الجمعة 03/مايو/2024

خالد مشعل: قرار لجنة المبادرة العربية خاطئ ويدفع إسرائيل لمزيد من التشدد

خالد مشعل: قرار لجنة المبادرة العربية خاطئ ويدفع إسرائيل لمزيد من التشدد

الحوار مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ينطوى على بعدين، الأول موضوعى نظراً لأن حماس ليست فقط رقماً صعباً فى المعادلة الفلسطينية، بل يصنفها البعض ضمن محور الممانعة الإقليمى الذى يضم سوريا وحزب الله وإيران، والبعد الثانى شخصى، لأنه خير من يكشف المستور فى قضايا كثيرة تتعلق بالمصالحة الفلسطينية، واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى ملفات مهمة مثل العلاقة بين حماس والقاهرة، ملف الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط، وما يقال عن الخلاف بين حماس الداخل والخارج، والحديث عن اتصالات بين حماس وإسرائيل.

ورغم حجم المسؤوليات الجسام على أبوالوليد (خالد مشعل) ورغم قوائم الانتظار من الفضائيات العربية والدولية وغيرها من الصحف العربية إلا أنه أعطى «المصري اليوم» الكثير من وقته، وجاء هذا الحوار الذى دار فى مكتبه بالعاصمة السورية دمشق:

** كيف تنظرون لقرارات لجنة المبادرة العربية التى عقدت اجتماعها مؤخرا بالقاهرة، وما موقفكم من توجه السلطة الفلسطينية لعقد مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، وما حقيقة الضمانات التى أعطتها الإدارة الأمريكية للسلطة الفلسطينية؟

– من يراقب الموقف العربى أو الفلسطينى الرسمى فى إدارتهم للمفاوضات مع العدو الصهيونى يلحظ للأسف اضطراباً وارتباكاً ومراوحة فى ذات المربع، بل تراجعاً عن مواقف سابقة، فلجنة المبادرة ذاتها قبل شهر وتحديداً قبل القمة العربية ربطت بين العودة للمفاوضات وتجميد الاستيطان، وقمة سرت أكدت ذلك بقرار عربى، واليوم لجنة المبادرة العربية فى اجتماعها الأخير فى القاهرة تتراجع عن ذلك، وبالتالى تتراجع عن شرط تجميد الاستيطان، وهذا يضعف الموقف العربى والفلسطينى ويغرى إسرائيل بالمزيد من التشدد والإمعان فىالاستيطان، وتجاهل المطالب الفلسطينية والعربية.

أما بالنسبة لموضوع الضمانات فلا ضمانات أمريكية، ولا وجود لضمانات مكتوبة، والحديث عن ضمانات شفوية إن وُجدت لا قيمة لها خاصة إذا كانت هذه الضمانات معطاة لأى طرف عربى أو فلسطينى، فالضمانات الأمريكية للإسرائيليين دائماً تُحترم، لكن عندما تُعطى للعرب وللفلسطينيين فلا احترام لها مطلقاً، ونتنياهو يقرأ فى هذا السلوك الفلسطينى والعربى أنه معبر عن ضعف،

وبالتالى هذا يغريه بالتشدد، ونتنياهو يشعر عملياً أنه أتى بالموقف العربى والفلسطينى إلى مربعه، هذا من حيث الشكل، وبالطبع هو شكل مهزوز، أما من حيث المضمون فأعتقد أن الحديث عن مفاوضات تقريبية أو مباشرة أو غير مباشرة فى ظل اختلال موازين القوى وفى ظل افتقار المفاوض الفلسطينى لأوراق قوة حقيقية يضغط بها على الطرف الإسرائيلى يجعل هذه المفاوضات تتحول إلى عملية عبثية، وإلى استنزاف للموقف الفلسطينى، وإلى عملية استجداء وتتحول مع الزمن إلى غطاء يستفيد منه الطرف الإسرائيلى لتحسين صورته أمام المجتمع الدولى، وفك أزمته الدولية.

لذلك نحن ضد العودة للمفاوضات مع الصهاينة ونعتقد أن قرار لجنة المبادرة العربية قرار خاطئ وسوف يدفع الإسرائيليين لمزيد من التشدد، وهذا المسار من المفاوضات مصيره الفشل وسيصل لطريق مسدود، والأفضل من إضاعة الجهد فى هذه الخطوات التكتيكية المعبرة عن العجز هو أن نبحث عن أوراق قوة حقيقية بأيدينا كفلسطينيين وعرب، لنواجه بها الموقف الإسرائيلى والسلوك العدوانى الإسرائيلى سواء كان عدواناً على الأرض أو بالاستيطان أو بتهويد القدس أو بغيرها من الممارسات الإسرائيلية.

** ما أوراق الضغط التى من الممكن أن يضغط بها المفاوض الفلسطينى على إسرائيل، وعلى الإدارة الأمريكية وعلى المجتمع الدولى، وما أوراق الضغط التى يمتلكها العرب؟

– القانون الإنسانى والتاريخى، إن كل من أراد أن يخوض حرباً عليه أن يوفر من عوامل القوة والحشد والإعداد ما يلزمه، كذلك على من أراد أن يخوض عملية سلام أو عملية تفاوض عليه أيضاً أن يعد أوراق القوة التى يستطيع أن يضغط بها، وهناك مثال واضح فى التجربة المصرية، وهى أن مصر ما كانت تستطيع خوض عملية تفاوضية تستعيد بها سيناء بعد هزيمة ١٩٦٧، ولكنها استطاعت ذلك بعد معركة ١٩٧٣ لأن هذه المعركة أوجدت مناخاً مختلفاً، وأعطت مصر أوراق قوة تستطيع أن توظفها فى أى حراك سياسى،

لكن الموقف العربى أو الفلسطينى الآن بلا أى أوراق قوة، خاصة الموقف الفلسطينى الرسمى، نعم هناك أوراق نستطيع بها كفلسطينيين أن نضغط على إسرائيل، أولها توحيد الصف الفلسطينى وإنجاز المصالحة، والاتفاق على برنامج سياسى وطنى يؤكد الحقوق والثوابت الوطنية، وتفعيل المقاومة ضد الاحتلال خاصة فى الضفة الغربية، وحشد جهود الشعب الفلسطينى فى الداخل والخارج لمواجهة الاحتلال ولإنجاز المشروع الوطنى وحق تقرير المصير، ناهيك عن أوراق القوة العربية الأخرى التى تستطيع الأمة حشدها لتعطى رسالة قوية للمجتمع الدولى أنه بدون الاستجابة للمطالب الفلسطينية والعربية فلن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك استقرار فى المنطقة، لكن الوضع الراهن يجعل موقفنا منكشفاً بلا أى غطاء،

وباختصار نتنياهو اليوم لا يشعر أنه مجبر أو مضطر أن يتصالح أو أن يقدم لنا تنازلات على طاولة المفاوضات لأنه يعلم أن المفاوض الفلسطينى منكشف وبلا أوراق قوة، لذلك فالخيار المنطقى لنا هو أن نستعيد أوراق القوة هذه، أما الواقع الموجود الآن للأسف فهو أن المفاوض الفلسطينى فى الضفة الغربية يدمر أوراق قوته بنفسه، فهو يُنسق أمنياً مع العدو الصهيونى تنسيقاً مجانياً، ويلاحق المقاومة، ويقول صراحة لا مقاومة ولا انتفاضة جديدة فى فلسطين، ويمنع أهل الضفة الغربية من التحرك لمواجهة ما يحدث من تهويد للقدس أو لغيرها من القضايا، لذلك فالمفاوض الفلسطينى يُضعف نفسه ويوفر واقعاً على الأرض لصالح المفاوض الإسرائيلى، فكيف نتوقع بعد كل هذا أن تنجح المفاوضات فى إنجاز ما نريد؟!

** حماس حملت مصر مسؤولية مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين بالغاز السام على حدود قطاع غزة، فهل هذا دليل على توتر جديد يحدث بين القاهرة وحماس؟

– فيما يتعلق بحادثة النفق فهى بصراحة حادثة مؤلمة جداً ومؤسفة جداً، خاصة ما يتعلق باستخدام مثل هذه الغازات السامة بشهادة الأطباء وتسفر عن مقتل أربعة وإصابة ثمانية، والصور كانت واضحة وأظهرت آثار الخنق التى أصابت الضحايا، وهذا شىء مؤسف جداً، وما كنا نتمنى أن يحدث هذا من الشقيقة الكبرى، خاصة من دولة بوزن مصر، لأن هذه الأنفاق تمثل للفلسطينيين شرياناً للحياة فى ظل إغلاق المعابر والحصار الظالم المستمر منذ أربع سنوات على قطاع غزة، فحتى هذه الأنفاق التى اضطررنا إليها اضطراراً فى ظل هذا الحصار أصبحت بهذه الأعمال شريان موت للشعب الفلسطينى بدلاً من أن تكون شريان حياة، وهذا أمر لا يجوز ولا يصح.

** هناك من يرى أن العلاقة بين مصر وحماس أصبحت الآن فى أسوأ حالاتها، فهل تتفق مع هذا التوصيف، خاصة مع وجود تصعيد إعلامى بين مصر وحماس هذه الأيام؟

– أنا لا أقول هذا الوصف، ولكن أقول إن العلاقة مع الشقيقة الكبرى مصر ليست فىالحالة الطبيعية، فمصر تمثل لفلسطين ولغزة بشكل خاص الشقيقة الكبرى وكذلك هى الجار، وبالتالى الأصل أن تكون العلاقة على غير الواقع الراهن.

** تحدث البعض عن اتصالات بين قيادات حماس ومسؤولين مصريين، فأين وصلت هذه الاتصالات، وهل هناك من جديد فى هذه الاتصالات؟

– بالمعنى السياسى فللأسف ليس هناك اتصال حقيقى وهذا وضع غير طبيعى، وحماس أعلنت ولا تزال عن حرصها على علاقات قوية مع عمقنا العربى والإسلامى، خاصة مع الشقيقة الكبرى مصر، وهذا هو الوضع الطبيعى أن تكون العلاقة قوية ومتميزة، لأنه فى النهاية الصراع مع إسرائيل ليس صراعاً فلسطينياً فحسب، بل هو صراع عربى فىالمقام الأول والجميع معنى به والخطر الصهيونى يستهدفنا جميعاً، وبالتالى إضافة لمتطلبات العلاقة الأخوية باعتبارنا أمة واحدة فإن الصراع يقتضىأن تكون العلاقة العربية العربية، والعربية – الفلسطينية فىأفضل حالاتها.

** هل هناك حلحلة فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، خاصة أن القمة العربية والتى عول عليها الكثيرون انتهت دون تحقيق المصالحة؟

– لا يوجد جديد فىالوقت الحاضر، صحيح أنه كانت هناك جهود بذلت من بعض الأطراف العربية قبيل قمة سرت بما فيها الإخوة فى ليبيا، ولكن للأسف انتهت القمة دون أن يكون هناك أى تطور إيجابى فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، ولكن واضح أن العلة التى تعطل هذه المصالحة هى العلة السياسية، وذلك لأن الإدارة الأمريكية تضع شروطاً على المصالحة، بل تضع عليها فيتو وترهن المصالحة بخضوع حماس لشروط الرباعية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل، ولدينا معلومات مؤكدة تثبت ذلك، وأصبح الأمر واضحاً للجميع.

** هناك من يقترح بروتوكول إضافى للورقة المصرية تضمن ملاحظات حماس للخروج من هذا النفق المظلم، فهل توافقون على هذا المقترح إذا ما عرضته القاهرة بصفة رسمية؟

– جزء من التحرك العربى والذى سبق قمة سرت كان مستنداً إلى هذه الفكرة، وهى أن توضع ملاحظاتنا وتعديلاتنا على الورقة، خاصة أننا ركزنا على التعديلات الأساسية والجوهرية بحيث ترفق هذه التعديلات بورقة المصالحة الأساسية وتصبح جزءاً لا يتجزأ منها، ومن ثم يجرى التوقيع على الورقة من قبل جميع الأطراف الفلسطينية المعنية، فى ظل الراعى المصرى وحضور الأطراف العربية التى تحركت فى هذه الفكرة.

** هل من الممكن معرفة من هذه الأطراف العربية التى كان لها حراك وجهد لتحقيق هذه المصالحة ولتقريب وجهات النظر؟

– كان هناك تحرك من قطر وسوريا وعُمان ومن الإخوة فى ليبيا باعتبارهم الدولة المستضيفة للقمة الأخيرة، وكذلك من الإخوة فىالسعودية ناهيك عن التحرك التركى مع الشقيقة مصر فى نفس الاتجاه.

** هل كان للجولات

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...