الإثنين 29/أبريل/2024

النائب طافش: إتمام المصالحة يفشل مخططات الاحتلال

النائب طافش: إتمام المصالحة يفشل مخططات الاحتلال

أكد النائب الإسلامي عن محافظة بيت لحم خالد طافش، أن المصالحة الفلسطينية إذا تمَّت ستُفشل مخططات العدو الصهيوني في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك والضفة الغربية المحتلة.

ولفت النائب المُفرَج عنه من سجون الاحتلال مؤخرًا، في مقابلةٍ خاصةٍ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أن وحدة الشعب الفلسطيني على قواعد مشتركة وثوابت ستصبُّ في مصلحة القضية الفلسطينية وفي مواجهة مخططات قوات الاحتلال، ثم عدم التمسُّك بخيار واحد في مواجهة العدو.

وحول أهداف الاحتلال الصهيوني من وراء اعتقال نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، أوضح النائب الإسلامي أن “اعتقال النواب في عام 2006 كان له عدة أهداف؛ أبرزها الرد على أسْر الجندي الصهيوني غلعاد شاليط وتوصيل رسالة مفادها أن الاحتلال في استطاعته تعطيل المسيرة التشريعية والحكومية الفلسطينية”.

وأضاف أن من أهداف العدو إفشال التجربة الديمقراطية الفلسطينية، والتخطيط لحدوث شللٍ تامٍّ للمؤسسات الرسمية الفلسطينية، مشددًا على فشل هذه الأهداف، مستدلاًّ على ذلك بالإفراج عن كثيرٍ من النواب المعتقلين وبقاء شاليط في أسْره.

يُذكر أن سلطات الاحتلال أفرجت عن النائب الإسلامي خالد طافش بتاريخ (16-3)، بعد انتهاء فترة التمديد الأخيرة في الاعتقال الإداري للمرة الثالثة في سجن النقب الصحراوي؛ حيث أمضى عامًا في الاعتقال، وتمَّ إطلاق سراحه وسط استقبالٍ رسميٍّ من النواب الإسلاميين؛ على رأسهم الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي.

وإلى تفاصيل المقابلة:

* كيف تصف وضع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟

** لا شك أن هناك الألوف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهذا العدد الكبير يشمل جميع فئات الشعب الفلسطيني من صغار وكبار ونساء وشيوخ.

وكنت في أكبر تجمُّعٍ للأسرى في سجن النقب الصحراوي الذي يحوي ألفَيْ أسير فلسطيني في أقسام مختلفة؛ حيث إن الظروف الجوية في النقب سيئة، سواء في الصيف أو في الشتاء، وهذا هو موسم العواصف الرملية الشديدة والذباب، والصيف قادم بما يحمل من حر شديد، فضلاً عن معاملة إدارة السجون من خلال سحب الإنجازات وحرمان أهالي الأسرى من الزيارات، وكل الأساليب التي تتفنَّن بها في التضييق على الأسير الفلسطيني.

* لماذا اعتقال النواب؟ وهل تحقَّق الهدف من اعتقالهم؟

** جاء اعتقال النواب في عام 2006 في حملة اعتقل فيها العشرات منهم، وكان لها عدة أهداف؛ أبرزها الرد على أسْر الجندي الصهيوني غلعاد شاليط وتوصيل رسالة مفادها أن الاحتلال في استطاعته تعطيل المسيرة التشريعية والحكومية الفلسطينية.

بالإضافة إلى أهداف أخرى؛ منها إفشال التجربة الديمقراطية الفلسطينية، والتخطيط لحدوث شللٍ تامٍّ للمؤسسات الرسمية الفلسطينية، وقد تم هذا بالحكم على النواب بالسجن ما يقارب أربع سنوات، وهي مدة الدورة التشريعية.

الحملة الأخيرة ضدنا كانت قبل عام؛ حيث كانت مفاوضات التبادل على أشدها مع الوسيط الألماني، في نهاية ولاية أولمرت، ولما وصلت المفاوضات إلى مشارف الفشل كانت ردة الفعل باعتقال بقية النواب المُفرَج عنهم، وكنت أنا منهم؛ حيث قضيت عامًا كاملاً في الاعتقال الإداري، وبعض الإخوة النواب جُدِّد لهم ليدخلوا في العام الثاني.

* هل نجحت أهداف الاحتلال من اعتقال النواب؟

** نحن نقول إن هذه سياسةٌ فاشلةٌ للحكومة الصهيونية إذا كان القصد من هذه الاعتقالات هو الضغط من أجل الإفراج عن الجندي الأسير شاليط، وفي تصوُّري فإن هذه السياسة أثبتت فشلها بدليل أن كثيرًا من النواب الذين اعتقلوا تم إطلاق سراحهم، ولا يزال الجندي شاليط  يقبع في أسره.

* كيف ترى المصالحة الفلسطينية؟

** المصالحة الفلسطينية إذا تمَّت -وهذا ما نأمله- ستُفشل مخططات العدو الصهيوني وما يقوم في القدس من هدمٍ للمنازل وتشريدٍ للأهالي في أحياء القدس العربية، ثم ما قاموا به مؤخرًا من تدشينٍ لـ”كنيس الخراب” بجوار المسجد الأقصى المبارك، في خطوةٍ أولى باتجاه تحقيق أحلامهم وأوهامهم ومزاعمهم، لذلك أقول: إن وحدة الشعب الفلسطيني على قواعد مشتركة وثوابت لا شك ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية وفي مواجهة مخططات قوات الاحتلال، ثم عدم التمسُّك بخيار واحد في مواجهة الاحتلال.. نحن جرَّبنا هذا العدو على مدار 20 سنة أو يزيد في المفاوضات، وثبت للقاصي والداني أنها طريق مسدود لم تحقق شيئًا حتى الآن.

* كيف تنظرون إلى الإعلان عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة والاحتلال بموافقة زعماء العرب؟

** سبق أن حدَّدوا سقفًا خمس سنوات لإقامة الدولة الفلسطينية، وانتهت المدة دون أية نتائج، ثم بعد ذلك كان انغلاق هذا المسار في كامب ديفيد بعد انتفاضة الأقصى، ثم بعد ذلك جاءتنا رؤية بوش وخطة “خارطة الطريق”، وغيرها، وهي تتضمَّن إقامة دولة فلسطينية حتى نهاية عام 2008، ونحن الآن في عام 2010، والمفاوضات المباشرة لم تحقق شيئًا، فماذا ستحقِّق مفاوضات غير مباشرة لمدة أربعة أشهر؟!

ولذلك لا يجب أن نحشر أنفسنا في خيار واحد وفي طريق واحد؛ لأن هذا يجرِّئ الاحتلال على مزيد من تهويد أرضنا ومصادرتها لإقامة آلاف الوحدات “الاستيطانية”، سواء في الضفة -وهو ما تقوم به الحكومة المتطرفة- أو القدس التي لا أتصوَّر أن يكون هناك فلسطينيٌّ يقبل بأي بدون القدس وبدون المقدسات وبدون بقاء المقدسيين.

* كلمة أخيرة عن الوضع السياسي الحالي؟

** القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية الفلسطينية مهما تغيَّرت الظروف، ومهما تغيَّرت الأيام وتقلَّبت السنون، ما دام هناك شعب فلسطيني يعيش في هذه الأرض الفلسطينية، سواء في الضفة أو غزة أو أرض 48، وما دام هناك لاجئون فلسطينيون.. ستبقى هذه القضية ما دام هناك أرض فلسطينية محتلة؛ لذلك قضيتنا ستبقى حتى تجد حلاًّ، طال الزمان أو قصر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات