الثلاثاء 30/أبريل/2024

الهدايا الرمزية.. وسيلة الأسرى لبناء العلاقات والتعاضد داخل السجون

الهدايا الرمزية.. وسيلة الأسرى لبناء العلاقات والتعاضد داخل السجون

تبدع عقلية الأسرى في مواكبة المناسبات والأحوال التي يعيشونها بالأسر، حيث غالبا ما يعمدون إلى تبادل الهدايا البسيطة، في خطوة لتعزيز التعاضد والعلاقات الاجتماعية فيما بينهم داخل الأسر.

 فخلال أيام عيد الأضحى المبارك وعيد الفطر السعيد يتبادل الأسرى هدايا رمزية في خطوة لإضفاء أجواء من البهجة والانبساط، في مشهد اعتادت عليه البيئة الاعتقالية في المناسبات والأعياد، ولا تقتصر هذه الهدايا فقط على الأعياد الرئيسية، بل تمتد إلى الاحتفال بمناسبات مختلفة قد تمر على بعض إخوانهم الأسرى.

ففي ساعات المساء وعندما تنتهي الفورة المسائية، ويجبر الأسرى على المبيت في غرفهم، يبقى عدد بسيط من الأسرى في الساحة، لخدمتهم في توفير مستلزمات العشاء والماء.

هدايا خفيفة
ويستغل الأسرى تواجد زملائهم خارج الغرف لإيصال هداياهم بهذه المناسبة، فيشتري الأسير هداياه من “الكانتينا” (مكان تواجد بعض الاحتياجات التي يشتريها الأسرى) خلال النهار ويشرع بوضع ملصقات، ويكتب عليها لمن يوجهها بتوقيعه، والمناسبة،  ثم يرسلها له عبر “المردواني” إلى الغرفة التي يقبع فيها صديقه الأسير الذي يستقبلها برحابة الصدر والانبساط.

الهدايا قد تكون حبة شوكولاته من أنواع عديدة متوفرة في الكانتينا، أو علبة حلاوة أو أوقية قهوة، بعض الأسرى تصله أكثر من 20 هدية في ليلة واحدة، بعضها من زملاء دراسة في الجامعة، أو من أبناء بلدته، والهدف إشاعة أجواء من البهجة.

لا تتوقف الهدايا بين أفراد القسم الواحد، بل تتعدى إلى الأقسام الأخرى المجاورة من سجون أخرى، ولكن لا تصل سريعاً إلا عبر البوسطات، وأثناء التنقلات من قسم لآخر أو من سجن لآخر، وفي بعض الأحيان تسمح إدارة السجن لقادة وممثلي الأسرى بزيارة بقية الأقسام، لتقديم التهاني بالعيد، حيث يصطحبون معهم الهدايا الرمزية والرسائل التي يتناقلها الأسرى بهذه المناسبة عبارات رائعة ومبدعة، تخط على تلك الهدايا جلها في محور الدعوة بالحرية والإفراج بالقريب العاجل.

تخفيف من وطأة الاعتقال
يقول الأسير والباحث في قضايا الأسرى ثامر سباعنة، القابع حاليا بسجن النقب، في رسالة وصلت إلى “المركز الفلسطيني للإعلام”، إن الظاهرة تسود على السجون في مناسبة، لكنها بالأعياد تتكشف، وتعطي أجواء اجتماعية تضامنية خلابة وأكثر من يشعر فيها بالبهجة الأسير الجديد، لأنها لون جديد عليه تخفف من وطأة الاعتقال.

 بعض الأسرى يحتفظ بالهدايا طيلة أيام العيد، ويضعها في خزانته الخاصة، لتكون علامة للهدايا التي تصله طيلة الأيام الأربعة، ثم يتناولها لاحقاً مع إشراك زملائه الآخرين، ومع انتهاء العيد تبقى اللفتات والهدايا الرمزية عالقة في وجدان وفؤاد الأسير، وتتوثق علاقته مع بقية الأسرى، والتي تستمر حتى بعد الإفراج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات