عاجل

السبت 18/مايو/2024

عدنان أبو عليان.. استبق تجهيزات والدته لزفافه بالرحيل شهيداً

عدنان أبو عليان.. استبق تجهيزات والدته لزفافه بالرحيل شهيداً

لم يكن الشاب عدنان أبو عليان (21 عاماً)،يعلم أن تصويره للمواجهات المندلعة بين الشبان وقوات الاحتلال، شرق خان يونس جنوب قطاعغزة، سيجعله هدفاً لرصاص تلك القوات، ولكن هذا ما حصل ليرتقي شهيداً، ويكون شاهداًجديداً على الإرهاب الصهيوني.

ظهيرة ذلك اليوم، الجمعة التاسع منأكتوبر / تشرين أول الماضي، انطلق عدنان برفقة صديقه وقريبه هاني، إلى منطقة الفراحينشرقي عبسان الكبيرة إلى الشرق من خان يونس، بعدما استمعا للإذاعات المحلية التي كانتتستنهض الشباب من أجل المشاركة في ثورة الغضب ضد المحتل، وما أن سمعا عن تنظيم تظاهرةفي المنطقة حتى انطلقا إليها تضامناً مع ثورة أقرانهم في الضفة.

يقول هاني صديق الشهيد لـ”المركزالفلسطيني للإعلام“: “وصلنا على مسافة 50 مترا من السياج الفاصل، كان هناكمجموعة من الشبان والأطفال يتظاهرون في المكان، عددهم ما يقارب 100 شخص، بدؤوا بإشعالالإطارات”.

في مواجهة الإرهاب

وأضاف “الجانب الآخر من السياجالفاصل(بين قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948)، كانت ثلاثة جيبات عسكرية وحوالي15 جندياً صهيونياً، على بعد حوالي 60 متراً داخل السياج”، لافتا إلى أن بعض الجنودكانوا في حالة انبطاح على الأرض خلف سواتر رملية، يصوبون أسلحتهم تجاه الشبان.

أسلحة الاحتلال وإرهابه، لم تقف حائلاأمام ثورة  الشبان، الذين أخذوا يقتربون منالسياج الفاصل، ويرشقون جنود الاحتلال بالحجارة، وصيحات التكبير تنطلق من حناجرهم غضباًعلى المحتل  الغاصب.

وأضاف: ” بقينا في المكان وشاركنافي المظاهرة، وكنت أسمع صوت إطلاق نار متقطع مصدره جنود الاحتلال، فيما كان صديقيعدنان يقف بجواري يوثق هذه اللحظات بتصويرها عبر جهاز الجوال الخاص به.

صديقي شهيد

وتابع “في حوالي الرابعة مساءً،وعلى بعد 10 أمتار عن حدود الفصل ومع استمرار مواجهة الشبان للعدو،  كان عدنان لا يزال يقوم بتصوير الأحداث، وفجأة انطلقمجدداً الرصاص، كانت ثلاث رصاصات، شاهدت بعدها صديقي يسقط على الأرض، وما هي إلا لحظاتحتى تعالت الأصوات من الشبان: شهيد ، شهيد.

صمت لحظات وهو يحاول مداراة دموعه: “التفت، فشاهدت صديقي عدنان مطروحا على صدره، وكان هناك نزيف دماء من رأسه لا ينقطع”.

حمل عدنان، صديقه، بمساعدة الشبان وذهبوابه إلى سيارة الإسعاف، ليحاول المسعفون إنعاشه إلا أن إصابته بعيار ناري في الرأسلم تتح لهم الفرصة في إنقاذه فوصل إلى المستشفى الأوروبي جنوب خانيونس جثة هامدة.

هاني الذي كان شاهدا لقتل اليهود لرفيقهبكل عنجهية،  يتساءل: “أي ظلم هذا الذيتمارسه قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وإلى متى سيبقى الأبرياء الضحيةلهذا المحتل الغاشم”، مضيفا: “رفيقي هاني لم يكن يحمل بندقية ولا حتىحجرا، كل ما يملكه جهاز جوال يصور به المواجهات، أي خطر هذا الذي سيشكله هاني لهم”.

آخر العنقود

في منزل عائلة الشهيد، تجلس والدتهالحاجة السبعينية آمنة عليان تتجرع أحزانها، وهي التي كانت تمني نفسها بلحظة الفرحعندما تزوج عدنان أصغر الأبناء الذين يعيشون معها.

وأشارت الحاجة إلى صورة ملثم يحمل سكنياً،أخذت حيزاً من بوستر يحمل صورة الشهيد المعلقة على حائط منزلهم وسط بني سهيلا بخانيونس، وقالت :”هذه الصورة التقطت له قبل ذهابه إلى منطقة المواجهات”.

وقالت إن ابنها كان متأثراً بما يجريمن اعتداءات في الضفة، وضد القدس، والمسجد الأقصى، وذهب مع صديقه هناك للتضامن مع انتفاضةالقدس.

وتشعر الحاجة عليان بألم خاص؛ لفقدعدنان “كان سندي بعد وفاة زوجي خلال الحرب الأخيرة، هو آخر العنقود من أبنائي،ويسكن معي في البيت نفسه، كنت أجهز له كي أزوجه، ولكن الله اختار أن يزوجه من الحورالعين، الله يرحمه ويتقبله، وإن شاء الله يكون دم ابني وقود في معركة تحرير الأقصىوالقدس، وحسبنا الله على الصهاينة القتلة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...