السبت 27/أبريل/2024

المعتقلان الأعرج والصعيدي.. ضحيتا امتهان السلطة لأحكام القضاء

المعتقلان الأعرج والصعيدي.. ضحيتا امتهان السلطة لأحكام القضاء

لم تكتمل فرحة عائلتي المعتقلين السياسيين المهندسين: علاء الأعرج وعبد الرحيم الصعيدي، بقرار قاضي محكمة صلح طولكرم في (17-3)، بالإفراج عن نجليهما، بعد ما يقارب 3 أشهر من الاعتقال بلا تهمة حقيقية أو محاكمة عادلة، فقد كانت المفاجأة، أن جهاز الأمن الوقائي رفض الانصياع لقرار المحكمة، وقام باختطافهما ثانية وأودعهما السجن من جديد.

امتهان للقضاءوقال المهندس فتح الله الصعيدي والد المهندس عبد الرحيم الصعيدي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن جهاز الأمن الوقائي وعقب صدور قرار القاضي، قام متحصناً بسطوته الأمنية باختطاف نجلنا عبد الرحيم وزميله المهندس علاء الأعرج إلى خارج المحكمة، ونقلهما الى مقر الجهاز”، معتبرًا ما حصل “يؤكد أن هناك سلطة أعلى من سلطة القضاء، فلقد توجهنا لاستلام ابننا من الجهاز وتم الرد علينا: “اصبروا بعد ساعتين وبعد يومين”، وما زالا حتى اللحظة معتقلين، وهذا يعتبر مهزلة غير مقبولة، فالقاضي أقر بالإفراج، فمن ننتظر بعدها ليسمح بالإفراج عنهما؟!”.

وأضاف الصعيدي إن “تجاوز قرارات المحاكم من قبل أجهزة السلطة الأمنية له أثر على السلم الأهلي، لأن الأجهزة الأمنية وجدت لحماية المواطنين، وبعدما حصل، كيف سأكون آمناً على أبنائي ونفسي، بعد أن باتت السلطة القضائية وكلمة القاضي غير محترمة من أجهزة الأمن؟!”.

على ذمة المحافظ“اعتقال المهندسين علاء الأعرج وعبد الرحيم الصعيدي من بدايته كان تجاوزًا للقانون”.. هذا ما أشار إليه فتح الله الصعيدي بالقول: “لقد تم اعتقالهما بلا قرار من النيابة، وتم مداهمة منزلنا ليلاً في (11-12-2015) ومصادرة سيارة تعود للمؤسسة التي يعمل بها نجلي عبد الرحيم واحتجازها لعشرة أيام، ومصادرة سماد زراعي لعمله ولأرضنا الزراعية دون إذن من المحكمة، وكلها تجاوزات قانونية وحُوّلا بعدها إلى ذمة المحافظ”.

وتؤكد زوجة المهندس علاء الأعرج، السيدة أسماء قزمار لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن زوجها اعتقل في (1-12-2015) بعد استدعائه للمقابلة لدى جهاز الأمن الوقائي، ولما لم يجدوا تهمة حقيقية يوجهونها له، لجأوا إلى ما يسمى (ذمة المحافظ) ليعتقلوه خارج القانون، وبعد مراجعات عديدة لمحافظ طولكرم عصام أبو بكر، أخرجهما من ذمته في (18-2-2016) وكان بمثابة قرار إفراج، ولكنه للأسف لم يطبق من قبل جهاز الوقائي، وتم تحويلهما عقبها إلى ذمة الجهاز، وبعد 92 يومًا حُولا إلى ذمة النيابة التي أقرت بحريتهما.

إضراب عن الطعامعقب رفض جهاز الأمن الوقائي تنفيذ قرار المحكمة، أعلن المهندسان علاء الأعرج وعبد الرحيم الصعيدي في المحكمة إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، وذلك منذ (17-3)، وقالت السيدة قزمار زوجة علاء: “المعتقل إنسان ميت على قيد الحياة، والإضراب ردة فعل طبيعية لكل من تمتهن حريته وتسلب منه ظلمًا”، مضيفة: “لقد أقدم علاء على هذه الخطوة حتى يسمع صوته للعالم، وهي بمثابة انتفاضة جوع لنيل الحرية، فمن تسلب حريته تسلب كرامته وتسلب حياته، وعلاء الآن تسلب حياته ببطء”.

وأشارت قزمار التي تنتظر مولودها البكر خلال أيام: “إن ما قام به الوقائي استهانة بعواطفنا ومشاعرنا.. سيكون صعبًا أن تمر عليَّ هذه اللحظة المهمة من حياتنا بميلاد ابننا البكر ووالده معتقل ظلمًا لدى أجهزة السلطة”، محملة أجهزة السلطة كامل المسؤولية عما سيترتب على حياة وصحة علاء.

دور ضعيف للمؤسساتوعن دور المؤسسات الحقوقية والنقابية في حماية أبنائهما يشير المهندس فتح الله الصعيدي والد المهندس عبد الرحيم: “للأسف لا يعدو دور المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية عن كونه توثيقيًّا، وقد حاولت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان زيارة نجلنا إلا أن الجهاز بقي يماطل في السماح لها بزيارته”، مضيفًا: “نحن ننتظر دورًا أكبر من هذه المؤسسات، كونها تشكل دورًا رقابيًّا على تطبيق حقوق الإنسان، كما وننتظر دورًا أكبر لنقابة المهندسين التي ينتمي إليها علاء الأعرج وولدي عبد الرحيم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات