السبت 27/أبريل/2024

بـجمال الأرابيسك… الشابة سماح تتحدى إعاقتها

بـجمال الأرابيسك… الشابة سماح تتحدى إعاقتها

لم يشكل “خلع” بيدها اليسرى، أي عائق لها في مواجهة الصعوبات التي يعاني منها أشخاص ذوو إعاقة، فبدأت تشق طريقها صوب النجاح، بنحت قطع خشبية تزين فيها بيوت غزة.  

الشابة سماح شاهين، ولدت في عائلة بالكاد تجد قوت يومها، تعتبر نقطة التحول في حياتها تلك الرسائل الصامتة والنظرات “القاتلة” التي كانت تتلقاها من أرباب العمل، (لا عمل).. هذه الإجابة بالرفض كانت كفيلة بثورة التحدي في “ذات” هذه الفتاة الثلاثينية على كل أشكال السلبية في المجتمع.
 
الحفر على الخشب كان ملاذ الفتاة “الثائرة”، التي تحدت “التحدي” بأصعب أشكاله “تحد الضد”.. فكيف لفتاة معاقة بيدها أن تنحت وتحفر أجمل الأشكال بذات “اليد”، “سماح” نجحت بإيصال رسالتها لأصحاب العمل الذين رفضوها بـ”أن الإعاقة لا تمنع الإبداع”.

فتاة “الأرابيسك”
لقد كانت “سماح” الفتاة الأولى في قطاع غزة التي أقدمت على الاهتمام بفن “الأرابيسك”، وشكلت حالة استثنائية في أعمالها، فكانت كلما وجدت صورة جميلة جعلت منها مجسماً أجمل، تقول لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: “تعلمت الحفر على الخشب من خلال الكمبيوتر في مشروع إرادة بالجامعة الإسلامية، فكانت انطلاقتي الأولى لتعلم المهنة”.

وبأمل يحذوها، تتابع: “انقطعت لفترة وجيزة عن استكمال دراستي الابتدائية، نظراً لصعوبة وضع عائلتي المادي، ولكني رغم كل هذه الظروف حصلت على الثانوية العامة، وتمكنت بعدها من دراسة دبلوم سكرتاريا”.

وأوضحت أنها كانت تظن في بداية الأمر أنها ستجد فرصة عمل بعد حصولها على شهادة جامعية، لكن للأسف، كان الكثير يرفض أن تعمل في مؤسسته جراء إعاقتها ويقول لها” بأنك غير لائقة للعمل”.

تحدي الإعاقة
وبالرغم من إعاقتها، ترى “سماح” أن نظرة بعض أصحاب العمل “معاقة”، خاصة حينما استطاعت الحصول على الشهادة الجامعية، ولكنهم امتنعوا عن توظيفها استنادا لأمر “سطحي وليس لكفاءة أو قلة خبرة”.

وأضافت: “ورغم ذلك إلا أنني اجتهدت بالبحث عن عمل والتدريب من خلال مشروع (إرادة) لتأهيل الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة”.

وبينت أنه من خلال مشروع “تمكين” لتدريب وتشغيل مجموعة من ذوي الإعاقة الذي نفذه برنامج “إرادة” بالجامعة الإسلامية بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية وبإدارة UNDP، تم دعمها مع فريقها المكون من اثنين من ذوي الإعاقة، وتجهيز ورشة حرفية خاصة بهم في خانيونس، تم تزويدها بالماكينات والمعدات والمواد الخام لبدء العمل.

ولقد استطاعت “سماح” وفريقها من خلال إنتاجهم ديكورات خشبية متنوعة جميلة، أن ترسل رسالة للمؤسسات التي امتنعت بالسابق عن توظيفها “أن الإعاقة لا تمنع الإبداع”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات