عاجل

السبت 18/مايو/2024

الطفلة هديل الجبلي.. أرادها الاحتلال طعنة لأمها فأعجزته بثباتها

الطفلة هديل الجبلي..  أرادها الاحتلال طعنة لأمها فأعجزته بثباتها

رافقت المقدسية سناء الرجبي (46 عامًا) صباح أمس، طفلتها هديل إلى مركز القشلة في بلدة القدس القديمة، بعد أن تم استدعاؤهما للتحقيق، بزعم عرقلة الأم عمل شرطي في شهر آب (أغسطس) الماضي.

أثناء التحقيق معها، لم ترضخ الطفلة هديل الرجبي (12 عامًا) لتهديد محقق الاحتلال في مركز شرطة القشلة، عندما توعدها بالاعتقال في حال عدم “الاعتراف” على والدتها؛ حيث قالت: “لن أكترث لتهديدات المحقق، بل سأواصل زيارة المسجد الأقصى وترديد التكبيرات في ساحاته، لأنني أشعر بالحزن عند ابتعادي عنه”.

“قيام شرطة الاحتلال اليوم باستدعاء أطفال ليدينوا -من خلال إفادتهم- أولياء أمورهم، هو أمر خطير جدًّا، ومحاولة لتشتيت العائلة”.. هكذا عقب المحامي رمزي كتيلات من مؤسسة “قدسنا لحقوق الإنسان” على التحقيق مع طفلة صغيرة وبهذا الأسلوب الخطير، مؤكدًا أن “هذا انتهاك جديد وأسلوب قبيح جدًّا من قبل شرطة الاحتلال ونرفضه كليًّا”.

كُسِر حاجز الخوف

سناء الرجبي، أم لتسعة أبناء، ممنوعة من الصلاة في المسجد الأقصى منذ نحو عامين بقرار عنصري من قوات الاحتلال، لكنها تصر على الذهاب يوميًّا لتتدارس القرآن عند عتباته مع زميلاتها من النساء اللواتي منعهن الاحتلال ظلمًا من الصلاة فيه منذ أكثر من 4 أشهر.

ورغم كل ما تعرضت له الرجبي الأم من إبعاد عن المسجد الأقصى ومنعها من دخوله والصلاة فيه ثماني فترات، واعتقالها وتوقيفها تسع مرات، وإصابتها عند باب القطانين بقنبلة صوت تسببت بحروق في ساقها وملابسها؛ إلا أن ذلك لم يزدها إلا ثقة وثباتًا على حقها في المسجد الأقصى.

وأمام نفيها التهم الموجهة إليها أثناء التحقيق أمس، أخلي سبيل الرجبي وابنتها هديل بعد أن تعرضتا للتحقيق، وتم تسليم الأم قرارًا بالإبعاد عن باب الملك فيصل (أحد أبواب المسجد الأقصى) وطريق المجاهدين المؤدي إليه، مدة 15 يومًا، والتوقيع على كفالة طرف ثالث قيمتها 3 آلاف شيكل.

وعن عدم خشية ابنتها هديل من تهديدات عناصر الاحتلال في غرف التحقيق، توضح الرجبي أن ابنتها تعرضت للضرب من قبل عناصر الاحتلال ومحاولة اعتقال منذ أن كان عمرها عشر سنوات، وتكرار ذلك كسر حاجز الخوف لديها، قائلة: “أمس عندما هددها المحقق باعتقالي في حال عدم اعترافها، أجابته بكل ثقة: اعتقلها”.

وتقول الرجبي الأم إن قوات الاحتلال تمارس كافة سياسات القمع والتضييق ضد النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى، مضيفة “هي (قوات الاحتلال) تستهدف النساء من خلال إبعادهن عن المسجد ومحيطه، واعتقالهن ومنعهن من السفر، كونهن يدافعن عن الأقصى؛ إلا أن هذه الممارسات لن تكسر إرادتنا بل ستزيدنا صمودًا وثباتًا”.

تصعيد ضد الأطفال

من ناحيته، يشير المحامي رمزي كتيلات، الذي تابع ملف الرجبي، الأم والابنة، إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيدًا من قبل شرطة الاحتلال من خلال قيامها باعتقال أطفال قاصرين، وغالبًا ما يكون هناك انتهاك للحقوق الأساسية بعدم السماح لأولياء أمورهم مرافقتهم خلال التحقيق معهم.

ويؤكد كتيلات أن هذه الاعتقالات وأوامر الاستدعاء تؤثر على نفسية الأطفال وتطورهم، مشيرًا إلى أن المؤسسة بدورها تتابع ملفات اعتقال الأطفال، ولديها دراسة وتحليل ومعطيات بخصوص هذه الظاهرة، داعيًا إلى تكاتف جهود مؤسسات حقوق الإنسان لإنهاء هذه الظاهرة.

أما رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، فيؤكد أن قوات الاحتلال تستهدف كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ولا تستثني أحدًا من كبار السن والنساء والشبان والأطفال، الأمر الذي يخالف القانون الدولي بشكل فاضح.

وقال أبو عصب: إن “الاحتلال يستهدف الأطفال لأنهم تمكنوا من كشف عورته وفضحه أمام وسائل الإعلام، وتحديدًا في المسجد الأقصى واعتدائه على النساء”.

ويوضح أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام الجاري 758 طفلاً تتراوح أعمارهم من 12 عامًا حتى 18 عامًا، من بينهم 82 طفلاً تبلغ أعمارهم دون الـ 12 عامًا، و26 فتاة تبلغ أعمارهن فوق الـ 12 عامًا وتحت الـ 18 عامًا، وفتاتان دون سن الـ 12 عامًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...