الأحد 28/أبريل/2024

عائلة إرشيد..الأم تنتظر ابنها الشهيد ليوزع الخبز عن روح شقيقته

عائلة إرشيد..الأم تنتظر ابنها الشهيد ليوزع الخبز عن روح شقيقته

“الحمد لله، الحمد لله على كل حال” بهذه العبارات استقبلتنا أم الشهيدين (عدي ودانيا) إرشيد، في منزلهما المتواضع في حي شارع السلام بمدينة الخليل، حيث امتزجت مشاعر الحزن على فقدان الأبناء والفرح بقوة الصبر والثبات، التي سطرتها هذه العائلة دفاعا عن القدس والمقدسات مقدمة الغالي والرخيص.

بصبر وثبات حدثتنا والدة الشهيدين، وهي تجلس بين أمهات الشهداء، الذين جاءوا لمواساتها، قائلة: “استيقظت صباح يوم الجمعة وبدأت يومي بذكر الله، وخطر في بالي ابنتي دانيا، التي لم تغب عني في أي لحظة منذ استشهادها، وأردت في هذا اليوم المبارك أن ازكي روحها الطاهرة بشيء من الصدقات فأخبرت نجلي عدي بأني سأصنع بعضا من (الخبز باليانسون) ليوزعه بعد عودته من صلاة الجمعة على الأقارب والجيران والأصدقاء عن روح أخته الشهيدة، فابتسم عدي وخرج إلى المسجد، ولم أكن ادري أنني سأوزع هذا الخبز عن روحهما الاثنين”.

صمتت للحظات، ثم تابعت حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” قائلة: “عدي كان مثالا للشاب الخلوق والغيور على عرضه ودينه، فمنذ استشهاد اخته لم يهدأ له بال، ولم ينس للحظة أخته الذي اغتالتها يد الغدر والحقد على أبواب الحرم الإبراهيمي، خرج من بيته صائما وعاد إليه شهيدا، فالحمد الله على هذه الكرامة التي اكرمنا الله بها”.

لم يكن حال والد (عدي ودانيا) أقل صبرا وثباتا من والدتهما، فسطر بعزمة وثباته مدرسة  للأجيال القادمة تدرسهم معنى التضحية لأجل القدس وفلسطين بأغلى ما يملكون، وبعزيمة الرجال وصبر المرابطين الصامدين عبر والد الشهيدين  جهاد إرشيد، عن حمده وشكره لله على حاله، الذي هو أحسن من حال غيره، قائلا: “أنا دفنت أبنائي الشهداء، أما غيري فأبنائهم في الثلاجات لم يدفنوا بعد، فالحمد لله ،الله اعطى والله اخذ وكل شيء عنده بمقدار”.

كما أكد إرشيد في حديثه لمراسلنا، “أن الأقصى يحتاج إلى الكثير من الدماء دفاعا عنه، مؤكدا أننا في بداية هذه المعركة التي تتطلب منا التضحية بالغالي والثمين من أجل تحرير أقصانا ومسرانا، وفي ظل هذه الأمة النائمة والغير مبالية بما يدور في فلسطين وبيت المقدس من قبل الاحتلال الغاشم”.

وعند سؤالنا له عن أبنائه الشهداء، أجاب قائلا: “عدي ودانيا كانا معا كالأصدقاء، عدي تأثر كثيرا باستشهاد أخته، لقد كان شابا خلوقا ملتزما عابدا لربه لا يقطع صلاة ولا صياما، ويوم استشهاده ذهب إلى ربه صائما صادقا”.

هذه هي عائلات فلسطين المجاهدة الصابرة التي عرفت معنى التضحية والصبر والثبات في الدفاع عن القدس والمقدسات، مقدمة أغلى ما يملكون من فلذات أكبادهم، حيث قدمت عائلة إرشيد ابنتها دانيا شهيدة على أبواب الحرم الإبراهيمي الشريف، ليلحق بها شقيقها بعد (45) يوما شهيدا في مواجهات عنيفة على مدخل المدينة شمالا،  لتسطر هذه العائلة للعالم معنى التضحية من أجل الوطن والدين. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات