عاجل

السبت 18/مايو/2024

المقدسيون بين غلاء السكن وتعزيز الوجود

المقدسيون بين غلاء السكن وتعزيز الوجود

يواجه المجتمع المقدسي الكثير من التحديات والعوائق اليومية على مستويات عدة؛ فعدا عن استهداف الاحتلال لمدينة القدس وتشديد الخناق على ساكنيها، وسعيه المستمر لإفراغها من أهلها، فإن الفرد المقدسي يواجه الصعوبات في تأمين عيشه وقوته اليومي.

فنجد أحد أكثر المشاكل انتشارًا في مدينة القدس والتي يعاني منها العديد من السكان هي غلاء إيجارات المنازل والشقق السكنية، ما يدفع البعض للانتقال خارج مدينة القدس، الأمر الذي يهدد العامل الديمغرافي داخل المدينة.

عائلة ميمة اضطرت للانتقال إلى منطقة كفر عقب للحصول على منزل يتسع لأفراد الأسرة المكونة من خمسة أفراد بإيجار مناسب، فكانت أكبر المشاكل التي تواجه العائلة تأمين مبلغ الإيجار لصاحب منزلهم السابق في بيت حنينا.

وتقول أم محمد، وهي ربة المنزل، إن البيت الأخير الذي سكنوا فيه صغير جدًّا، ويبلغ إيجاره 3000 شيكل شهريًّا، وهذا يفوق قدراتهم المالية على الرغم من راتبها هي وزوجها. وتضيف أن تكاليف الدراسة وفواتير الكهرباء والماء وغيرها من الضرائب، التي كان من الصعب سدادها نهاية الشهر، دفعتهم للانتقال إلى منطقة أخرى للعيش علّها تكون أقل وزرًا من الناحية الاقتصادية.

الغلاء حيث تقلّ المواجهات

وترى أم محمد أن ارتفاع أسعار الإيجارات في مدينة القدس فيه بعض الاستغلال من مالكي البيوت، فمنطقة كبيت حنينا التي تعد آمنة نوعًا ما ولا تحدث فيها اشتباكات مع الاحتلال هي أحد الأسباب التي تستدعي من مالك المنزل رفع مبلغ الإيجار، وأغلب المنازل في تلك المناطق تكون ضيقة المساحة ولا تلبي احتياج العائلات المقدسية، حسب قولها.

أما أم أمجد عيسى فتسكن هي وولدها البالغ من العمر 18 عامًا في منزل صغير مساحته لا تتجاوز 38 مترًا، في منطقة بيت حنينا بمبلغ إيجار 1400 شيكل شهريًّا؛ حيث يمنعها وضعها الصحي الذي يستلزم المتابعة المستمرة من الانتقال إلى مكان آخر، “كنت أعمل في إحدى المدراس في القدس، إلا أنني لم أعد قادرة على العمل بسبب تدهور وضعي الصحي الذي يضطرني للبقاء في المنزل، فأصبح توفير إيجار المنزل أصعب في كل شهر”.

ويبين زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن متوسط دخل الفرد المقدسي لا يكفي لتوفير الاحتياجات اللازمة للأسرة المقدسية، كما أن الضرائب المفروضة من الاحتلال تزيد من الالتزامات المالية التي تفوق قدرات سكان المدينة، إضافة إلى أن نسبة الفقر في مدينة القدس مرتفعة نتيجة للضغوطات المستمرة.

ويشير الحموري إلى أن سبب غلاء الإيجارت في مدينة القدس يعود إلى كثرة الطلب وقلة العرض، فيتجه المقدسيون إلى استئجار البيوت والشقق السكنية داخل مدينة القدس من أجل الحفاظ على وجودهم داخل مدينتهم بالدرجة الأولى، ما يجعل الإقبال على استئجار البيوت داخل مدينة القدس في ازدياد مستمر، إضافة إلى أن تكاليف البناء في مدينة القدس مرتفعة الثمن، عدا عن السنوات الطويلة التي يستغرقها المقدسي في إصدار تراخيص البناء.

ويرى الحموري أنه لا يمكن إنكار أساليب الاستغلال لدى بعض مالكي العقارات في القدس إلا أن بعضهم أيضًا يواجه مشكلات عديدة كدفع الضرائب الباهظة، وخطر الهدم والغرامات المالية المرتفعة المترتبة على ذلك، حسب قوله.

ويبين أن انسحاب السكان بسبب غلاء المعيشة في القدس، وتوجههم للسكن في مناطق خارج القدس خطر على المدينة مستقبلاً، في إشارة إلى إعلان سلطات الاحتلال سابقًا عن نيتها سحب الإقامات من المقدسيين الذين يسكنون في المناطق خارج الجدار الصهيوني، واستبدالهم بمستوطنين إسرائيليين، في خطوة لتعزيز التواجد الصهيوني في مدينة القدس وخفض التواجد الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...