السبت 27/أبريل/2024

عماد أبو شمسية .. وثّق جرائم الاحتلال فلاحقته تهديدات المستوطنين

عماد أبو شمسية ..  وثّق جرائم الاحتلال فلاحقته تهديدات المستوطنين

لم يعد مستغربًا أن تقوم سلطات الاحتلال الصهيوني بملاحقة الحقوقيين الذين يوثقون جرائم الاحتلال كما هو الحال في ملاحقة الصحفيين والإعلاميين، بل بات الأمر ظاهرة يومية تتحدى كل الأعراف والقوانين الدولية دون مراعاة للمواثيق الإنسانية والمهنية.

الحقوقي الفلسطيني عماد أبو شمسية، الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، تعرض للتهديد بالحرق والقتل هو وعائلته من قبل المستوطنين المتواجدين في المنطقة ردًّا على نشره لقطات فيديو يوثق فيها بشاعة الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين.

توثيق جريء


وكان أبو شمسية قد كشف، من خلال هذا التوثيق الجريء، جريمة إعدام جنود الاحتلال للشهيد عبد الفتاح الشريف صباح يوم الخميس في منطقة تل الرميدة، وقال في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “في صباح يوم الخميس كنت أجلس في بيتي المتواجد في حي تل ارميدة عندما سمعت صوت طلقات نارية بالقرب من منزلي، فخرجت مع زوجتي وبيدي الكاميرا الخاصة بي لمعرفة ما يحصل، فشاهدت فتى ملقىً على الأرض وسمعت بعض الأصوات من طرف آخر فوجهت عدستي بذلك الاتجاه فوجدت شابًّا آخر مضرجًا في دمائه، فعدت للشاب الأول؛ حيث كان يتحرك ومصابًا، ويقف فوق رأسه جندي “إسرئيلي”، وخلال لحظات حضرت سيارتا إسعاف إلى المكان وقامتا بتقديم الإسعافات الأولية للجندي المصاب دون تقديم أي علاج للشبان الفلسطيين المصابين”.

ويضيف أبو شمسية: “في نفس اللحظة سمعنا صوت تجهيز أحد الجنود سلاحه لإطلاق النار، فقمت بتركيز الكاميرا عليه، فحدثت الجريمة البشعة، وذلك من خلال إطلاق جندي النار من مسافة الصفر على الشهيد الشريف الذي كان مصابًا فقتله”.

ملاحقات المستوطنين


وأشار أبو شمسية إلى أن المستوطنين هاجموا بيته عصر يوم الجمعة بعد نشره مقطع الفيديو الذي وثق إعدام الشهيد الشريف ووجهوا له تهديدًا مباشرًا بقتله وقتل أبنائه وحرق منزله وشتمه، وعادوا الكرّة أكثر من مرة واعتلوا خلالها سطح منزله وحاولوا الاعتداء عليه، خاصة وأن توثيق الجريمة بالفيديو انتشر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات الأنباء، والوسائل الإعلامية، كما حصلت منظمة بيتسيلم “الإسرائيلية” على نسخة منه، الأمر الذي دفع بشرطة الاحتلال لاستدعائه والتحقيق معه حول المادة المصورة.

إثبات بشاعة الاحتلال

وشدد الحقوقي أبو شمسية على أهمية هذه الخطوة في توثيق هذه الجريمة البشعة، عادًّا أنه خلال عمله في مهنة حقوق الإنسان قد أكد أكثر من مرة وفي عدة مناسبات عن وجود انتهاكات واضحة وإعدامات للشبان الفلسطينيين دون سبب وخصوصًا في محافظة الخليل، فجاء هذا الفيديو ليؤكد على ما تحدث به وما كان يشاهده دون قدرة على التوثيق.

وعدّ أبو شمسية أن هذا الفيديو جاء ليثبت للقاصي والداني بشاعة الاحتلال وعنصرية وحقد الجندي الصهيوني الذي يقدم على قتل مصاب لا حول له ولا قوة له وغير قادر على الحركة ولا يشكل أي خطر تجاهه.

واجب السلطة

وحول التهديدات التي تعرض لها الحقوقي أبو شمسية وأثرها على مواصلة عمله، عدّ أن مثل هذه التهديدات لن تثنيه عن المضي قدمًا في توثيق جرائم الاحتلال بحق أبنائنا وبناتنا، وأكد أن هذا الفيديو والصدى الذي أحدثه شكل دافعًا قويًّا للاستمرار والنضال في العمل على توثيق كل الإجراءات والانتهاكات التي ينفذها الاحتلال بحق السكان في حي تل الرميدة وشارع الشهداء ومحيط الحرم الإبراهيمي وفضحها على المستوى المحلي والدولي.

ويطالب أبو شمسية القيادة السياسية الفلسطينية أن تستغل مقطع الفيديو الذي صوره لرفعه إلى محكمة الجنايات الدولية، ويقول: “أطلب من القيادة السياسية الفلسطينية، بأن تستغل هذه الفيلم من أجل معاقبة الاحتلال الصهيوني والمستوطنين على الجرائم التي يرتكبونها صباح مساء”.

أداة لفضح الاحتلال

من جهته أكد مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في محافظة الخليل المحامي والناشط الحقوقي فريد الأطرش أن توثيق جرائم الاحتلال يعدّ أداة رئيسة في فضح سياساته وملاحقة جنوده من النواحي القانونية والإنسانية والضغط من أجل وقف هذه الانتهاكات والحد منها.

وأضاف المحامي الأطرش في حديث لمراسلنا أن هذا التوثيق يعدّ من الأشياء المهمة في قضايا حقوق الإنسان وهو عامل رئيس في القضايا الدولية لحقوق الإنسان وتوثيقها وتثبيتها، وبالتالي يجب الاستمرار في توثيق جرائم وانتهاكات جنود الاحتلال، لاستخدامها كدليل في القضايا المرفوعة على المستوى الدولي.

وعدّ المحامي الأطرش العمل في قضايا حقوق الإنسان والدفاع عنها ليس مجرد مهنة يعتاش منها صاحبها، بل هو صاحب رسالة سامية إنسانية ينتمي إليها ويدافع عنها ويناضل في سبيلها ومن شانه أن يتعرض للخطر كما حصل من الناشط عماد أبو شمسية وإبراهيم الدوابشة من عملية تهديد ومحاولة حرق لمنازلهم وأهليهم.

ودعا الناشط الحقوقي والمحامي فريد الأطرش إلى حماية دولية للعاملين في حقوق الإنسان وكذلك الشهود والموثقين لجرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات