الثلاثاء 30/أبريل/2024

كارمي تسور .. بؤرة عنصرية تؤرق الفلسطينيين صباح مساء

كارمي تسور .. بؤرة عنصرية تؤرق الفلسطينيين صباح مساء

على تلة جميلة مرتفعة عن سطح البحر نحو 1000 متر، أقام المستوطنون بؤرة استيطانية على أراض فلسطينية تم مصادرتها من أراضي بلدتي بيت أمر وحلحول شمال الخليل.

منطقة خلابة تكسوها أشجار اللوز والتين والرمان والعنب، اغتصبها المستوطنون على حين غرة وأقاموا عليها حلمهم العنصري التوراتي، بل يؤرقون ويعذبون الفلسطينيين أصحاب الأراضي المجاورة لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها والاهتمام بها.

ولتنفيذ ذلك، يلجأ المستوطنون إلى كل الأساليب القذرة من إغراءات أحيانا وتهديدات بالقتل أحيانا أخرى لإبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم.

موقعها وتاريخها
 خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش يؤكد أن “مستوطنة كارمي تسور بنيت عام 1982 بعد أن صادر الاحتلال 1500 دونم من أراضي بلدتي بيت أمر وحلحول”، مشيرا إلى أن قرارا آخر صدر عام 2006 بمصادرة 600 دونم من أراضي البلدتين، تم توسعة المستوطنة لاحقا عليها.

 يضيف حنتش لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن موقع المستوطنة مغرٍ جدا، فهو استراتيجي بامتياز يرتفع عن سطح البحر الأبيض المتوسط نحو 1000 متر ويطل على العديد من القرى والبلدات الفلسطينية، لا بل تشاهد الساحل الفلسطيني عند الغروب بوضوح.

وتقع المستوطنة على جانب الخط الرئيس بين القدس والخليل، فيما تشكل بالنسبة للمستوطنين حلقة وصل بين مستوطنات الجنوب لا سيما كريات أربع ومستوطنات الوسط، وخاصة تجمع كفار عتصيون وتقوع وإفرات وغيرها.

وباتت كارمي تسور هاجسا يؤرق الفلسطينيين صباح مساء، إذ يمنعهم الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم المجاورة تارة، وتارة أخرى يغرونهم بأموال كثيرة لبيع أراضيهم، فيما يطلقون عليهم النار إذا اقتربوا من أراضيهم القريبة من سياج المستوطنة.

الحاج محمد عيد شاكر أبو اسنينه (63 عاما) من الخليل، يمتلك أربعة دونمات في تلك المنطقة، قام بشرائها ويذهب إليها أسبوعيا ليتنزه بها ويعمل على زراعتها والاهتمام بها.

يؤكد أبو اسنينة في حديث لمراسلنا أنه يتعرض للتهديد والوعيد كلما حاول دخول أرضه واستصلاحها، حيث قام بزراعتها رغم كل تهديدات المستوطنين بالزيتون والعنب والتين والرمان، وأصبحت أرضا جميلة خلابة بخضرتها وثمارها.

اقتلاع وصمود
ولتحطيم حلمه، اقتلع المستوطنون 200 شجرة بجرافاتهم ، لكن كل ذلك لم يثن أبو اسنينه عن مواصلة تعمير أرضه.

ويضيف الحاج عيد قائلا: “بعد قلع الأشجار جاءني مستوطن وأنا في أرضي وعرض علي بيعها بـ4 ملايين دولار رغم صغرها، فرفضت ذلك، وقلت له لو دفعت ملايين الدنيا كلها لن أفرط في شبر من أرضي، وسأستمر في زراعتها والذهاب إليها رغم كل أساليب المنع والاعتداء والتهديد بالقتل.

ويقول الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان محمد عوض إن حراس مستوطنة كارمي تسور أطلقوا النار أكثر من مرة من رشاشات أوتوماتيكية تجاه المزارعين وأصحاب الأرضي خلال توجههم إلى أراضيهم لحراثتها وزراعتها أو قطف ثمارها.

وأضاف عوض لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن هناك فلسفة عنصرية ينطلق من خلالها المستوطنون تقوم على عدم السماح للفلسطينيين بالاستقرار والهدوء في أراضيهم كي يهجرونها ومن ثم يسيطر عليها المستوطنون بالقوة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...