السبت 27/أبريل/2024

معاناة غزة تتفاقم.. معبر رفح لم يفتح سوى 19 يوما منذ بداية العام

معاناة غزة تتفاقم.. معبر رفح لم يفتح سوى 19 يوما منذ بداية العام

تواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري للشهر الرابع على التوالي، في وجه المسافرين من وإلى قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين خصوصا الحالات الإنسانية التي كانت تسمح لهم السلطات المصرية بالسفر عبر المعبر، والتي كانت تشمل المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات وحملة الجوازات الأجنبية.

وأفادت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، أن السلطات المصرية أغلقت منذ بداية العام الجاري معبر رفح البري أكثر من 300 يوم، في ظل وجود 25 ألف فلسطيني مسجلين للسفر، وأضعافهم بحاجة للسفر لكنهم غير مسجلين.

19 يوما فقط

وقال وكيل الوزارة كامل أبو ماضي في تصريحات لوكالة قدس برس: “إن السلطات المصرية أغلقت منذ بداية العام الجاري معبر رفح 306 أيام ، وفتحته 19 يومًا فقط”، مشيرًا أنه في عام 2014 تم إغلاق معبر رفح 241 يومًا”.

وأضاف: “إن عدد المسجلين للسفر عبر معبر رفح يزيد عن 25 ألف مواطن كلهم أصحاب حاجات، وأن المعبر لم يفتح منذ أكثر من 94 يومًا متتالية”.

وطالب القيادة المصرية بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه قطاع غزة، وفلسطين عامة، وفتح معبر رفح بشكل عاجل في الاتجاهين والسماح للبضائع والأفراد للدخول إلى قطاع غزة.

ودعا أبو ماضي مؤسسات حقوق الإنسان أن تقوم بدورها في فتح معبر رفح، مطالبًا الشخصيات الرسمية والوطنية لتكثيف الجهد نحو تحقيق هذا الهدف.

وكان عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” ورئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي كشف مؤخرًا أن السلطة الفلسطينية في رام الله توصلت لاتفاق مبدئي مع مصر لإعادة فتح المعبر والذي تديره وزارة الداخلية  في غزة، دون إعطاء موعد محدد لفتحه في ظل استمرار إغلاقه منذ عامين بشكل شبه كامل.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ردت أنها مع أي اتفاق إيجابي حول فتح المعبر.

وأكد المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريح مكتوب حرص حركته على فتح معبر رفح البري، وضمان حق الشعب الفلسطيني في التنقل بحرية ودون أي قيود. وقال: “سبق وأن قدمت الحركة أطروحات مرنة وأبدت استعدادها للتعاطي مع أي مقترح إيجابي يهدف إلى فتح معبر رفح بشكل طبيعي”.

وأضاف: “إن حركة “حماس” لا زالت حريصة على فتح المعبر وتعمل من أجل تحقيق هذا الهدف”، مضيفاً: “إن هناك إصراراً من البعض على التفرد وتجاوز اتفاق المصالحة وصياغة اتفاق بعيداً عن معطيات الواقع بطريقة تجعل من الصعب إنفاذه وتطبيقه”.

كسر شوكة المقاومة

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب أنه “لا جدية لدى السلطة ومصر بفتح معبر رفح، معتبرًا أن التصريحات حول اتفاق مصري فلسطيني لفتحه هدفه إحراج حركة حماس”.

وقال “الغريب من أغلق معبر رفح ثلاثة شهور متتالية معني بتشديد الحصار على قطاع غزة اعتقادا منه أنه سيكسر شوكة المقاومة بهذا الحصار”.

وأضاف: “الهدف من تصريحات الأحمد الأخيرة التي تتعلق بالمعبر هو إحراج حركة “حماس” أمام شعبها والفصائل بغزة، وإظهارها أنها تحاصر الناس، وهي السبب الرئيس وراء معاناتهم، والهدف أن يكفر أهل قطاع غزة بالمقاومة والمشروع الذي تتبناه حركة حماس”.

وتابع: “من يحاصر غزة هي السلطة وبقرار من رئيسها محمود عباس الذي يقدم الخطط والأفكار للمصريين لإغلاق الأنفاق التي شكلت شرايين الحياة لمليون ونصف مليون فلسطيني”.

