السبت 27/أبريل/2024

بلوطة إبراهيم..مزار يجسد عراقة مدينة الخليل التاريخية

بلوطة إبراهيم..مزار يجسد عراقة مدينة الخليل التاريخية

تضم مدينة خليل الرحمن في جنباتها عددا من المواقع الأثرية والتاريخية التي رسمت صورة لبقايا معالم حضارات عاشت آلاف السنين على ثرى هذه المدينة التي ارتوت بدماء الشهداء المجاهدين والمناضلين.

“بلوطة” سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، واحدة من هذه المعالم التي تضمها المدينة والتي أقيمت بجوارها كنيسة منذ عهد العثمانيين، حيث أصبحت هذه الشجرة الكبيرة مهوى قلوب السائحين الذين يأتونها من أرجاء البلاد كافة، اعتقادا منهم أنها تجلب الخير والسعادة لمن يزورها، فكانوا يأخذون جزءا من أغصانها لذات الهدف، ولكن حفاظا على بقاياها التي باتت جذورا كبيرة متحطبة أحيطت البلوطة بسياج لمنع السائحين من لمس بقاياها وأغصانها حفاظا عليها.
 
تاريخ البلوطة
 
تناقلت الروايات حول عمر وتاريخ هذه الشجرة، فقد أكد الشيخ أنور زبلح (أبو نمر) الذي قارب على السبعين عاما والذي خدم المكان وعمل كدليل سياحي طيلة خمسين عاما في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أن هذه البلوطة أقدم شجرة في العالم؛ حيث يزيد عمرها عن خمسة آلاف عام.

وأضاف زبلح أن روايات عديدة يتناقلها أهل الخليل مفادها أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما جاء إلى الخليل وكان عمره 106 أعوام وزوجته سارة عمرها 101 عاما بشر من الملائكة بأنه سيأتيه ولد وكان يجلس تحت هذه الشجرة، وهو ما حدث بولادة ابنه إسحاق.

وأكد زبلح أن المسيحيين الذين يأتون لزيارة هذه الشجرة يتناقلون هذه الروايات حول سيرة الشجرة وتاريخها، الأمر الذي دفع المسيحيين والمسلمين من مختلف أنحاء العالم لزيارة هذا الموقع.

من جهته، أكد الأستاذ محمد ذياب أبو صالح المتخصص في تاريخ الخليل، أن ما يتم تداوله من روايات حول البلوطة هو عبارة عن تاريخ وروايات شفوية لا نستطيع إثباتها أو نفيها، مشيرا أن هناك بعض الرويات تفيد بأن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما نزل المدينة في منطقة (حرم الرامة) كان يذهب ويرعى أغنامه في الجبال والتلال القريبة من المكان حيث كان يجلس تحت هذه البلوطة التي حافظ عليها المسيحيون وجعلوا لها قداسة.

تقع (شجرة إبراهيم) الآن في محيط الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الموقع والمعروفة باسم المسكوبية التي بناها الروس عام 1871م أواخر العهد العثماني، في الجهة الغربية الجنوبية المطلة على (عين ديربحا) وقد اختلف الباحثون حول أسباب بنائها وملكية أرضها، إضافة إلى خلاف النصارى أنفسهم كبيض وحمر حول إدارة الكنيسة.

وأشار الباحث أبو صالح أن الكنيسة سميت بهذا الاسم نسبة لمدينة موسكو الروسية، حيث تتبع للمسيحيين الروس، الذين أتوا الى فلسطين عام 1868م ، وقاموا باستئجار قطعة الأرض البالغة 70 دونما من أراضي الخليل، وقدم تم تسجيل الأرض المذكورة باسم الفلسطيني المقدسي (يعقوب الحلبي) وذلك لأن الحكومة العثمانية لم تكن تسمح في حينه ببيع وتأجير الأراضي للأجانب.
 
الخلاف حول ملكية الأرض

رغم ادعاء كهنة الكنيسة أنهم اشتروا الأرض منذ أواخر العهد العثماني، إلا أن آل مجاهد التميمي في المدينة يرفضون هذه الرواية ويقولون إن أرض الكنيسة وما حولها هي ملك للعائلة ولم يقوموا ببيعها، وإنما هي أرض مستأجرة لمدة 99 عاما ويملكون عقد الإيجار الخاص بها، وقد انتهت مدة العقد وينبغي أن تعاد الأرض إلى أصحابها.

وأكد هذه الحقيقة كامل مجاهد التميمي رئيس المجلس العائلي لآل مجاهد قائلا: “عائلة مجاهد هي التي تمتلك الأرض المتنازع عليها، والبالغة مساحتها 85 دونماً، وإن هذه الأرض هي وقف إسلامي، وقفها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، إلى الصحابي تميم الداري وأشقائه، وشهد على ذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وكتبة (الوقف) وشهد عليه علي بن أبي طالب في العام الـتاسع  للهجرة”.

شجرة إبراهيم عليه السلام وغيرها من الأماكن والأبنية التاريخية في المدينة دليل واضح على عراقة المدينة ورمزيتها التي تتعرض صباح مساء للتهديد والتهويد من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاصب. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات