عاجل

الأحد 26/مايو/2024

نتنياهو – غليك.. تعاون ودعم مشترك لاستهداف المسجد الأقصى

نتنياهو – غليك.. تعاون ودعم مشترك لاستهداف المسجد الأقصى

باتت العلاقة الوطيدة بين رئيس الحكومة الصهيوني بنيامين نتنياهو، وبين الحاخام المتطرف يهودا غليك، فيما يخص استهداف المسجد الأقصى ومحاولات تغيير الأمر الواقع فيه وتصعيد اقتحامه من قبل الجماعات اليهودية؛ أمرًا مكشوفًا ودليلاً آخر على تضليل الرأي العام الذي ينتهجه نتنياهو فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والوضع الراهن فيه.
 
وبحسب متابعة أجراها “كيوبرس” حول العلاقة بين الحكومة الصهيونية ومنظمات الهيكل، فإنه يتبيّن أن غليك يحظى بنفوذ وعلاقات متينة داخل حزب الليكود الحاكم. وقد أكدت مصادر صهيونية، من بينها صحيفة “هآرتس”، أن غليك يحضر الاجتماع الأسبوعي لكتلة “حزب الليكود” في الكنيست الصهيوني الذي يترأسه نتنياهو صباح الاثنين من كل أسبوع، علمًا أنه لا توجد له أي صفة رسمية في الكنيست حتى الآن.

كما أصدر غليك مؤخرًا، كتابًا مصورًا، يدعو فيه إلى زيارة المسجد الأقصى بصفته الهيكل المزعوم، بعنوان “قوموا واصعدوا”، واختار أن يهدي إحدى نسخ الكتاب الأولى إلى “صديقه” نتنياهو؛ حيث التقطوا صورًا تذكارية مشتركة بينما حمل الأخير الكتاب في يده. وادعى غليك أن نتنياهو قال له خلال اللقاء المذكور إنه غير مرتاح لـ”الوضع السلبي والسيئ وغير المريح” لليهود، خلال “زياراتهم” المسجد الأقصى.
 

اهتمام إعلامي بعلاقة نتنياهو بغليك

وقد حرصت مؤخرًا العديد من التقارير الصحفية، المحلية والعالمية، التي تحدثت عن الوضع الراهن في المسجد الأقصى وسعي الاحتلال لتغييره، بالإضافة إلى العلاقة الوثيقة بين الوزارات الصهيونية ومنظمات الهيكل؛ إلى التطرق إلى كتاب “قوموا واصعدوا” والصورة المشتركة للاثنين، لما لذلك من رمزية ودلالة.
   
وفي الثالث من شباط (فبراير) الماضي، شارك “نتنياهو” في حفل في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، كجزء من حملة تسويقية للمنتوجات الصهيونية في المستوطنات في الضفة الغربية تحت مسمى مشروع ” قلب العالم”. وكان في مقدمة المشاركين يهودا غليك ونائب وزير الخارجية الصهيونية آنذاك زئيف إلكاين -وزير شؤون القدس الحالي- وهو من دعاة الاقتحامات والصلوات اليهودية في المسجد الأقصى وواحد من بين مجموعة السياسيين الصهاينة الذين اقتحموا المسجد الأقصى عدة مرات.

وبرزت في الحفل أيضًا وزيرة المواصلات آنذاك ونائبة وزير الخارجية الحالية تسيبي حوطوبيلي، التي أعلنت عن رغبتها برفع العلم الصهيوني في المسجد الأقصى. وبرز الثنائي نتنياهو – غليك في الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي التقطت أثناء الحفل ونُشرت على نطاق واسع.

تنسيق انتخابي وتآمري

كما تبيّن “حرص” نتنياهو على لقاء غليك خلال حملة الانتخابات الصهيونية الأخيرة قبل نحو نصف عام؛ حيث اجتمع به في (25-1) من العام الحالي في فندق “دان بانوراما” في “تل أبيب”، أثناء اجتماع لقائمة المرشحين للكنيست الصهيوني لحزب الليكود. وطلب نتنياهو من غليك حث المستوطنين في الضفة الغربية على التصويت لحزب الليكود، كون الأخير مرشح المستوطنين.

وفي نفس الشهر بتاريخ (6-1) أثناء اجتماع حافل في قاعات الاجتماعات في مدينة هرتسليا، اندفع نتنياهو نحو غليك الذي جلس بين الجمهور، ليصافحه ويباركه، بينما أبدى غليك رغبته في الكلام بخصوص ملف “جبل الهيكل” – المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى-، الأمر الذي أبدى نتنياهو استعداده له.

دعم حكومي للاقتحامات

ولم تتمثل هذه العلاقة الوطيدة في الاجتماعات والتصريحات والصور فقط، بل تعدت ذلك إلى دعم حكومي ثابت من قبل حكومات “نتنياهو” المتعاقبة، فبحسب تقرير بحثي مشترك صدر عام 2013 للمؤسستين الصهيونيتين “عير عميم” و”قيشب”، تبيّن أنه في السنوات 2008-2011، دعمت وزارة الثقافة والعلوم والرياضة ووزارة التربية والتعليم، “معهد الهيكل” المزعوم الذي عمل به غليك عدة سنوات، ويترأسه الحاخام “إسرائيل أريئيل” – أحد أبرز المقتحمين للمسجد الأقصى والداعين إلى بناء الهيكل المزعوم – بمعدل 105.000 دولار أمريكي سنويًّا.

فيما ذكر تقرير نشر مؤخرًا في صحيفة “هآرتس”، أن “معهد الهيكل” حصل على حوالي 1.4 مليون شيكل (حوالي 361.000 دولار أمريكي) كتمويل من وزارة التربية والتعليم على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقًا لأرقام وزارة المالية. في حين وفرت وزارة الثقافة والرياضة 814.000 شيكل إضافية (حوالي 210.000 دولار أمريكي) كتمويل إضافي لفرع آخر من “معهد الهيكل”.
 
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” قبل أيام بعنوان “منهاج إلزامي في المدارس العامة الدينية تعليم الأطفال أهمية بناء الهيكل الثالث”؛ تبيّن أن المدارس الدينية العامة اليهودية تستخدم منذ سنوات المنهج الذي يشدد على أهمية بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى، تحت عنوان تعزيز الهوية الوطنية اليهودية في “إسرائيل”.

كما كشف عن دفع الحكومة الصهيونية مبالغ مالية لما يسمى “معهد الهيكل”، مقابل تنظيم محاضرات وورش عمل لكل من الطلاب المتدينين والعلمانيين بهذا الشأن. وفي عام 2014 وحده، دفعت الحكومة الصهيونية لـ “معهد المعبد” أكثر من 85.000 دولار أمريكي لقاء هذه الخدمات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات