الأحد 28/أبريل/2024

مذكرات القائد القسامي الأسير سليم حجة (الجزء الثالث)

مذكرات القائد القسامي الأسير سليم حجة (الجزء الثالث)

تطور التصنيع وظهور الجيل الثاني من مهندسي الموت بل مهندسي الحياة                
 المهندسون الجدد وتطور التصنيع في محافظة نابلس 

في انتفاضة الأقصى
نبدأ من النهاية ومن شهادة العدو لما وصلت إليه كتائب القسام من تطور في مجال التصنيع رغم قلة الإمكانات إذ قالت صحف العدو وتحدثت على لسان محللين أمنيين وعسكريين أن عبوات القسام في نابلس تتميز بالإتقان والقوة والذكاء ونتمنى أن يكون عندنا مهندسون وخبراء مثل هؤلاء المهندسيين يعملون في صفوف الجيش “الإسرائيلي” إنها شهادة من العدو لقد قرأت هذه الكلمات في أحد الصحف الصهيونية في تعليق أحد المحللين بعد عدة عمليات زرع عبوات في محيط مدينة نابلس .

البداية:
كان شهيدنا البطل أيمن حلاوة أحد أفراد المجموعة التي ضمت الشهيد خليل الشريف والأسير المجاهد عمار الزبن ومعاذ بلال والشهيد محمود أبو هنود هذه المجموعة التي نفذت عام 1997 عملية بني يهودا ومحاني يهودا التي أدت الى قتل 27 قتيلا وجرح 250 جريحا صهيونيا وقد شاءت إرادة الله أن يحكم الشهيد أيمن حلاوة 30 شهرا وبعد خروجه من الأسر وانخراطنا في العمل العسكري كان يقول لي إنه درس الهندسه الكهربائية في جامعة بير زيت في نفس الكلية التي درس فيها الشهيد المهندس يحيى عياش حتى يصبح مهندسا مثل يحيى عياش ويسير على دربه ولكي يكرم العدو كما علمه يحيى عياش وبالفعل كان له ما أراد حيث نفذ أمنيته حيث تعلم وتدرب وعلم ودرب مهندسين جدد وأوجع العدو وفي خلال مرحلة دراسته كان يبتكر كل جديد يجرب ويخترع كل ما يتوافق مع الإمكانات المتوفرة والظروف المواتية حتى لحظة اعتقاله عام 1997 وخلال فترة وجوده بالأسر كان يتكلم معي ومع المجاهد الشهيد علي علان حول إمكانياته وأفكاره في مجال التصنيع وعندما خرج من السجن حاول أن يطور الجانب التقني للتصنيع والتفجير عن بعد باستخدام ريموت الأبواب والتلفونات اللاسلكية وكان يطلب مني البقاء معه لأساعده في إجراء بعض التجارب؛ لكن لم تكن كل التجارب ناجحة بسبب قلة  التجربة ونقص القطع الإلكترونية؛ بسبب الاجراءات الاحتلال وكنا نحاول تصنيع مادة أم العبد (بروكسيد الأستون) ونحاول أن ننتج كميات بسيطة منها حتى نرى نتائج التجربة وأحيانا كنا نصاب بأزمة وصداع بسبب الغازات السامة التي تنتج عن التفاعل الكيماوي وفي نفس الوقت أيضا كان الشهيدان مهند الطاهر وطاهر جرارعة يحاولان أيضا حيث لم تكن خبرتهما في مجال التصنيع كبيرة حتى ذلك الوقت.
ثم قام الشهيد أيمن حلاوة بنقل خبرته وتجاربه في مجال الإلكترونيات والتصنيع لهما ولغيرهما وحتى تلك اللحظة كان الفشل في عدد من العمليات وزرع العبوات بسبب الضعف في مجال التصنيع .

بداية التفوق:
في شهر نيسان لعام 2001 جاء المجاهد مازن ملصه من الخارج حيث التقى الشهيد القائد صلاح دروزة (أبو النور) وأخذ منه رسائل أرسلت من القيادة في الخارج ثم قام بتوصيله للشهيد القائد أيمن حلاوة حيث تم اللقاء في غرفة عمليات القسام في شارع 10 ( وهناك قام المجاهد مازن ملصه بنقل الخبرة لأيمن حلاوة وفي مجالات عديدة بدءا من تصنيع المتفجرات وتفصيل العبوات الجانبية والتلفزيونية والتفجير عن بعد بالإضافة إلى تعليمات وإرشادات ونشرات أمنية وكان من المواد المتفجرة التي تعلمها الشهيد أيمن حلاوة من المجاهد مازن ملصه مادة نيتروجليكول شديدة الانفجار’ ومادة أم العبد (بروكسيد الأستون) ومادة الكلوروفورم وهي ما أطلق عليها لاحقا اسم قسام 16 وشكلت مادة قسام 16 نقلة نوعية في التصنيع والعمل العسكري في محافظات الضفة الغربية إذ إن قوتها وتأثيرها فاق كل المواد التي استخدمت في عمليات عديدة سابقة كان من ضمنها عبوة الاستشهادي ضياء الطويل وعبوة الاستشهادي هاشم النجار حيث لم تحدث النتائج المرجوة والمتوقعة ومع المادة الجديدة والشكل الجديد  في هندسة العبوات بدأت أرقام القتلى لا تقبل إلا فوق العشرة.

من الشيشان الى الأردن إلى طولكرم إلى نابلس إلى مدن في الضفة الغربية 
من جهة أخرى كان الشهيد فواز بدران مهندس عمليتي نتانيا الأولى والثانية التي نفذها الاستشهاديان أحمد عليان ومحمود مرمش واللتين أحدثتا نقلة نوعية في قوة التفجير وعدد القتلى حيث أربكت العدو وغيرت قواعد اللعبة وقام العدو بنوع جديد من الرد؛ حيث قصفت طائرات اف 16 مبنى سجن المقاطعة في نابلس حيث استهدفت الشهيد القائد محمود أبو هنود في سجن السلطة ردا على تلك العمليات ثم قامت باغتيال الشهيد فواز بدران في طولكرم -رحمه الله- لقد أحدث استشهاد فواز بدران ثوره أخرى ونقلة نوعية في مجال التصنيع حيث جرى التنسيق بين الجناح العسكري في طولكرم والشهيد القائد صلاح دروزة في نابلس وتم استقبال أحد المجاهدين من مجموعة الشهيد فواز بدران لاحقا لاخفائه في نابلس والاستفادة من خبرته في تصنيع مادة (نيتروسورلين) حيث قدم -حسب لائحة الاتهام في محاكم الاحتلال- المجاهد أحمد الجيوسي إلى نابلس وقام بتدريب الشهيد أيمن حلاوة على مادة نيتروسورلين التي أطلق عليها في كتائب القسام مادة (أم يحيى) وبعد ذلك درب الشهيد أيمن حلاوة عددا كبيرا من مطاردي كتائب القسام على هذه المادة القوية والنوعية لكن من أين تعلم الشهيد فواز بدران؟

الجواب فيه الكثير من العبر والعظات للمجاهدين من الشيشان إلى الأردن إلى طولكرم كان الشهيد فواز بدران يدرس في الجامعة الأردنية وهناك تعرف على شاب كان من الإخوة الذين جاهدوا في الشيشان وأتقن تصنيع المتفجرات وجاء هذا الشاب المجاهد وأراد أن يعلم الشهيد فواز بدران وقال له أريد أن أعلمك تصنيع هذه المادة فرد عليه الشهيد فواز بدران (ماذا تفيد إذا تعلمتها؟ فأجابه ذلك الشاب المجاهد قائلا: فواز أنت من فلسطين وسوف يأتي اليوم الذي تستفيد منها وتستخدمها في فلسطين في جهادكم ضد الاحتلال (وبعد أن تدرب فواز على تصنيع هذه المادة أخذ من هذا المجاهد دفتر يحتوي على طرق تصنيع 10 من المواد المتفجرة) وهذا الدفتر بعد استشهاد فواز وصل إلى كتائب القسام في نابلس وتم الاستفادة منه هذا يعني أن بركة إخلاص هذا المجاهد الذي تعلم في الشيشان وبركة دماء الشهيد فواز بدران نقلت العمل العسكري في الضفة الغربية نقلة نوعية وانتقل تصنيع هذه المادة المتفجرة إلى عشرات المجاهدين ومهندسي القسام في الضفة الغربية نعم نحن نجهل اسم هذا المجاهد الذي تعلم في الشيشان لكن حسبه أن الله يعلمه.

خطوات إضافية وطرق تطورالتصنيع:
 لقد كانت مواد التصنيع في بداية الانتفاضة محدودة ولكن هناك عوامل ساعدت في تطوير التصنيع بالإضافة إلى جهود الشهيد فواز بدران’ وقدوم المجاهد مازن ملصه من الخارج.

أولا: 
وصول نشرات أمنية وعسكرية ونشرات حول تصنيع المتفجرات والعبوات المخروطية أو خارقة للدروع من الخارج حيث تم الاستفادة منها في التصنيع.

ثانيا:
إفراج السلطة عن الشهيدين نسيم أبو الروس وجاسر سمارو في شهر أيار عام 2001 من سجن أريحا حيث استطاعا الوصول إلى نابلس بصعوبة وتم الاستفادةمن خبرتهما ومهارتهما في التصنيع حيث كانا قد تدربا على يد المهندس الثاني في كتائب القسام محيي الدين شريف رحمه الله وكانا قد أعدّا العبوات الناسفة التي جهزت في عمليتي يهودا وابن يهودا التي قتل فيها 27 صهيونيا عام 1997 ثم تم تدريب جاسر ونسيم على بعض الخبرات الجديدة في الإلكترونيات والمواد المتفجرة والعبوات التي لم يكن قد تعلموها سابقا على يد الشهيد أيمن حلاوة وهذا يعد إضافة جديدة.

ثالثا:
تدريب كل من المطاردين في محافظة نابلس على التصنيع وكان من بينهم المجاهد القائد الشيخ الشهيد يوسف السركجي حيث كان عدد المطاردين في نابلس وحدها يزيد عن 20 مطاردا.

رابعا:
نقل الخبرة إلى مدن أخرى مثل بيت لحم حيث تم تدريب الشهيد علي علان حيث نقل الشهيد علي علان خبرته إلى المجاهدين في بيت لحم والخليل مثل المجاهد مجدي عمر والذي صنع عبوة في عملية استشهادية قتل فيها 17 صهيونيا ومن رام الله تم تدريب المجاهد المهندس عبد الله البرغوثي والشهيد كريم مفارجة ومن جنين تم تدريب الشهيد المهندس قيس عدوان على يد الشهيد أيمن حلاوة والشهيد جاسر سمارو والذي بدوره قام  بتدريب المجاهد محمد جرار. 

خامسا :
قام الشهيد أيمن حلاوه والشهيد مهند الطاهر بتصوير كل مراحل تصنيع المتفجرات والإلكترونيات بالفيديو وتم إعدادها في ديسكات ونشرها في مدن الضفة وعلى الإنترنت.

سادسا:
قبل اعتقالنا بأسابيع استطاع الشهيد قيس عدوان الاتصال بغزة وإحضار تقنيات التصنيع للصواريخ من غزة وكنا نرتب سويا للبدء بالتصنيع لكن ارادة الله شاءت أن اعتقل ثم واصل الشيخ قيس عدوان الطريق واستطاع تصنيع الصواريخ ومن بعده الشهيد ناصر الدين عصيدة والشهيد محمد الحنبلي لكن هذا المشروع لم يستمر بسبب الضربات القوية التي تعرضت لها كتائب القسام في الضفة الغربية والاعتقالات المتواصله في عام 2002.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامواصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام والمداهمة لقرى ومدن الضفة الغربية، فجر الأحد، وسط عمليات اعتقالات وتصدي...