برامج التأهيل…حياة جديدة لنزيلات مركز الإصلاح
“من ظلمة الذنب إلى طُهر التوبة”.. بهذه الكلمات تتلخص حياة نزيلات مركز إصلاح وتأهيل النساء بمدينة غزة، بعدما وجدن نقلتهن من المستنقع الأسود إلى حياة أفضل، وإن كانت داخل الأسوار.
هذا الأمر جعل “مركز الإصلاح” يتعامل مع النزيلات وفقًا لبرامج متنوعة تُغير منهن الكثير حتى ينظرن للحياة برؤية أكثر وضوحًا وجمالاً من السابق، فكانت باكورة الأمل في تتويج أعمالهن اليدوية في معرض “إشراقة أمل”، الذي يعد الأول في القطاع، ويعود ريعه لهن ولاستمرارية المشروع.
نظرة الأمل
لقد كانت كل قطعة في معرض “إشراقة أمل” الأعمال اليدوية للنزيلات تنطق بالجمال، والرغبة الحقيقة منهن بالعيش بطريقة صحيحة تنظف به حياتهن من صراع الألم إلى فجوات الأمل.
وقالت إحدى النزيلات لـمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لقد عشت ظروفًا صعبة لا أعلم بها ما الذي يحدث، فكانت تدور في عقلي كثير من الأشياء التي كادت تقتلني”.
وتابعت: “حينما قدمت لمركز الإصلاح، ظننت أن الأمر سجن وعقاب ولم أكن أعلم أن الأمر يختلف من خلال البرامج المقدمة للنزيلات وخاصة الدينية منها، الأمر الذي جعلني أحافظ على الصلاة والصوم والقرآن”، مبينة أن الكثير من الأشياء الجميلة تعلمتها من خلال المركز جعلتها تغير نظرتها للحياة، وتكثر الندم على ما فات من حياته بذنوب ارتكبتها سابقًا.
الأشغال اليدوية
وأضافت النزيلة أنها تعلمت الأشغال اليدوية، منها: حياكة الصوف، والتطريز، وغيرهما من الأعمال اليدوية، فذلك كان يشعرها بالسعادة وأنها تفعل شيئًا جديدًا وجميلاً.
وأوضحت أن الأمر زاد لديها سعادة حينما علمت أن أعمالها وأعمال زميلاتها ستكون ضمن معرض يُعرض به منتجاتهن، واعتبرت أن ذلك بمثابة رسالة للمجتمع “بأن النزيلة بالتأكيد هي نادمة على كل ذنب، لكنها اليوم تريد حياة جديدة نظيفة”.
ويشار إلى أن مركز إصلاح وتأهيل النساء قد افتتح مؤخرًا أول معرض للمنتجات اليدوية للنزيلات بمدينة غزة بعد أن قدم لهن دورات لتدريبهن على هذه الأعمال، وتزويدهن بالأدوات اللازمة للعمل.
نظرة جديدة
من جهتها، تقول النقيب صفاء إسماعيل، مأمور مركز اصلاح وتأهيل النساء لمراسلتنا: “إن فكرة المعرض جاءت رسالة للمجتمع بإعادة النظر للنزيلات من نظرة سلبية إلى إيجابية، ويهدف بالوقت ذاته إلى إخراج صورة النزيلة من الإطار السلبي إلى الإيجابي، وتفريغ طاقتها السلبية التي أوصلتها لهذا المكان وتجديدها بطاقة إيجابية”.
وأشارت إلى أنه يتم تقديم العديد من البرامج للنزيلات وخاصة الدينية، إضافة إلى دورات صنع المأكولات، والتطريز والحياكة، وأعمال يدوية أخرى.
وبينت أنه يتم العمل على تعليم النزيلات حتى تكن لهنً مهنة يستطعن العمل بها بعد خروجهنً من المركز إلى المجتمع والعودة إلى حياتهنً الطبيعية، مؤكدة على أن ذلك “يجعل النزيلة تفرق بين ما كانت عليه في السابق، وما وصلت إليه اليوم”.
ولفتت إلى أن النزيلات شعرنَ بفرحة كبيرة حينما وجدن أعمالهن قد توجت في معرض يستطيع زيارته الجميع، فكانت بالنسبة لهنً دفعة للتجديد للأفضل، موضحة أن كل أرباح بيع المشغولات اليدوية ستعود إلى النزيلة نفسها وجزء منها سيكون لاستمرارية المشروع لشراء الأدوات اللازمة للأعمال اليدوية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تسرب مياه الصرف الصحي ينذر بانتشار الأوبئة في غزة.. والاحتلال دمّر معظم الآبار في شمالها
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إنّ تسرب مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات المختلفة، قد يؤدّي إلى انتشار الأوبئة...
برلمانيون من أجل القدس: نقف بحزم أمام انتهاكات إسرائيل في غزة
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام طالب مشاركون في مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" في إسطنبول، بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والوقوف بحزم أمام...
مسؤول أممي: إزالة الأنقاض في غزة قد يستغرق 14 عامًا
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قدّرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته بـ37 مليون طن في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الكميات...
4 مجازر و32 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 32 شهيدا و69 إصابة...
حماس تحذر من أي جسم دولي يشرف على أونروا بديلًا عن الأمم المتحدة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت حركة حماس، من أي جسم دولي يشرف على عمل الأونروا بديلًا عن الأمم المتحدة، ودعت كل الأطراف الدولية التي امتنعت عن...
مظاهرات طلابية في جامعة باريس احتجاجاً على حرب الإبادة في غزة
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت مجموعة من الطلاب مداخل جامعة سيانس بو المرموقة في العاصمة الفرنسية باريس؛ احتجاجا على الحرب على قطاع غزة،...
الحاج صبري الحداد.. رحلة نزوح قاسية نهايتها الموت
رفح - المركز الفلسطيني للإعلامترك المسن الفلسطيني صبري الحداد (70 عاما) منزله في حي الأمل غرب خان يونس إبان التوغل الصهيوني غرب المدينة قبل أكثر من...