الأربعاء 22/مايو/2024

التشكيك بمقاومي الداخل الفلسطيني لماذا؟

رضوان الأخرس

يعتمد الاحتلال سياسة تشكيك ممنهجة ضد منفذي العمليات الفدائية من فلسطينيي مناطق الداخل المحتل عام 1948، المناطق التي يسيطر الاحتلال عليها بالكامل ويستقر بها ويحمل سكانها الفلسطينيون الجنسية “الإسرائيلية” وكافة مرافق وتفاصيل الحياة هناك “إسرائيلية”.

أكثر ما يخشاه الاحتلال أن يتكرر في أوساط المجتمع الفلسطيني بالداخل المحتل عام ٤٨ نموذج مهند العقبي أو نشأت ملحم، لذلك لم تخل أي عملية كان منفذها من الداخل من الشائعات ومحاولات التشويه والعبث في احتمالات دوافعها ووصمها بالجنائية أو جعلها تحت بند “خلفية غير واضحة”.

ومن ذلك ما فعله الاحتلال مع عملية الطعن في نتانيا خلال انتفاضة القدس الحالية وعملية الدهس والطعن على طريق الخضيرة والتي يساوم منفذها المعتقل وعائلته للإعتراف بأنها جنائية ومجرد حادث طرق لتخفيف الحكم، وحاول فعل ذلك مع عملية العقبي في البداية لكن كبر حجم العملية جعل روايته ركيكة وسخيفة أمام الجمهور مما اضطره لسحبها خلال فترة قصيرة.

نشأت ذاته كان قد اعتقله الاحتلال بعد فشل عمليته في ٢٠٠٦ وضغط عليه يومها ليعترف بأنه مضطرب نفسيًّا ليخفف الحكم عليه وبالفعل هذا ما حدث واليوم يحاول إعطاء صورة نمطية غيرمقبولة عن المجتمع الفلسطيني بالداخل بأنه يرفض الأبطال كما ويبث شائعات تقول بأن أقارب أو مقربين من نشأت هم من بلغوا عنه ويستغلون ضعف موقف العائلة وخوفها من التصريح خشية بطش الاحتلال لكن والد الشهيد نفى تقديمه معلومات بالأمس.
الهدف من ذلك هو كسر روح وفكرة المقاومة في الداخل وقتلها في مهدها بضرب صورة أبطالها، حتى لا يكون هؤلاء الفدائيون نماذج يقتدي بها فلسطينيو الداخل فتتحول تلك المناطق لساحة مواجهة تضرب استقراره الداخلي خصوصًا وأنه كيان قائم على فكرة الأمن.

الاحتلال يخوض معركة كي وعي ضد وعي الفلسطينين في الداخل لأسرلته ولإبقائه خاملًا بعيدًا قدر الإمكان عن الجرح الذي يعيشه الفلسطينيون في مختلف مناطق تواجدهم نتيجة الاحتلال، فلا تخدموه واعملوا على العكس لأنه يعلم جيدًا أنه إذا ما تحرك فلسطينو الداخل وانتفضوا وهم أكثر من مليون ونصف سيقلبون المعادلة رأسًا على عقب.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات