الأربعاء 22/مايو/2024

التدريب المهني يداوي جريحات غزة بـمشاريع الأمل

التدريب المهني يداوي جريحات غزة بـمشاريع الأمل

حينما ينتقل الإنسان من حالة الألم لحالة الأمل يشعر بأنه ولد من جديد.. هذا هو الشعور الذي تملّك جريحات العدوان الصهيوني الأخير على غزة عام 2014، بعد أن شاركن في مشروع برامج التدريب المهني، الذي ينفذه مركز شؤون المرأة بقطاع غزة.

وما يزيد من أهمية المشروع؛ مساعدتهن في تبني مشاريع صغيرة لهن، تنقلهن لمرحلة الاعتماد على النفس، الأمر الذي كان له تأثير جيد على 90 جريحة تدربن في مجالات مختلفة كالتطريز، والكوافير والتصنيع الغذائي.

أمل رغم الألم
تقول المشاركة بالبرنامج الجريحة تغريد أبو طير لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام“: “كنت أشعر بالكثير من الألم والمعاناة النفسية والجسدية بعد أن بترت قدمي، وأصبحت لا أتحرك إلا من خلال كرسي متحرك”.

وأكدت أنها شعرت بالغربة وعدم الرغبة في الخروج من الكرفان الذي أصبحت أعيش به مع عائلتها بعد استهداف منزلهم في خانيونس وتعرضها للإصابة.

رفضت تغريد الفكرة في بدايات الحديث عن برنامج التدريب المهني، لأنها، كما تقول، لم تكن تريد الخروج  من المنزل خاصة أنها حينما كانت تريد الذهاب لمكان يرفض الكثير من السائقين نقلها لأنها على كرسي متحرك، ولا تستطيع دفع ثمن أجرة سيارة خاصّة؛ فالوضع المادي لعائلتها صعب.

وذكرت أنه مع التشجيع وتبني المشروع للمواصلات، وافقت على التجربة والمشاركة في الدورات التي اختارت من بينها “الكوافير”، وبعد التدريب شعرت، كما تصف، أنها إنسان جديد تستطيع أن تعمل، وتستطيع التنقل، والتعرف على المجتمع، رغم جلوسها على الكرسي المتحرك.

وقالت: “أنا إنسان؛ من حقي العيش بكرامة، وأن تكون هنالك مؤسسات تهتم بنا”.

يشار إلى أن مشروع التدريب المهني للنساء ذوات الإعاقة يأني ضمن مشروع “الإنعاش المبكر لسبل العيش للنساء المهمشات ذوات الإعاقة الناجمة عن العدوان الأخير (2014) على قطاع غزة”، والذي ينفذه مركز شؤون المرأة.

الاعتماد على النفس
أما الجريحة رحمة أبو طير التي ارتسمت على ملامحها الشابة خطوط الأمل بعدما وجدت من يسألها ويسأل الجريحات أمثالها “ماذا تريدون أن نقدم لكم؟!”.

وتقول لـ”مراسلتنا“: “الاجتماع الأول للبرنامج كان عبارة عن معرفة رغبات الجريحات في الحصول على الدورات؛ فتنوعت الرغبات ما بين التدريب على الكوافير، والتطريز، والخياطة، والتصنيع الغذائي، ذلك دفع الجريحات للمشاركة بالدورة”.

ولفتت إلى أن مثل هذه البرامج مهمة جداً؛ فهي تعمل على تطوير ودعم الجريحة، وتشعرها بالقوة والاعتماد على النفس.

وشجعت على مثل هذه البرامج؛ نظراً للحاجة لها بحيث يتم تدريب الجريحة من أجل تمكينها من إقامة مشروع صغير لها.

الدمج بالأنشطة
من ناحيتها، قالت مدير مركز شؤون المرأة آمال صيام، خلال حفل تخريج التدريب المهني للنساء ذوات الإعاقة: “عدوان 2014 جعل (3000) شخص من ذوي الإعاقة من خلال الاستهداف المباشر وغير المباشر لهم”.

وأشارت أن من بينهم 140 امرأة وفتاة، وهذا العدد في تزايد، الأمر الذي يشكل مؤشراً خطيراً يكون له تداعيات مختلفة في المستقبل، الأمر الذي جعل مركز شؤون المرأة يعمل على دمجهن ضمن برامج وأنشطة المركز، رغم أن هذا الإدماج لا يرتقي إلى نسب الإعاقة والمستوى الذي يُطمح إليه، وفق قولها.

وبينت أن المركز حاول أن يركز على النساء ذات الإعاقة؛ حيث يوجد مشاريع تصب بهذا الاتجاه.

وعن مدى أهمية هذه المشاريع؛ ذكرت أنها ستتمثل بمرحلة التدريب والعمل على مساعدتهن في فتح مشاريع صغيرة لهن؛ حيث تم تدريب (90) جريحة، بحيث يكون لهن مشروعهن الخاص.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات