الثلاثاء 30/أبريل/2024

عاصم اشتيه.. القابض على جمر قيادة الكتلة الإسلامية

عاصم اشتيه.. القابض على جمر قيادة الكتلة الإسلامية

بعد عام كامل من المطاردة تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال منسق الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الطالب عاصم جميل اشتية، وهي الفترة التي تولى فيها مسؤولية قيادتها، فمنذ اليوم الأول لالتحاقه في صفوف “الكتلة”، وهو يعلم يقينا، أنه سيدفع ثمناً باهظاً مقابل خدمة إخوانه الطلبة، فأقبية سجون السلطة تعرفه جيدا وهو الشامخ الذي لم ينحنِ لسياطها، لينتهي به المطاف في سجون الاحتلال.

تربية مسجدية
في بلدة تل جنوب نابلس ولد عاصم جميل اشتية في (14-10-1994) مع توأمه أنس، وتربى في بيت علم ودين، فوالدته حاصلة على شهادة البكالوريوس في الأحياء، أما والده فحاصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي.

وتقول والدته السيدة أم حمزة لمراسل: “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن نجلها كان محباً للمسجد وتعلم الدين، وكان ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شاب تعلق قلبه في المساجد، وكان منذ نعومة أظفاره يتوجه لوحده لأداء صلاة الفجر في المسجد، وبقي ينهل من حفظ القرآن، وتعلم سير الصحابة العظام حتى اشتد عوده، لينتقل من مرحلة التعلم إلى مرحلة العطاء”.

وتضيف والدته: “عاصم مخلص في عمله لله، اجتماعي يحب القرآن وطاعة الوالدين والعمل الصالح، وهو محبوب من كل من عرفه”.

أما زميلة في الجامعة فوزي بشكار فيقول: “عاصم الإنسان؛ فقد كان حنونا متفانيا يحبه كل من يقربه، يلتف حوله الشباب في الجامعة ويأتمرون بأمره، كان صارماً في مواقف الشدة، مرحاً وقت الراحة”.

في صفوف الكتلة

التحق عاصم بجامعة النجاح في العام الدراسي (2012-2013)، بعد حصوله على  89.6 في الثانوية العامة في الفرع العلمي، ليتخصص في كلية هندسة الحاسوب، وفي ذات العام بدأ العمل في الكتلة الإسلامية منذ أصدرت بيانها التي أعلنت فيه عن نيتها المشاركة في انتخابات مجلس اتحاد الطلبة (10-4-2013)، وكان “عاصم” أحد الفاعلين على الأرض رغم أنه كان في سنته الأولى في الجامعة، ثم انتقل إلى لجنة إرشاد الطلبة الجدد يعرفهم بتخصصات الجامعة ومعدلات القبول ويجيب عن استفساراتهم.

ويشير بشكار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كان عاصم عنصراً فاعلاً في الأنشطة الأكاديمية والسياسية والثقافية، ولتميزه اللافت من سرعة البديهة والذكاء، فضلا عن امتلاكه صبراً وهدوءًا يمكنه من نيل ما يريد ممن يريد”.

وتابع: “بعد اعتقال الأخ أمير اشتية تسلم عاصم عضوية مجلس اتحاد الطلبة وكان سكرتير لجنة الأرشيف، وما لبث بعدها حتى تسلم تمثيل الكتلة الإسلامية فأصبح ممثل الكتلة الإسلامية أمام الإعلام والإدارة والكتلة الطلابية وأمام القاعدة”.

في أقبية التحقيق

لم يكن الاعتقال السياسي جديداً على حياة عاصم اشتية، فقد اعتقل أول مرة في (15-12-2010) وهو في السادسة عشرة من عمره لعدة أيام على يدي جهاز الاستخبارات، ومرة أخرى لدى ذات الجهاز لأسبوعين في (30-6-2012)، كما اعتقل لدى جهاز الأمن الوقائي لعدة أيام في (2-7-2012)، وآخر لدى ذات الجهاز في (3-10-2014)، إلا أن أقسى هذه الاعتقالات كانت في (3-7-2015) لدى جهاز المخابرات في نابلس، تنقل خلالها لعدة سجون وتعرض فيها لتعذيب وحشي.

ويروي أحد زملائه الذين رافقوه في رحلة عذابه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “عاصم حرم من النوم  لخمسة أيام متواصلة، وفي إحدى الليالي ربط المحقق يديه من الوراء بحديد الحماية لشباك الغرفة، وبات معلقاً من يديه ومرفوعا عن الأرض، وهو على هيئة الراكع، وانهال المحقق على وجهه بسيل من اللكمات حتى سال الدم، في محاولة فاشلة لاستنطاقه على نشاطات الكتلة الإسلامية وأفرادها”.

ويضيف: “في ليلة ثانية أحضروا كابل الكمبيوتر السميك، وانهالوا عليه بالضرب ع نصفه العلوي، لما يقارب (50-60) ضربة، وهو يصرخ من الألم، وذات الشيء حصل معه مرة أخرى لكن بعصا غليظة”.

وتسببت اعتقالات “عاصم” المتكررة بضياع عدة فصول دراسية عليه، ليأتي اعتقال الاحتلال في (31-3-2016)، دون معرفة سقف هذا الاعتقال حتى اللحظة، إلا أن عاصم الذي سلك هذا الطريق، عرف أنه مليء بالأشواك والعقبات، وقد تجاوز كل ما لاقاه بحكمته وصبره وتضحيته، فهي الطريق التي سلكها كل الساعين لرضا الله وإعلاء كلمته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...