الجمعة 10/مايو/2024

الشتاء.. معاناة إضافية للأسرى في سجون الاحتلال

الشتاء.. معاناة إضافية للأسرى في سجون الاحتلال

لا يزيد تبدّل الفصول والاختلافات المناخية في الأراضي الفلسطينية، الأسرى القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني سوى معاناة، لا تنحصر في فصل من تلك الفصول، وإنما تؤججها قسوة برد الشتاء التي لا تقل قدراً عن قسوة السجّان الصهيوني.

وكان تأثر الأراضي الفلسطينية بمنخفضات جوية وكتل هوائية باردة، يدًا في إرهاق الأسرى وزيادة معاناتهم، خاصة في ظل انتهاك إدارة السجون لحقوقهم بحرمانهم من الملابس والأغطية المناسبة لمواجهة التقلبات المناخية، ومنعهم من اقتناء وسائل التدفئة، إلى جانب سياسة الإهمال الطبي وقلة الرعاية الصحية.

برد مضاعف

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، أوضح لـ”قدس برس”، أن طبيعة غرف السجون وعدم دخول الشمس إليها، وارتفاع نسبة البرودة والرطوبة فيها، ساهم في تفاقم معانات الأسرى وعرّضهم للإصابة بأمراض عديدة.

وأشار فراونة، إلى أن إدارة السجون تعمد إلى اتباع “وسائل قمع تَزيد من معاناة الأسرى”، كاقتحام أقسامهم  ليلًا وإجبارهم على الجلوس في العراء لساعات طويلة بحجة التفتيش، وحرمانهم من المياه الساخنة، وفي أحيان عديدة تعاقبهم بسحب الأغطية منهم.

ولفت الحقوقي الفلسطيني، إلى أن إدارة سجون الاحتلال تستغل الأسرى في السجون لـ “التربّح منهم”، من خلال حظر إدخال المستلزمات الشتوية وتوفير بعضها في “الكانتينا”، ما يضطر الأسرى إلى شرائها بأسعار مرتفعة.

وشدّد فروانة، على أن إدارة سجون الاحتلال هي المسؤولة عن توفير الأغطية ووسائل التدفئة للأسرى داخل السجون، مستطردًا “في حال أصرّت إدارة المعتقلات الصهيونية على رفض ذلك، فإن المؤسسات الدولية، وخاصة الصليب الأحمر، ملزمة بتوفير كل ما يلزم من احتياجات للأسرى”.

وذكر أن معاناة الأسرى في فصل الشتاء، وخلال المنخفضات الجوية، تمتد لذويهم “خاصة خلال زيارتهم، والتي تستغرق ساعات طويلة، لاسيما أوقات الانتظار في ساحة السجون، قبل الدخول لقاعات الزيارة ورؤية أبنائهم”.

شتاء دون ملابس وأغطية

من جانبه، قال الأسير المحرر حسام بسطامي إن إدارة سجون الاحتلال “تتفنن في التضييق على المعتقلين، وتمنعهم من توفير كل ما يلزمهم لاستقبال الأجواء البارد”، واصفًا أوضاعهم بـ”السيئة”.

وأفاد البسطامي في حديث لـ”قدس برس”، بأن إدارة السجون “تعمل بشكل دوري على إحصاء ما يمتلكه الأسرى من ملابس وحاجيات، وتقوم بمصادرة ما تعدّه زائدًا عن الحاجة، ما يحرم الأسرى الجدد من الاستفادة منها، والذين ازدادت أعدادهم في الفترة الأخيرة”.

وشدد البسطامي، وهو أسير محرر أمضى نحو 12 عامًا في سجون الاحتلال، على أن إجراءات وتضييقات إدارة السجون “تزيد من العبء على الأسرى”.

وناشد البسطامي كافة المؤسسات الإنسانية للتدخل والضغط على حكومة الاحتلال وإدارة سجونها، لكي تسمح للأهل والجهات المختصة بإدخال الأغطية والملابس الشتوية لأبنائهم، وإعادة تأهيل غرف وخيام الأسرى والبنى التحتية في السجون بما يتناسب والتقلبات الجوية، للتخفيف من معاناتهم المستمرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات