الجمعة 03/مايو/2024

خبير بقضايا اللاجئين: مستقبل الصراع في المنطقة سيكون لصالح الفلسطينيين

خبير بقضايا اللاجئين: مستقبل الصراع في المنطقة سيكون لصالح الفلسطينيين

أكد الباحث والمتخصص في قضية اللاجئين الفلسطينيين حسام أحمد أن أبرز المؤامرات التي تُحاك في ملف اللاجئين -بهدف شطب حقهم في العودة- تتمثَّل في المشروع الأمريكي بتوطينهم في الدول النفطية، وكذلك مشروع فياض بحديثه عن الدولة في 2011م وتبنيه للموقف الصهيوني.

وقال أحمد -في مقابلة خاصة أجراه معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في غزة اليوم الأربعاء (5-5)- إن مستقبل الصراع في المنطقة سيكون لصالح الفلسطينيين، لافتًا إلى أن الرهان على إرادة الشعب الفلسطيني واستعداده للتضحية من أجل نيل حقوقه هو رهانٌ مدفوعٌ بقوة الفعل على الأرض من خلال التفاف الشعب الفلسطيني خلف مشروع المقاومة التي تسعى للتحرير من أجل تنفيذ حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.

وأشار الخبير في قضايا اللاجئين إلى أن موقف كل الفلسطينيين هو رفض التوطين في غير فلسطين، مضيفًا أن “الأردن بلد عربي شقيق وعزيز، ولكن لن يكون بأي حال بديلاً عن فلسطين والعودة إليها، وهذا الادِّعاء بأن الأردن وطنٌ بديلٌ هو موقفٌ صهيونيٌّ قديمٌ جديدٌ يحمله حزب الليكود”.

وفيما يلي نص المقابلة:

* مع حلول ذكرى النكبة، ما أبرز المؤامرات التي تُحاك لإنهاء ملف اللاجئين؟

** أبرز المؤامرات التي تحاك في ملف اللاجئين -بهدف شطب حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي أُخرجوا منها عام 1948م- تتمثل في:

1- المشروع الأمريكي في توطين اللاجئين في دول نفطية وغيرها.

2- المشروع الذي تحدث به سلام فياض عن الدولة في 2011م وتبنِّيه الموقف الصهيوني.

3- التطبيق العملي لنصوص اتفاقية جنيف؛ حيث تجري الآن عملية توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول أوروبية وأمريكية وآسيوية، وهو ما يحصل بالنسبة للفلسطينيين الفارِّين من العراق.

4- تقليص خدمات الأونروا، وامتناع دول عن دفع التزاماتها للأونروا.

5- الصمت الدولي أمام ما يجري من استمرار لمشروع “الاستيطان” وما يتبعها من عمليات الطرد والنفي الجماعي للفلسطينيَّيْن في الضفة الغربية.

* موقف فياض الذي تحدث عنه مؤخرًا لصحيفة “هاآرتس” من تجاوز لحق العودة؛ إلى أي مدى يشكِّل خطورة؟

** يمثِّل سلام فياض واجهةً لحكومة أبو مازن التي شكَّلها في الضفة الغربية، وما تحدث به فياض لم يلقَ أية معارضة من محمود عباس؛ الذي يعدُّ رئيسًا لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”، وخطورة الحديث أنه جاء متفقًا مع الرؤية الصهيونية لتصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وجاء في نفس الوقت الذي أُعيد فيه طرح مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول نفطية، وفي ظل الصمت الفلسطيني والعربي على ما يجري من عمليات تمزيق للعائلات الفلسطينية التي فرَّت من العراق من خلال توطينها في العديد من دول العالم.

من جهة ثانية جاء استكمالاً لانهيار الموقف الخاص بمنظمة التحرير؛ لكون فياض رئيس حكومة أبو مازن، وهي بالتالي حكومة “منظمة التحرير الفلسطينية”، وهو بذلك استكمال لاتفاقية جنيف التي وقَّع عليها أطراف يمثلون منظمة التحرير، والتي تحدثت عن توطين اللاجئين الفلسطينيين بعيدًا عن ديارهم، ووضعت تصورًا لتصفية حقهم في العودة، وحدَّدت طريقة لتعويض اللاجئين الفلسطينيين بإنشاء صندوق تسهم فيه “إسرائيل” مع عدد من الأطراف الدولية والعربية ليكون بديلاً عن كل ما يخص اللاجئين الفلسطينيين؛ بما في ذلك حقهم في العودة، وكيف أسهمت هذه الاتفاقية في خلق الأجواء كي تفلت “إسرائيل” من المسئولية القانونية والسياسية عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة والتعويض.

واستكمالا لهذا السياق تأتي دولة سلام فياض 2011م لتقدم تصورًا مبنيًّا في ضوء الرؤية الصهيونية للحل وليقطع الطريق على المبادرة العربية، وهذه مصيبةٌ أخرى حين يتسابق العرب والفلسطينيون في طرح المبادرات على “إسرائيل” التي لا ترى إلا برنامجها الذي تنفذه على الأرض، وليأتي بعد ذلك القرار الصهيوني لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية التي يشترك في حكمها سلام فياض مع الجيش الصهيوني ليقول لسلام فياض: أنت وصلت إلى هذه النقطة ونحن نريد أكثر من ذلك، نريد طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهنا نقول لمن يسير في هذا الطريق: “من يهُن يسهل الهوان عليه”.

* لكن هناك من يقول إن فكرة عودة اللاجئين باتت فكرةً غير واقعية؟ ما رأيك؟

** صحيحٌ أن هناك من يعتقد أن العودة غير واقعية، وهذا الاعتقاد يأتي في سياق الرهان على الموقف الصهيوني والأمريكي والعملية التفاوضية، ومن يعتقد أن العودة فكرة واقعية فهو يبنى اعتقاده على أن القانون الدولي مع حق العودة، وأن مستقبل الصراع في المنطقة سيكون لصالح الفلسطينيين، وأن الرهان على إرادة الشعب الفلسطيني واستعداده للتضحية من أجل نيل حقوقه هو رهانٌ مدفوعٌ بقوة الفعل على الأرض من خلال التفاف الشعب الفلسطيني خلف مشروع المقاومة التي تسعى إلى التحرير من أجل تنفيذ حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وهذا المشروع حقَّق نتائج عملية على الأرض، نوجزها فيما يلي:

1- وصول مشروع المقاومة إلى المجلس التشريعي الفلسطيني الذي يمثل التطبيق العملي لمشروع الدولة الفلسطينية؛ حيث جاء ذلك من خلال الانتخابات التي جرت بعد انسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة التي تعمل بنبض العودة إلى الديار، فالمجلس التشريعي، الذي كان قبل ذلك أحد مؤسسات مشروع أوسلو، أصبح بحضور مشروع المقاومة أحد مؤسسات الدولة الفلسطينية التي أقيمت على أرض تمَّ تحريرها بالمقاومة ليصدر بعد ذلك هذا المجلس تشريعاتٍ تحمي المقاومة والقدس وحق العودة، وهذه التشريعات ما كان ليجرؤ عليها قبل ذلك.

2- استطاعت المقاومة أن تطرد الاحتلال من قطاع، وأن تدفع جزءًا كبيرًا من الصهاينة للهجرة المعاكسة، وفي بعض الأحيان طلب سحب الجنسية “الإسرائيلية” أو التفكير بالهجرة، وأيضًا التأثير في التوزيع السكاني لليهود داخل فلسطين، وهذا بالطبع خلق ظروفًا جعلت من الأرض المحتلة مكانًا غير آمن لهم.

هذا بالطبع يُحسب لصالح الاعتقاد أن العودة فكرةٌ واقعيةٌ، وهذه بعض نجاحاتها الميدانية.

في الجهة المقابلة أصبحت السمة العامة لمشروع التفاوض على أساس دولة فلسطينية في حدود 67 مقابل دولة يهودية لا تقبل بعودة اللاجئين مشروعًا مشلولاً ومفاوضات انتهت إلى التنسيق الأمني أو إدارة بعض المصالح الشخصية لبعض الأفراد، بل يسعى الآن ليكون عمليةً تجميليةً للوجه القبيح للسياسة الصهيونية والأمريكية في المنطقة، بماذا نفسر التحوُّل من اللقاءات الحميمة في الفنادق وعلى الحواجز العسكرية مع قادة الاحتلال؛ إلى المفاوضات غير المباشرة أو التوقف التام للمفاوضات، غير أن الرهان عليها هو رهانٌ فاشلٌ بامتياز، والاعتقاد الذي يُبنى عليها هو اعتقادٌ مبنيٌّ على رؤية ضبابية لمجريات الأحداث.

* ما واقع وحقيقة المعاناة التي خلفتها النكبة، سواء فيما يخص لاجئي الداخل أو الشتات؟

** المعاناة التي خلفتها جريمة اقتلاع الفلسطينيين من ديارهم هي معاناةٌ يوميةٌ تكاد أن تكون صفةً ملازمةً لجميع الأسر الفلسطينية، ويمكن أن نوجزها فيما يلي:

1- أصبحت السمة العامة للأسرة الفلسطينية هي التمزُّق، وذلك بفعل هذه المؤامرة الدولية الكبيرة التي ساهمت فيها أطراف كثيرة وما تزال؛ حيث نتج من ذلك تمزيق الأسرة الفلسطينية أبناء الرجل الواحد إلى أكثر من دولة وقد تصل إلى أربع أو خمس دول.

2- حرمان اللاجئين من العودة إلى ديارهم لمدة زادت على 62 عامًا، بينما تتمتع “إسرائيل” بأرضهم وخيراتهم أمام أعينهم، فيما يواجهون هم الحرمان والعوز بشكل يومي.

3- حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق الإقامة والسفر والتنقل في أكثر من دولة، بل وإجبارهم بالإكراه على السفر والإقامة في دولة لا يرغبون بها ويُشتَّتون في الأرض، كيف نفسر ما تقوم به المفوضية السامية لشئون اللاجئين عندما تعرض على الناس الهجرة مقابل ترك الحياة في الصحراء وفي العراء، بعد أن استمر بهم الحال أكثر من 3 سنوات؟! بالطبع سيختارون أيَّ حل غير البقاء هكذا في العراء أمام سمع وبصر الإخوة والأشقاء.

* بين الحين والآخر يدور الحديث عن توطين اللاجئين في هذا البلد أو ذاك، إلى جانب فكرة الوطن البديل في الأردن، ما هو الموقف الفلسطيني المقاوم من هذه الأفكار؟

** موقف كل الفلسطينيين أنهم يرفضون التوطين في غير فلسطين، فالأردن بلد عربي شقيق وعزيز، ولكن لن يكون بأي حال بديلاً عن فلسطين والعودة إليها، وهذا الادِّعاء بأن الأردن وطنٌ بديلٌ هو موقفٌ صهيونيٌّ قديمٌ جديدٌ، يحمله حزب الليكود، لذلك فإن الموقف الرسمي الأردني والشعبي هو مع الموقف الفلسطيني مع حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرجوا منها عام 1948م.

* نقل اللاجئين الفلسطينيين من العراق إلى دول أوروبية.. لماذا؟ وكان هناك تحذير من انتهاكات بحقهم، إلى أين وصلت الأمور؟ برأيك؟

** نقل اللاجئين الفلسطينيين من العراق إلى دول أوروبية يأتي في سياق تشتيت اللاجئين الفلسطينيين وإسقاط حقهم في العودة إلى الديار، ولو كانت الأطراف الدولية التي تواطأت في هذه المسألة لديها نوايا طيبة تجاه اللاجئين الفلسطينيين لكانت قدَّمت تطمينات للدول العربية المضيفة للاجئين، على أن نقل اللاجئين من العراق إليها لن يكون في سياق توطينهم فيها أو أن تكون هذه الدول بديلاً عن حقهم في العودة إلى فلسطين ولساهمت هذه الأطراف في تحمُّل الأعباء الاقتصادية لنقل الفلسطينيين إلى الدول المضيفة، ولكنها بدل ذلك قامت بنقلهم إلى دول أوروبية وأمريكية وآسيوية؛ انسجامًا مع الرؤية الصهيونية لتصفية قضية اللاجئين.

* تقليص المساعدات ودور الأونروا؛ في أي سياق تضعونه؟!

** تعدُّ المساعدات التي تقدمها “الأونروا” بمثابة تعبير عن مسئولية المجتمع الدولي تجاه مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ولا يمكن اعتبار هذه الدول صاحبة منَّةٍ على الشعب الفلسطيني في عليها التزام دولي بتمويل برامج “الأونروا” إلى حين تحقيق عودة اللاجئين؛ حيث إن قرار تشكيل “الأونروا” مرتبط بقرار عودة اللاجئين الفلسطينيين 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...