وأكد الغريب انه لا يوجد قرار رسمي لدى السلطة وحركة “فتح” بتحمل كامل مسؤولياتها في قطاع غزة، والوقائع على الأرض تثبت ذلك، مشيرًا أن حركة “فتح” عملت بحكومة الوفاق على أنها حكومة امتداد لحكومة رام الله السابقة وأكدت ذلك بتعديلاتها التي عززت الانفصال. على حد تعبيره.

من جهته اعتبر محمد النحّال، رئيس مركز حماية لحقوق الإنسان هذا الإغلاق المستمر لمعبر رفح الأسوأ على قطاع غزة خلال السنوات الخمس الماضية، وتقييدا كبيرا للحريات الشخصية التي تتمثل في حق  الأفراد في التنقل وتلقى العلاج.

وأكد النحّال أن ذلك يتعارض مع نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث نصت المادة 13 “لكل فرد حق في حرية التنقل، ويحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه” كما ونص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للعام 1966، والتي تنص بأنه “لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته، ولكل فرد حرية مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، ولا يجوز حرمان أي أحد تعسفا من حق الدخول إلى بلده”  

وشدد أنه ينظر “ببالغ القلق لاستمرار إغلاق المعبر”، داعيًا السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح وبشكل كامل أمام حركة المسافرين دون قيود وإنهاء معاناة المواطنين الفلسطينيين بالسماح لهم بالسفر في كلا الاتجاهين.

وشدد الحقوقي الفلسطيني على ضرورة عدم إقحام معبر رفح في الشؤون الداخلية لكلا الجانبين باعتباره معبرًا دوليًا، وإخضاعه إلى شروط وأحكام القانون الدولي والتفاهمات المعمول بها بين الجانبين.

وقال رئيس لجنة العالقين في غزة مجدي الحمادية: “إن هناك أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة مسجلين للسفر لدراسة عبر معبر رفح البري”.

ودعا الحمادية، إلى ضرورة الإسراع في التدخل لإيجاد حل لمشكلة الطلبة وأصحاب الإقامات العالقين بغزة، والذين ينتظرون بفارغ الصبر سفرهم من أجل استكمال مسيرتهم التعليمية.

وناشد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى أخذ الموضوع بجدية وإيجاد حل بشكل سريع والتواصل مع السلطات المصرية من أجل فتح المعبر لهؤلاء الطلبة، حيث إن عددا منهم لا يستطيع السفر عبر حاجز بيت حانون بحجة أنه مرفوض أمنيا.

وأضاف: “بالأمس تم فتح معبر رفح لإدخال جثة فلسطيني توفي في مصر عبر المعبر هذا شيء جيد، ولكن الأهم اجتياز الأحياء لهذا المعبر لأن الحي أبقى من الميت”. وفق قوله.

تضرر القطاع الطبي

أما وزارة الصحة الفلسطينية فاعتبرت استمرار إغلاق معبر رفح البري يشكل خطورة بالغة على آلاف المرضى.

 وأكد أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أن إغلاق المعبر رفح حرم مرضى قطاع غزة من 30 % من الأدوية والمستهلكات الطبية التي كانت تدخل بشكل رسمي قبل الأحداث التي شهدتها جمهورية مصر العربية في منتصف العام 2013م.

وقال: “إن هناك مئات المرضى ينتظرون المعبر وفتح أبوابه من أجل السفر للعلاج وإن استمرار الإغلاق المعبر يعني وفاة عدد كبير من المرضى”.

وأضاف: “إن إغلاق المعبر حرم قطاع غزة من القوافل الطبية التي كانت تصل قطاع غزة وتوصل الأدوية له، كذلك حرم مرضى القطاع من الأطباء المتخصصين الذين كانوا يصلون القطاع عبره لإجراء عمليات جراحية في القطاع”.

وطالب مصر بضرورة فتح معبر رفح البري بأسرع وقت ممكن، لأن تأخر إغلاق المعبر كل يوم يعني مزيدا من الضحايا الذين ينتظرون السفر والعلاج في الخارج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات