الثلاثاء 21/مايو/2024

الشيخ أبو أيمن طه..عام على رحيل رجل العزائم (إطار)

الشيخ أبو أيمن طه..عام على رحيل رجل العزائم (إطار)

عام مضى على رحيل “رجل العزائم”، القائد الشيخ محمد صالح طه “أبو أيمن”، أحد أبرز مؤسسي وقادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
 
وفي ذكراه الأولى، أطلق مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي وسما لإحياء ذكراه، حيث اصطلحوا على تسميته #رجل_العزائم، إذ كان يحرص طيلة حياته على الأخذ بالعزيمة دون الرخص.
 

النشأة في ظلال الهجرة

ولد الشيخ أبو أيمن عام 1937 في قرية “يبنا” داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وهناك تلقى تعليمه الابتدائي، قبل أن يجد نفسه مضطراً وهو طفل للهجرة مع أفراد أسرته بفعل الإرهاب الذي مارسته العصابات الصهيونية، حيث وصل إلى قطاع غزة، واستقر المقام بأسرته في مخيم البريج وسط القطاع.
 
ونشأ “الطفل محمد” وسط أقرانه وأتم تعليمه، في المخيم في مدارس وكالة الغوث، حتى بات معلماً في مدارس الوكالة ليستمر في تربية الأجيال على مدار 32 عامًا.
 
البيئة الإسلامية التي نشأ فيها، دفعته للانضمام مبكراً إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين، فكان من الرعيل الأول للجماعة في فلسطين برفقة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة “حماس”، والشيخ حماد الحسنات، والشيخ عبد الفتاح دخان والحاج محمد النجار، والدكتور إبراهيم المقادمة، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وغيرهم من قادة الإخوان المسلمين.
 
لم يكتف الشيخ طه بالشهادة الأساسية التي حصل عليها وأهلته للتدريس، ولا بالعمل الشرعي الذي حازه من تجربته كداعية ومربي، فالتحق  بالجامعة الإسلامية بغزة ليحوز منها على الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية.
 
وعمل الشيخ مأذوناً شرعياً وخطيباً لمسجد التقوى في مخيم البريج، وعرف عنه جرأته في قول الحق مهما كانت التبعات، الأمر الذي مكنه من ممارسة دوره كأحد رجالات الإصلاح البارزين، محكماً شريعة الله في الإصلاح بين المتخاصمين.
 

تأسيس حماس

ويعد الشيخ طه أحد القادة الستة الذين أسسوا حركة “حماس” بقيادة الشيخ الإمام أحمد ياسين في كانون أول/ ديسمبر من عام 1987، كذراع ضارب لجماعة الإخوان المسلمين.
 
انخراط الشيخ في قيادة العمل الدعوي والتنظيمي، جعله عرضة للاعتقال المتكرر لمدة ثماني مرات في سجون الاحتلال، وصولاً إلى إبعاده مع القيادات إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992 ، قبل أن يعودوا عام 1994.
 

ملاحقة السلطة

ولم يسلم طه من الاعتقال والتنكيل على أيدي السلطة الفلسطينية بعد تأسيسها، فتعرض للاعتقال سبع مرات متفرقة، تعرض خلالها للتعذيب رغم كبر سنه، ومكانته كقائد ومربي أجيال.
 
وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى، كان القائد أبو أيمن حاضراً في القيادة والمتابعة، فضلاً عن ترك المجال لأبنائه ليكونوا في طليعة المقاومين ضمن كتائب القسام، فكان أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في مخيم البريج في آذار/ مارس من عام 2003، وهدمت منزله ومن ثم اعتقلته مع ثلاثة من أبنائه بعد تعرضه للإصابة،  فيما استشهد نجله ياسر وزوجته الحامل وطفلته في قصف سيارته في حزيران/ يونيو من نفس العام.
 
وانتخب الشيخ رئيساً لبلدية البريج خلال الانتخابات البلدية مطلع عام 2005 والتي اكتسحت حركة “حماس” الجولة الأولى منها، والتي لم تستكملها السلطة الفلسطينية، حيث جرى تعطيل استلامه للبلدية حتى استملها عام 2007.
 
وللفقيد العديد من المؤلفات حول تجربته ورؤيته لعمل الحركة الإسلامية وكذلك نظم المئات من أبيات الشهر وكان خطيباً مفوهاً.
 

تربية الأجيال

وخلال فترات الاعتقال، كان الشيخ طه، يعمل على إعداد الجيل وتعليمهم القرآن، وفي هذا الشأن يقول زميله في الأسر الكاتب مصطفى الصواف “كان معلمي الأول وعلى يديه بدأت في قراءة القرآن بشكل صحيح في سجن النقب، وعجل الله بالفرج قبل أن نكمل التعلم”.
 
وأضاف أن الشيخ أبو أيمن كان القدوة في السجل ورجل الهمة والتحدي والإصرار.
 
وألمّ المرض بالشيخ أبو أيمن في السنوات الأخيرة، حيث تدهورت حالته الصحية، وقدم استقالته من رئاسة بلدية البريج،  وسافر للعلاج في الخارج  زار خلالها مصر وقطر وسوريا ولبنان، حتى تعرض قبل عام من الآن لوعكة صحية شديدة استدعت نقله من منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة إلى مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح، ليفارق الحياة هناك.
 

من أعلام فلسطين

وفي وداعه قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، إن الفقيد الشيخ محمد طه كان من أعلام فلسطين والأمة العربية والإسلامية وهو أحد مؤسسي حركة “حماس”.
 
وأشاد هنية في كلمة تأبينية قبيل تشييع طه، بمناقبه، ووصفه بأنه رجل شارك في كل المراحل، وكان همزة وصل بين الأجيال والدعوة والجهاد واعتقل في سجون الاحتلال وأبعد إلى مرج الزهور.
 
وشدد على أنه كان يهتم بالتربية كثيرًا، وأن عددا كبير من قادة حركة “حماس” قد تربوا على يديه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات