عاجل

السبت 18/مايو/2024

الجالية الإفريقية بالقدس.. تاريخ من النضال ضد الاحتلال

الجالية الإفريقية بالقدس.. تاريخ من النضال ضد الاحتلال

لا يبعدون سوى أمتار قليلة عن المسجد الأقصى، جاءوا من بلدان مختلفة من قارة أفريقيا مثل تشاد ونيجيريا والسودان والسنغال، للدفاع عن مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 أو لزيارة الأماكن المقدسة. إنهم أبناء الجالية الإفريقية أحد أهم العلامات التاريخية في المدينة المقدسة.

“علي جدة”، أحد المواطنين المقدسيين الذين ولدوا في القدس ولكن أباه أتى للمدينة عام 1948، يروي لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” عن الإرث التاريخي والمعماري وماذا حل بالجالية الافريقية ومكان سكناها اليوم، وأين هي في المجتمع المقدسي الذي يرزح تحت نير الاحتلال منذ 67 عاماً؟.

يقول: “المجموعات الإفريقية أتت مع الجيش المصري ومجموعة جاءت لأسباب دينية كحجاج جاؤوا من أراضي السعودية من مكة لتقديس الحجة في بيت المقدس وحيث المسجد الأقصى، البعض منهم ظل يعمل في حراسة المسجد الأقصى”.

ويضيف: الموقع الجغرافي لسكن المجموعات الإفريقية اختاره الحاج أمين الحسيني حيث قال في حينها: “هؤلاء متدينون جدا ولذلك يجب أن نستقبلهم ونجد لهم موقعا جغرافيا يكون قريبا من المسجد الأقصى، ولذلك قاموا بإعطاء هذه المجموعات موقعين جغرافيين لا يبعدان سوى خمسة أمتار عن بعضهم البعض وفي مقابل بعضهم البعض وهم حبس الرباط وحبس الدم.

ويتابع علي جدة: “عدد المقيمين ما يقارب 38 عائلة، ويعاني سكان الجالية الإفريقية من حيز الموقع الجغرافي حيث بقي على ما هو قائم منذ زمن المماليك”.

ارتباط بالقدس

ويشير جدة إلى أن مكان إقامة الجالية الإفريقية يعاني من كثافة سكانية عالية، وفي الوضع الحالي تزايد عدد التزاوج بين أبناء الجالية الإفريقية واضطر بعضهم للانتقال خارجها وخارج سور القدس، نظراً لأن مسألة البناء خطيرة جداً، وإجراءات البناء من جانب الاحتلال مفقودة في البلدة القديمة، ورخص البناء تكلفتها عالية وفترة إصدارها أيضاً تمتد لعدة سنوات وأغلبها تبوء بالفشل.

“فيراوي، قوس، بولالة، برقاوي” وعدة عائلات من أفريقيا، تمدنوا  وعاشوا في حبس الرباط والدم، وهو بناء مملوكي بناه الظاهر بيبرس، كان يعيش فيه فقراء الناس من يأتون للقدس يأكلون وينامون فيه وكأنه خان.

ويردف علي جدة: “إبان الحكم العثماني _التركي ما بين 1914-1917 تحول المكان لسجن، في حبس الرباط كان يضع المحكوم عليه أكثر من عشر سنوات، أما حبس الدم كانوا يضعون الثوار المحكوم عليهم بالإعدام ومن ثم تحول المكان لسكن للجالية الإفريقية التي جاءت إبان حرب عام 1948 م”.

ويقول:”الإفريقي ارتبط ببيت المقدس وفلسطين،  عشنا فيها وجئنا مدافعين عنها ونعيش الآن تحت نير الاحتلال، وحظي الإفريقي على الاحترام وبنى علاقات جيدة ووطيدة وأصبح ذا مكانة بينهم”

النضال الفلسطيني

وأوضح أن “الأمر يعود  لحركة الشباب الإفريقي داخل ساحة النضال الفلسطيني، فمن المعروف أن أبناء الجالية وبناتها كانوا دائما في طليعة النضال، فكانت أول فتاة  فلسطينية تعتقل من  الجالية الإفريقية وهي الأخت فاطمة برناوي، وحكم عليها بالمؤبد أمضت 11 عاما وتم إبعادها عن فلسطين، وعادت مع السلطة الفلسطينية عام 1994م، اليوم هي مسؤولة الشرطة النسائية في السلطة الفلسطينية”.

وأشار إلى أنه في الانتفاضة الأولى تعرض الكثير من الشبان والشابات من أبناء الجالية للاعتقال، وفي انتفاضة عام 2000، سقط  أول شهيد من الجالية الإفريقية وهو أسامة جدة”.

وأوضح أن الاحتلال “الإسرائيلي”  حاول عبر سلطاته أن يبني جسورا ليتواصل مع المجموعات الإفريقية مقدماً الامتيازات والتسهيلات والخدمات في حياتهم اليومية، إلا أن عائلات الجالية الإفريقية رفضوا هذا الشأن، وكان الرد بأننا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع المقدسي، وما يقع عليه يقع علينا وهكذا. 

أما الوضع الاقتصادي لأبناء الجالية الإفريقية فهو كحال الشعب الفلسطيني؛ حيث يعملون في سوق المحتل، في المطاعم والفنادق، المصانع، المستشفيات، لكن تنحدر هذه الطبقة بين الطبقات الأكثر فقرا بين طبقات المجتمع الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...