الإثنين 29/أبريل/2024

بكيرات: ما يتعرَّض له الأقصى يأتي في إطار تهويد القدس وتزييف تراثها

بكيرات: ما يتعرَّض له الأقصى يأتي في إطار تهويد القدس وتزييف تراثها

أكد الشيخ ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك تتعرَّضان لهجمة يهودية شرسة تستهدفها، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار حملة تهويد المدينة، وترحيل التراث العربي الأصيل إلى تراث يهودي مزيَّف.

وقال بكيرات -في مقابلة خاصة أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” مساء الجمعة (12-3)-: “إن الكنيس الذي ينوي اليهود افتتاحه برعاية صهيونية رسمية ويسمونه “كنيس الخراب”؛ إنما يأتي تتويجًا لأكثر من 61 كنيسًا يهوديًّا مركزيًّا، منها ما هو ظاهر فوق الأرض، ومنها ما هو باطن تحت الأرض”.

وأضاف بكيرات أن “اليهود أطلقوا اسم “الخراب” على الكنيس المراد افتتاحه؛ للدلالة على خراب الهيكل، وللدلالة على إمكانية أن يعيدوا أسطورة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى كما يقولون”.

وأشار بكيرات إلى أن الخرافة اليهودية والقرارات الصهيونية لن تصل إلى هدم المسجد الأقصى المبارك، أو أن يوضع حجر الأساس على أنقاض المسجد الأقصى، لا سمح الله، مبينًا أنه لا يعتقد أن الأقصى سيُهدم، ولكنه سيُؤذى.

وشدَّد بكيرات على ضرورة حماية المسجد الأقصى المبارك والتصدي لكل المحاولات الصهيونية التي تهدِّده، والتصدي كذلك لمحاولات تهويد المدينة المقدسة.

وفيما يلي نص المقابلة:

* كيف تنظرون إلى افتتاح اليهود الصهاينة “كنيس الخراب” على بُعد أمتار من المسجد الأقصى المبارك؟

** نحن نرى أن هذه الاعتداءات الصهيونية اليهودية على مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى المبارك تأتي استمرارًا لتهويد المدينة المقدَّسة، وترحيل التراث العربي الأصيل إلى تراث يهودي مزيَّف، فبعد إنشاء 61 كنيسًا يهوديًّا مركزيًّا -منها ما هو ظاهر فوق الأرض ومنها ما هو باطن تحت الأرض- يعدُّ هذا الكنيس الذي يسمُّونه “كنيس الخراب” تتويجًا لتلك الكنس، وإن اليهود أطلقوا اسم “الخراب” على الكنيس المراد افتتاحه يوم الثلاثاء القادم؛ للدلالة على خراب الهيكل، وللدلالة على إمكانية أن يعيدوا أسطورة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، كما يقولون.

* هل باعتقادكم أن المسجد الأقصى سيتمُّ هدمه من قِبَل الاحتلال وكما تقول المزاعم الصهيونية؟

** أنا أعتقد أن الخرافة اليهودية الصهيونية والقرارات الصهيونية لن تصل إلى مرحلة هدم المسجد الأقصى المبارك، ولن تصل أيضًا إلى أن يتمَّ وضع حجر الأساس على أنقاض المسجد الأقصى، لا سمح الله، وأنا من الذين يرفضون فكرة أن المسجد الأقصى سيُهدم، ولكنَّ المسجد الأقصى قد يُؤذى، وبالتالي فإن المطلوب منا أن نحافظ عليه وعلى مقدساتنا، وأن نحميها بكل ما نملك.. يجب أن نقدم الغالي والنفيس من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك ونصرته.. يجب أن نحافظ على وجودنا الإسلامي والعربي.. يجب أن نحافظ على رمز هويَّتنا العربية والإسلامية، ولن يستطيع أحد كائنًا من كان من أعدائنا أن يسوِّق لنا فكرة قبول هدم المسجد الأقصى، فالله تعالى سيحفظ المسجد الأقصى المبارك من كيد اليهود الملعونين.

* قبل أيام أعلنت سلطة “فتح” في رام الله نيتها بدء المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، ماذا تقولون في هذا الاتجاه؟

** رسالتنا إلى المفاوض الفلسطيني وإلى غيره من الذين يرضون هذا السلوك، نقول لهم: اتقوا الله عزَّ وجلَّ..، كفى ضياعًا، وكفى مهاتراتٍ، وكفى عبثًا بالقضية الفلسطينية.. إن هذه المفاوضات تعطي للاحتلال الصهيوني الذي قتل أبناءنا وهدم منازلنا وشرَّد عائلاتنا؛  تعطيه سندًا شرعيًّا للمضيِّ في تنفيذ مخططاته الخطيرة بحق المقدسات الإسلامية وغيرها.. إن هذه المفاوضات تعطي الاحتلال الغطاء على جرائمه حيال المقدسات، وإنني أمثل وكأن الاحتلال في نفق مظلم وهذه المفاوضات هي الضوء الذي يُضيء للاحتلال وتسمح له بالاستمرار في نفقه، وإن رسالتنا للمفاوض وغيره ممن يسيرون على نهجه؛ أن اخرجوا من هذا النفق، لا تعطوا اليهود الحق والشرعية والغطاء في مواصلة اعتداءاته على مقدساتنا وأرضنا.

إننا نعتقد أن هذه المفاوضات تعطي المحتل اليهودي الصهيوني الشرعية للمضيِّ في المزيد من الدمار، فاخرجوا من هذا التيه، والله إنه خيرٌ لكم أن تموتوا بشرفكم أفضل من أن تموتوا تحت أحذية الأمريكان والصهاينة.. موتوا كما مات صلاح الدين الأيوبي، وكما مات قطز وكل المجاهدين الأخيار، ولا تعطوا الدنيَّة؛ فإن المستقبل لهذا الدين كما أخبرنا مولانا عزَّ وجلَّ.

* ما رسالتكم للأمتين العربية والإسلامية وإلى المجتمع الدولي؟

** الحقيقة أن رسالتنا واضحة تمامًا، نقول لأهلنا في كل فلسطين -من استطاع أن يصل إلى المسجد الأقصى أو من لم يستطِع-: كلنا جسد واحد، ولا يمكن أن نستغني عن بعضنا البعض، ورسالتي للجميع، إلى العرب والمسلمين في كل مكان في العالم: عليكم أن تجدِّفوا نحو المسجد الأقصى، وإن لم تستطيعوا أن تجدِّفوا نحو الأقصى فعليكم النزول إلى الشوارع.. عليكم أن تغضبوا للأقصى، وأن تحملوا همَّه، وعليكم أن تحملوا الأقصى كعقيدة، فإن بقاء الأقصى هو بقاؤنا.

* في ظل الصمود الذي يبديه أهلنا في مدينة القدس المحتلة والدعم البشري لأهلنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م ماذا تقولون لهم؟

** علينا نحن كمقدسيين أن نموت دون المسجد الأقصى المبارك، وعلينا أن نجعل معركتنا القادمة معركةَ وجودنا في المسجد الأقصى.. إن المعركة القادمة هي معركة الوجود الإسلامي للحفاظ عليها، وإننا مزروعون هنا في أرضنا، فاصبروا ورابطوا يا أهلنا في القدس، يا أهلنا الصامدين البواسل، فهاهم المقدسيون -والحمد لله- يقدمون كل ما يملكون من أجل القدس، فمزيدًا من العطاء يا أهلنا في القدس، ومزيدًا من الصبر، وإن الجنة موعدنا، وستكونون أنتم من الفائزين يوم القيامة؛ لأنكم دافعتم عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات