الجمعة 03/مايو/2024

التفكجي: بناء الكنس هدفه بعثرة الرموز الدينية الإسلامية بالقدس

التفكجي: بناء الكنس هدفه بعثرة الرموز الدينية الإسلامية بالقدس

أكد مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق المهندس خليل التفكجي، أن الكيان الصهيوني يستخدم الدين لأسباب سياسية؛ بهدف خلع الجذور العربية والإسلامية من مدينة القدس المحتلة ووضع الجذور الصهيونية مكانها.

وأضاف التفكجي -في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” مساء الأربعاء (21-4)- أن الصهاينة يعتبرون الكنس جزءًا من تراثهم الديني؛ حتى بيَّنوا للعالم أن القدس ليست للشعب الفلسطيني بل هي لهم، فبناء مزيد من الكنس يعني مزيدًا من التهويد وبعثرة الرموز الدينية العربية والإسلامية.

وبشأن مترو الأنفاق الصهيونية أسفل الأقصى، شدَّد على أن الاحتلال يرمي من هذه الخطوة إلى ربط ما يسمَّى القدس “الشرقية بالغربية”؛ بهدف القضاء على فكرة حل الدولتين والعاصمتين؛ فهم يريد أن يقولوا للعالم إن القدس لليهود فقط، ولا شريكَ فلسطينيَّ لنا فيها.

ونوَّه مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات إلى أن الكيان لم يستطِع خلال 42 عامًا من التهويد تغيير أجزاء ومعالم كبيرة من البلدة القديمة والقدس بمقدار قدرته على السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان.

وفيما يلي نص الحوار:

خطط ماكرة

* بدايةً كيف هو حال القدس بعد افتتاح الكيان الصهيوني “كنيس الخراب” بالقرب من المسجد الأقصى المبارك؟ وهل هناك أي مستجدات أو تطورات بخصوص نية الكيان بناء كنس جديدة بالمدنية؟

** الرؤية واضحة تمامًا، وتتمثل في قيام الاحتلال بإدخال العنصر اليهودي في المشهد الفلسطيني بالقدس، فبعد أن كانت المدينة تسيطر عليها الأغلبية الإسلامية، لاحظنا أن الاحتلال بدأ بإقامة الكنس الكبيرة التي بدأت بالخراب وستنتهي به؛ ليغير هذا الواقع ويشكِّل عنصرًا يهوديًّا جديدًا بالمدينة.

فالاحتلال يستخدم الدين لأسباب سياسية، فبدأ ببناء جزء من الكنس في القدس، بالإضافة إلى وضعه أبنيةً، وبعثر أسماء المدينة المقدسية، فخلال 42 عامًا من التهويد لم يستطع الكيان أن يغيِّر جزءًا كبيرًا من البلدة بمقدار قدرته على السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان.

فالسياسية الصهيونية تقضي بخلع الجذور العربية والإسلامية ووضع الجذور الصهيونية مكانها، فهم يعتبرون القدس عاصمتهم الأبدية ومركز حضارتهم وثقافة الشعب اليهودي، كما يعتبرونها الرأس والقلب.

يسخِّرون الدين لتحقيق أهدافهم

* كيف تقرءون قيام الكيان ببناء أعداد كبيرة من الكنس بالقدس، فهناك إحصائية تقول إن عددها تجاوز 218؟!

** اليهود لديهم كنس قبل عام 48، وتم بعدها بناء عدد كبير؛ لأنهم يعتبرونها جزءًا من تراثهم الديني، وكما قلنا فهم يستخدمون الدين لأهداف سياسية، لبيِّنوا للعالم أنها ليست للفلسطينيين بل لهم، فبناء مزيد من الكنس يعني مزيدًا من التهويد وبعثرة الرموز الدينية العربية والإسلامية.

* اليوم كشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” أن الاحتلال بدأ تنفيذ مشروع تهويدي كبير لتحويل منطقة جنوب الأقصى -وخاصةً منطقة دار الإمارة الأموية- إلى منطقة ومسار توراتي تلمودي مرتبط بالهيكل المزعوم.. فما حقيقية ما يجري؟ وإلى ماذا يهدف الاحتلال من مخططه هذا؟!

** هذا المشروع يأتي ضمن السلسلة اليهودية الهادفة إلى وضع القضايا الدينية وتسخيرها لخدمة الإغراض السياسية، فالاحتلال -بحكومته اليمنية- يستخدم هذه القضية التي يجمع بها كافة الصهاينة للوصول إلى هدفهم السامي، وهو أن القدس من حيث التاريخ والآثار لليهود منذ آلاف السنين!.

هدفهم القضاء على فرص التسوية

* بخصوص شبكات مترو الأنفاق الصهيونية الجديدة أسفل القدس، ما قصتها؟ وإلى ماذا يرمي الكيان من وراء إنشائها؟

** قصة شبكة مترو الأنفاق تتمثل في أن الكيان أراد إنشاء قطار خفيف أسفل المسجد، ومن المقرَّر أن ينتهي العمل فيها نهاية العام الجاري، فالاحتلال يرمي من هذه الخطوة إلى ربط ما يسمَّى القدس الشرقية بالغربية؛ بهدف القضاء على فكرة حل الدولتين والعاصمتين، وأي فرص للتسوية في المنطقة؛ فهم يريدون أن يقولوا للعالم إن القدس لهم وليس لهم شريك فلسطيني.

الأنفاق قنبلة موقوتة

* مع استمرار الاحتلال في حفر الأنفاق أسفل القدس والأقصى؛ ما تسبَّب في حدوث انهيارات، صف لنا ما يجري حاليًّا، وإلى أين وصلت؟ وكيف هو حال البنية التحتية للمدينة؟ وفي حال استمرارها ماذا تتوقعون؟ ولماذا؟!

** بدايةً الأنفاق ثلاثة أنواع:

– أنفاق تم الانتهاء منها وافتتح بعضها.

– وأنفاق تحت الإنشاء مثل الموجودة تحت سلوان.

– والآخر أنفاق مقترحة لربط الأنفاق القديمة بالجديدة.

– وهناك أنفاق لا نعرف عنها شيئًا، ونسمع عنها بعد وقوع الانهيارات.

فالأنفاق تدلنا على المكان الذي وصلت إليه الحفريات، وكما أنها تؤدي إلى عملية خلخلة في الأساسات الموجودة أسفل المدينة المقدسية، فإن الانهيارات التي تحدث كثيرة في هذه المناطق، مثل سلون وطريق الواد؛ ما يدلِّل على آن الكيان مستمر فيها، ونتائجها ستكون كارثية على البلدة؛ لأن الأنفاق تحفر أسفل مدينة كاملة.

فالإنفاق جزء من اللعبة السياسية الصهيونية، فهم يريدون خلق مدينة سياحية تحت الأرض ليربطها بالتراث والحضارة الصهيونية القديمة؛ لكنهم فشلوا حتى الآن في هذا باعترافات قادتهم، فمعظم الآثار التي وجدت كنعانية.

* ما آخر المشاريع “الاستيطانية” بالقدس على حد علمك؟

** المشاريع كثيرة، منها مشروع اغتصابي اسمه القدس 2010م، ومخطط آخر يهدف إلى إقامة وحدات سكنية جديدة وتوسيع مستعمرات قديمة وسلسلة من السكك الحديدية وتغيير جذري في الوضع الديمغرافى لليهود؛ لجعل القدس في 2020م عاصمةً أبديةً لهم.

* من تحمِّلونه مسئولية ما يتعرَّض له القدس من تهويد ديني خطير، يستهدف هويتها ومقدساتها وتاريخها؟ وما رسالتكم للمقدسيين بعد الصمود الأسطوري لهم؟

** أحمِّل الجميع مسؤولية ما يجري بالقدس، ولا أستثني منهم أحدًا، وأما بخصوص رسالتي للمقدسيين فنعدهم بالصمود ولا نعدهم بالنصر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...