أداء العمرة عن الشهداء.. لمسة وفاء من شعب لأبطاله

جاء تدافع المعتمرين من أهل فلسطين ومحافظة الخليل على وجه خاص بأداء العمرة عن زمرة من الشهداء ليؤكد أن تدافع أبناء وبنات الأرض المباركة نحو الشهادة ورّث أهلها الإخلاص والوفاء لهم.

صور وفاء الشعب الفلسطيني للشهداء عديدة فبجانب أداء العمرة عنهم تم إطلاق أسمائهم  على مؤسسات وشوارع  فلسطين تخليدا لهم.

الحاج عبد السلام وجدي التميمي صاحب شركة حج وعمره في الأراضي الفلسطينية أكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه ذهل عندما شاهد العشرات من المعتمرين يؤدون عمرات عديدة عن الشهداء ويذكرونهم بالاسم.

وأضاف الحاج التميمي: “تدفقت دموعي ألما وحزنا وأنا أشاهد شبابا وشابات في ريعان شبابهم يدعون للشهداء بالمغفرة، ويدعونه أيضا أن يجمعهم بالشهداء، يتحللون من إحرامهم ليحرموا من جديد المرة تلو الأخرى مما عطل حركة سيرنا ونحن ننتظر البعض بعد عودتهم من موقع الإحرام، مرة ومرة وبعد السؤال عن أسباب التأخر، قالوا لنا “يا حاج تحملنا نحن اعتمرنا، ولكننا نجدد العمرة مرة ومرة عن الشهداء والشهيدات وفاء لهم”.

لمسة صدق ووفاء قدمها هؤلاء المعتمرون لشهداء الوطن الذين تدافعوا نحو الشهادة دفاعا عن الأقصى والقدس، فيما أدخلت هذه اللمسة الراحة النفسية والطمأنينة إلى بيوت ذوي الشهداء الذين وزعوا الحلوى للمهنئين لهم بعمرة أبنائهم الشهداء.
 
فاخر عرفة، شقيق الشهيد شادي عرفة، عبر عن فرحته وسروره بأداء مناسك العمرة عن شقيقه شادي، معتبرا ذلك وفاء من أصدقائه ومواصلة للترابط مع العائلة، وكرم من الله للشهداء.

وأضاف عرفة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن “وقفة شعبنا معنا من خلال التشييع والوقوف في العزاء ومن خلال هذا الاهتمام بأداء مناسك العمرة له الأثر النفسي والإيماني الكبير على واقعنا”.

من جانبه، اعتبر فضيلة الشيخ المجاهد مصطفى كامل شاور رئيس رابطة علماء فلسطين وأستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة الخليل أن أداء العمرة عن الشهداء، عمل طيب وعبادة مقبولة ووفاء لهم وهم الأكرم منا جميعا.

وقال في حديث خاص لمراسلنا: “بلا شك فإن الشهيد تغفر ذنوبه منذ أول دفقة دم ، ولكن ذلك لا يمنع أن تؤدى العمرة والحج عنهم؛ فهذا أمر مبارك وجيد من قبل المخلصين من أبناء هذا الشعب المرابط المجاهد في فلسطين”.