رمضان بشوارع البلدة القديمة.. مبادرة لتنشيط الحركة التجارية بالقدس

أطلقت مؤخرًا مبادرة شبابية فلسطينية تحت عنوان “رمضان بشوارع البلدة القديمة” وهي نتاج عمل مقدسي مشترك من أجل المساهمة بإحياء شوارع البلدة القديمة في القدس خلال أيام شهر رمضان الفضيل، بالإضافة إلى تنشيط الحركة التجارية في أسواق البلدة المقدسة بشكل أساسي والقدس بشكل عام وتخفيف الحصار الصهيوني على المدينة منذ بناء جدار الفصل العنصري لعزلها عن عمقها في الضفة الغربية.

وقال زيد أبو دلو، أحد القائمين على هذه المبادرة، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن المبادرة تهدف إلى تفعيل دور المؤسسات الموجودة في القدس وإعطائها مساحة أكبر من التأثير في المجتمع المقدسي، والتأكيد على وحدة عمل ورؤية المؤسسات الفلسطينية في القدس تجاه مدينتهم، وحتى تتمكن أيضًا هذه المؤسسات من توسيع نطاق عملها من خلال تلبية احتياجات المجتمع المقدسي كل مؤسسة في مجال عملها وتخصصها، وبهذه الطريقة يمكن تنفيذ المبادرة بشكل مكتمل وقوي وأكثر دقة لتوافر الخبرات المختلفة والحقول المتنوعة في العمل.

محاور المبادرة

 وأشار أبو دلو إلى أن المبادرة تشمل عدة محاور أساسية، وهي: الجانب الثقافي، والتجاري، والتاريخي؛ حيث إن المبادرة تنفذ أيام الخميس “المسار الثقافي”، والسبت “المسار التجاري”، والأحد “مسارات القرى المهجرة” طيلة أيام شهر رمضان المبارك، ويستهدف المسار الثقافي المناطق والمعالم الثقافية والتاريخية من أجل تسليط الضوء على تلك الأماكن الموجودة داخل أسوار البلدة القديمة، وتفعيلها من خلال تعريف المجتمع المقدسي عليها لجعلها أكثر حيوية، وربطها بالمعرفة التراكمية عن تاريخ المكان في أذهان الفلسطينيين.

وفي المسار التجاري تعمل المبادرة على تفعيل الأسواق الأقل حيوية داخل أسوار البلدة القديمة، بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية داخل القدس نفسها، ومحاولة تحريك الأسواق المقدسية الأقل حيوية ونشاطا لخلق تفاعل بين الفلسطينيين في مدينة القدس وبين تجار المدينة. 

وبين أبو دلو أن المسارين الثقافي والتجاري تنطلق جولاتهما من أمام باب العامود مرورًا بأسواق الوأد، والقطانين، وسوق خان الزيت، والخالدية، والعقبات المختلفة، ويتحقق من خلال المسار العديد من الأهداف بالتعرف على المناطق المستهدفة من قبل الاحتلال للاستيطان والتوسع الاستيطاني بالمسار وأهميتها، ودورها، والبؤر الاستيطانية الرئيسية مثل “شفو بنيم”، و”عطرات كوهنيم”، و”شفو لشوناه”، و”إلعاد”، وغيرها من الجمعيات الاستيطانية التهويدية.

ومن جهة أخرى تعطي المسارات المحددة في المبادرة فرصة للجمهور الفلسطيني للتعرف عليها وعلى المواقع التاريخية كالقلعة، وأسواق البلدة القديمة التاريخية والثقافية المتنوعة، مثل سوق القطانين، وسبيل باب الناظر، والجالية الإفريقية، والهوسبيس النمساوي، ومكتبة جامعة القدس، ودار الرعاية، وذلك في المسار الثقافي؛ ودرج الأقباط، وسطح الخان، وباب العامود، ومسجد الشيخ لولو، ومقهى صيام، والفندق الهاشمي، وسوق العطارين، وسوق الخواجات، وسوق الباشورة، وذلك في المسار التجاري، من أجل توجيه الأنظار الى مناطق تسوق جميلة ولكنها بسبب الإغلاق والحصار أصبحت معزولة ومهمشة لصالح الأسواق الصهيونية الضخمة.

القرى المهجرة

وتابع أبو دلو: “أما مسارات القرى المهجرة فتهدف المبادرة إلى تعريف الفلسطينيين في مدينة القدس على تاريخها بشكل عام، وعلى القرى المهجرة غير المعروفة للجمهور الفلسطيني بشكل خاص، ولذلك تم اختيار أربع قرى مهجرة لها تاريخ مهم ودور أهم في التاريخ الفلسطيني قبل عام 1948، وهي: القبو، وسطاف، وقالونيا، وخربة اللوز، وذلك لتعريف الناس أكثر عن تاريخ قراهم، بالإضافة إلى أن زيارة هذه القرى تحديدًا هي رسالة لأهاليها الأصليين بأننا لا ننسى قضيتنا وأرضنا، ونحن نتذكر تمامًا وجودنا الفلسطيني هنا، والذي سيعود يومًا ما هو وجود فلسطيني على هذه الأرض لسكانه الأصليين؛ حيث تعمدت المبادرة اختيار القرى المهجرة غير المعروفة والتي لا يصلها الكثير من الناس، لإحياء قضية حق العودة إليها والتأكيد على أن تاريخنا وحقنا في أرضنا ما زال موجودًا وسوف نعززه من خلال هذه الزيارات وحتى تصل الرسالة.

وقال: نحن نقدم نبذة تاريخية عن قرى بيت المقدس المدمرة عام 1948، وفي عام 1967؛ حيث احتلت هذه المدينة كاملة، شأنها شأن المدن الأخرى من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، وفي محاولة لطمس معالمها عمدت إلى تدمير العديد من القرى التابعة لها، حتى بلغ عدد هذه القرى التي دمّرت 31 قرية، وهي: لفتا، وإشوع، والبريج، وبيت أم الميس، وبيت عطاب، وبيت محسير، وبيت نقوبا، وجرش، والجورة، وخربة العمور، وخربة اللوز، ودير الشيخ، ودير أبان، ودير ياسين، ودير الهوى، ورأس أبو عمار، وعرتوف، وساريس، وصرْعة، وساطاف، وسفلة، وصوبا، وكسلا، وعسلين، وعقور، وعين كارم، والقبو، والقسطل، والمالحة، والولجه، وعمواس، وقالونيا.