الخميس 06/يونيو/2024

فقدان السمع .. شبح يهدد زارعي القوقعة بسبب إغلاق معبر رفح

فقدان السمع .. شبح يهدد زارعي القوقعة بسبب إغلاق معبر رفح

في ظل اشتداد وتيرة الحصار، وإغلاق معبر رفح الحدودي يواجه العديد من زارعي القوقعة، خطر العودة إلى فقدان السمع، مع انعدام الفرص لتحديث وتطوير الأجهزة التي مكنتهم من سماع أصوات محبيهم والاندماج الكامل في المجتمع، بسبب عدم قدرتهم على السفر.

الطفل محمد مجيد أبو خوصة (17 عاماً) أحد هؤلاء، فهو فقد السمع منذ السابعة من عمره إثر حمى شوكية أصابته -حسب ما قاله والده لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“- مشيرًا إلى أنّ ابنه أخذ قراراً من السلطة آنذاك بزرع قوقعة عام 2005 في مصر.

وأضاف “كل ستة أشهر كنا نراجع، وكانت الأمور جيدة إلى أن تعطل جهاز القوقعة المزروع لابني محمد، ومن يومها وحتى اليوم ونحن نجتهد بكل اتجاه من أجل تصليحه أو تحديثه أو حتى إعادة برمجته”.

مخاوف على أعتاب معبر رفح
ويؤكد الدكتور أنور العبادسة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعمار المسؤولة عن مركز بسمة، الذي يعد أول مركز لتأهيل الأطفال زارعي القوقعة بعد إجراء العمليات الناجحة، أنّ أجهزة القوقعة المزروعة للصم والبكم تختلف عن بعضها البعض؛ فكل جهاز مصنع في دولة تختلف برمجته وطرق صيانته وقطع غياره عن الآخر، مبيناً أن غزة تعاني من عجز كبير في كافة هذه الأمور.

وتأسس مركز بسمة للسمعيات والتخاطب في عام 2009 كـأول مركزٍ متخصص بهذا الشأن في قطاع غزة.

ويخشى العبادسة في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” على حياة الكثير من الأطفال الذين فقدوا السمع بسبب عطل أصاب جهاز القوقعة المزروع لديهم، مطالباً بفتح معبر رفح من أجل تسهيل سفر هؤلاء الأطفال وإجراء صيانة دورية لأجهزتهم التي يعتمدون عليها في السمع.

ويشير العبادسة إلى أنّ مركز ; بسمة – الذي أسسه من واقع معاناته، حيث وُلد لديه طفلان “بسمة” التي أسمى المركز باسمها، و”أسامة” الذي يعاني هو الآخر من ذات المشكلة- يحتضن 45 طفلاً من زارعي القوقعة بهدف تأهيلهم في السمع والتخاطب من أصل 120 طفلاً في قطاع غزة بشكل عام.

من يعيد البسمة؟
ويرجو والد الطفل أبو خوصة من كل المسؤولين الفلسطينيين والعرب أن يتدخلوا من أجل عودة البسمة إلى ابنه وإعادة الحياة له بعد أن فقد السمع تماماً منذ 5 سنوات، بعد أن كان يسمع بشكل جيد مع تركيبه للجهاز، مبيناً أن تكلفة الجهاز عالية جداً.

ويؤكد العبادسة، أن التكلفة عالية للجهاز الواحد؛ حيث تتراوح بين 25 – 30 ألف دولار، وهو لا يُزرع مرة واحدة فقط، بل يحتاج إلى تحديث وصيانة وبرمجة كل 6 أشهر، وهو ما لا يتوفر لدى غالبية العائلات الفلسطينية بغزة.

ويوضح أنّ أكثر من 20 شخصًا من زارعي القوقعة تحتاج أجهزتهم إلى صيانة وإعادة برمجة، وبعضهم يحتاج إلى تبديل الجهاز ذاته بجهازٍ أحدث.

“الصمم الإنساني”
وينوي الأطفال المتضررون من إغلاق معبر رفح تنظيم اعتصام احتجاجي أمام بوابة معبر رفح يوم الخميس القادم، معربين عن أملهم أن يجدوا من ينصت لصرخاتهم، ولكنهم يخشون أن يجدوا من أصابه الصمم الإنساني كما أصابهم هم الصمم الطبيعي.

وقالت جمعية “إعمار” إنها تنظر ببالغ القلق والخطورة على حياة هؤلاء الأطفال؛ حيث يزيد عددهم عن 120 طفلاً، خاصة أن عدداً منهم بات مصير تمتعهم بالسمع مهدداً في ظل استمرار إغلاق المعبر؛ لأن المركز الوحيد لصيانة القوقعة يوجد داخل جمهورية مصر.

ويؤكد الدكتور العبادسة، أنّ الحصار وإغلاق معبر رفح هو أهم معيق أمام هؤلاء الأطفال الذي لا يجدون ملاذاً لهم بعد الله سوى السفر لصيانة وبرمجة أجهزتهم، مطالباً بدعم عوائل هؤلاء الأطفال من أجل تمكينهم من إجراء عمليات لأطفالهم وتبديل أجهزتهم.

وطالب الحكومة بالعمل على توفير إمكانيات التدريب لعمليات التأهيل والصيانة والبرمجة للأجهزة؛ حتى لا يحتاج الأطفال السفر في ظل إغلاق المعابر، معرباً عن أمله أن تتبنى الحكومة زراعة هذه الأجهزة للأطفال بسبب تكاليفها العالية.

فيما يلي رابط تقرير تلفزيوني سابق أعده المركز عن الموضوع.. “وتبقى المعاناة مستمرة”، من هنا:

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الحكم بالمؤبد على الأسيرين الطويل وجوري

الحكم بالمؤبد على الأسيرين الطويل وجوري

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت محاكم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، حكمين بالسجن المؤبد لكل من الأسير أسامة الطويل والأسير كمال جوري من...