عاجل

السبت 25/مايو/2024

المربي سميح أبو مخ.. رحل وترك بصمته في الخير والإصلاح

المربي سميح أبو مخ.. رحل وترك بصمته في الخير والإصلاح

بعد رحلة حياة حافلة بالعطاء، رحل المربي سميح زامل أبو مخ، رئيس اللجنة الشعبية في مدينة باقة الغربية، داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، تاركًا بصمات واضحة في العمل الخيري والاجتماعي والوطني.

رجل العطاء أبو مخ توفي اليوم الثلاثاء (14-6) عن 62 عاما، بعد معاناة مع المرض لم يمهله طويلاً، ليرحل تاركًا سيرة عطرة وسجلًا من العطاء الكبير، الذي استحق معه الحب الكبير من الجماهير؛ الأمر الذي بدا واضحا خلال تشييع جثمانه ظهرًا من مسجد “الزاوية” بالقرب من كلية “القاسمي” ثم إلى المقبرة الغربية في المدينة.

من هو أبو مخ؟
سميح زامل أبو مخ، ابن مدينة باقة الغربية، وأحد أعلامها البارزين والناشطين اجتماعيا وسياسيا على الصعيد المحلي والقطري، ولد عام 1955، قضى حتى آخر يوم في حياته في سلك التربية والتعليم وربى أجيالا كثيرة.

وخاض غمار معارك الحياة الاجتماعية والسياسية مدافعا عن العرض والأرض والوطن، وله بصمات ووقفات رجولة وشهامة لكل مواطن في باقة الغربية قصده إلى خير.

عرف المرحوم أبو مخ بين أهالي باقة الغربية الذين أحبوه وبكوا فراقه، بدماثة أخلاقه وحبه لأهله وعلاقاته الاجتماعية الحميمة مع أبناء بلده خاصة، ولم تفارقه البسمة ولا روح الدعابة، وبكل موقف كانت له بصمته الخاصة التي تركت أثراً على النفوس ورسمت بسمة على الوجوه.

عُرف على الصعيد القطري وله علاقاته مع رجالات السياسة من رؤساء لجان شعبية وأعضاء كنيست، وتميزت علاقاته بكونها تصب في مصلحة أبناء بلده خاصة؛ من خلال مشاركاته واسعة النطاق في كل الفعاليات والنشاطات الاجتماعية والسياسية وخاصة في ظل التضييقات والممارسات العنصرية التي مارستها ولا تزال المؤسسة “الإسرائيلية” تجاه المواطنين العرب، وكانت له المواقف الرافضة والمنددة والمنتقدة لممارسات الدولة العنصرية.

مبادر اجتماعيّ
تميز المربي أبو مخ بأنّه كان أحد المبادرين الاجتماعيين ذوي الإرادة الصلبة؛ فلم يكن يلين حتى ينجز ويحقق الهدف، حيث بادر إلى توحيد الأطر والأحزاب في باقة الغربية تحت مظلة واحدة باسم اللجنة الشعبية.

كما بادر إلى نشاطات اجتماعية محلية وقطرية، ومسيرات تضامنية وحلقات نقاش، وأتى بفكرة ديوان باقة الغربية الذي أصبح عنواناً لكل فعالية وكل نشاط شعبي، ليكون له صدقة جارية إلى يوم الدين.

وتألق الراحل ببصماته العالمية من خلال مبادراته في تنظيم المسيرات التضامنية مع شعوب ليبيا، ومصر وسوريا وغزة، وكذلك الوقوف على حملات إغاثة وصلت إلى لاجئين سوريين وفلسطينيين وآخرين محليين.

ونشط الفقيد في العمل الشعبي والوطني وتنظيم حملات الإغاثة لشعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وترأّس اللجنة الشعبية لمدة 15 عاما، وقاد نضال الأهالي في قضية فك الدمج الذي فرضته وزارة الداخلية الصهيونية على باقة الغربية وجت، وعمل في التربية والتعليم لمدة تزيد عن 30 عاماً.

رجل المواقف
وتحت عنوان “ترجل الأستاذ”؛ كتب محمد خيري عبر صفحته على “الفيسبوك”، وقد بلغه خبر وفاة الراحل سميح أبو مخ في تركيا حيث يعمل في القناة التركية العربية: “كان آخر ما سمعته منه قوله: “يا بني إن في إفناء العمر من أجل الوطن، والدين، ومساعدة المحتاجين، لذة لن تشعر بها إلا بعد أن تبلغ من العمر عتيّا”، ابتسم يومها، واعتلى المنصة يحث الجماهير على تقديم ما يستطيعون لأرامل غزة وأيتامها.

وأضاف: “حقّ للوطن أن يتشح صباحا بالسواد، لتذرف الدموع في كل حي ومنزل، وأن تصدح المآذن باسمه، إيذانا بالرحيل، وحلول اليوم الأخير، لعمرك لم أفجع منذ حين، كما فعجت هذا الصباح بوفاتك، سيبكيك الوطن، وتشتاق إليك الميادين، ويرفع أطفال غزة أيديهم ويلهج أطفال سوريا من أجلك بالدعاء”.

ومضى يقول: “لم تكن أستاذي مجرد رئيس لهيئة شعبية في بلد ضيّق، كنت علما، وقائدا ومربيا ورائدا في كل حيّز وحين.. رحمك الله وغفر لك، ورفعك مقاما عليا”، مختتما بقوله: “رحمك الله يا رجل المواقف”.

الشهاب الرَّصَد
كما كتب الصحفي محمد مجادلة عنه، قائلاً: “لم يكتفِ أبو مخ بالبقاء في المشهد السياسي بعد الإطاحة باللجنة المُعينة من قبل السلطات الإسرائيلية التي حكمت بلدتي عنوةً، وقال لي يومها بابتسامته المتواضعة التي لا تفارق مُخيّلتي: سأبقى شهابًا رصدًا أسهر على راحتكم يا سيدي!”.

ويضيف: “هذا موقف واحد فقط من المواقف الكثيرة التي ستبقى محفورةً في الذاكرة مزروعةً في القلب بعد رحيل الأستاذ المربي والقيادي سميح أبو مخ”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات