الساكت عن الحق”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...