الإثنين 29/أبريل/2024

الشيخ الخطيب: نحذِّر من تهويد القدس وعلى العرب نصرة المسجد الأقصى

الشيخ الخطيب: نحذِّر من تهويد القدس وعلى العرب نصرة المسجد الأقصى

حذَّر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م من التصعيد الصهيوني بحق مدينة القدس المحتلة وبحق المسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أن سلطات المؤسسة الصهيونية اليهودية تُقيم المؤامرات والمخططات وتسعى إلى تنفيذها على أرض الواقع.

وطالب الشيخ الخطيب -في مقابلة خاصة أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”- القادة والملوك العرب باتخاذ مواقف جريئة حيال ما تتعرَّض له مدينة القدس على يد الاحتلال الصهيوني، وقال: “إننا نقول للعرب إن مواقفكم خجولةٌ في مناصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإننا نرسل لهم رسالةً ندعوهم فيها إلى اتخاذ موقف تاريخي عظيم، وبالتالي نأمل ألا تخذلوا المسجد الأقصى، وأذكِّرهم بأنه بعد 10 أيام من افتتاح الكنيس اليهودي سيكون لقاؤكم، وبالتالي فإن المطلوب هو موقفٌ واضحٌ منهم.. موقفٌ يُنسي الشعوب العربية تاريخ التفريط، ويعيد لها أمجادها، وهذه فرصة ذهبية”.

وفيما يلي نص المقابلة:

* كيف تقرؤون التصعيد الصهيوني بحق مدينة القدس المحتلة وبحق المسجد الأقصى المبارك، خاصةً في هذه الفترة ؟

** بدايةً نريد تأكيد أن هناك مخططاتٍ خبيثةً وكبيرةً تشرف عليها المؤسسة الصهيونية، وتريد أن تحققها وتنفِّذها على أرض الواقع؛ وذلك للوصول إلى نتائج تهدف إلى تحقيقها، ودعوني أقل: إن الواقع الذي يمر به العالم العربي والإسلامي يعكس ظروفًا مواتية لدولة الاحتلال لتنفيذ مخططاتها ومطامعها في ظل الصمت العربي واللا مبالاة التي تعيشها الأمتان العربية والإسلامية.

* سلطات الاحتلال الصهيوني تصعِّد من إجراءاتها واعتداءاتها بحق المسجد الأقصى المبارك، وكذلك ترفع من وتيرة “الاستيطان” وتواصل بناء بؤر “استيطانية” جديدة على غرار ما أعلنته مؤخرًا من بناء 112 وحدةً، بالتزامن مع قدوم ميتشل؛ ما الرسالة التي يريد أن يقدمها الاحتلال بهذا الخصوص؟

** رسالة الاحتلال أكدها قادته أكثر من مرة -خاصةً في ظل الحكومة اليمينية التي يقودها نتنياهو- بأنَّ القدس هي عاصمةٌ موحدةٌ وأبديةٌ لدولة “إسرائيل”، وأنها غير قابلة للتجزئة أو الاقتسام، وأن ما نسمعه من عودة للمفاوضات مع الصهاينة يأتي مع وضوح “إسرائيل” وتصريحات قادتها بأنَّ مدينة القدس وقضية اللاجئين لن يكون لها أيُّ وجود على طاولة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية في رام الله وبين الاحتلال الصهيوني.

ومن خلال التصعيد المتواصل الذي يقوم بها الكيان الصهيوني فإنه يريد من وراء ذلك التأكيد أن القدس هي العاصمة الأبدية لـ”إسرائيل”، وطبعًا هذه رسالةٌ للجميع، وبالتالي على الجميع الوقوف عند مسؤولياته.

أيضًا نقول إن حكومة الاحتلال تعمل ليل نهار من أجل تحقيق أهدافها في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وإن من يُلام ومن يسجّل عليه التاريخ هي هذه القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية.

* باعتقادكم ما الدور المطلوب محليًّا وعربيًّا ودوليًّا؟

** لا بد من التفريق؛ فالسلطة الفلسطينية في رام الله هي المسؤولة المباشرة، وهي التي نسبت نفسها لهذه المسؤولية، وهؤلاء تحديدًا بعد فشل مفاوضاتهم التي استمرت على مدار 20 عامًا لا يريدون أن يفهموا الحقيقة، وهي أن دولة الاحتلال لم ولن تعطيهم أي شيء لإقامة دولة فلسطينية، وأن ذلك مجرد أحلام، بل هي تعطيهم بعض الفتات لتمكين سيطرتها على الواقع، وأؤكد أنها لا تعطي أي مقومات للدولة، وبالتالي هذه السلطة التي تذهب للتهديد بإعلان دولة فلسطينية من طرف واحد يمكن القول بأنَّ تلك تفاهات لا تحقق الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية، وأننا من خلالكم ننصحها بضرورة العودة إلى أحضان الشعب الفلسطيني؛ لأن التاريخ لن يرحم.

أما على المستوى العربي فإنه في 27 من آذار (مارس) من المقرر أن تنعقد القمة العربية، وإننا نقول للعرب إن مواقفكم خجولة في مناصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإننا نرسل لهم رسالة نقول لهم فيها: إن هذا الموقف التاريخي هو موقفٌ عظيمٌ، نأمل ألا تخذلوا المسجد الأقصى، وأذكِّرهم بأنه بعد 10 أيام من افتتاح الكنيس اليهودي سيكون لقاؤهم، وبالتالي المطلوب موقفٌ واضحٌ منهم.. موقفٌ يُنسي الشعوب العربية تاريخ التفريط، ويعيد لها أمجادها، وهذه فرصة ذهبية.

* ما حقيقة ما تناقلته وسائل إعلام الاحتلال بأن يوم السادس عشر من الشهر الجاري هو يومٌ مصيريٌّ، وربما تكون هناك هجمةٌ كبيرةٌ ضد الأقصى؟

** اليهود والصهاينة عازمون على افتتاح كنيس يهودي يوم الخامس عشر من آذار (مارس)، وهم يتحدثون عن نبوءة لأحد اليهود القدامى؛ حيث سيفتتحون “كنيس الخراب”، وبالتالي اليوم الذي يليه هو يوم 16 آذار (مارس)، وهو اليوم المقصود؛ حيث لديهم اعتقادٌ ببدء بناء الهيكل المزعوم في هذا اليوم، خاصةً أن يهود العالم كافة مدعوُّون للمشاركة في افتتاح الكنيس اليهودي قبل يوم واحد من 16 آذار (مارس).

والسؤال هنا: هل الواقع السياسي يسمح لهذه الجماعات بممارسة ما تريد؟ ونجيب بأن الشرطة الصهيونية -كما عوَّدتنا- تقف دائمًا مع هذه الجماعات وتسمح لها بدخول الحرم القدسي، بينما تمنعنا من دخول المسجد الأقصى المبارك.

* ما رسالتكم إلى أهلنا في مدينة القدس المحتلة؟

** أهلنا في القدس المحتلة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 كما عوَّدونا هم الحرَّاس المؤتمنون على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وهذا بطبيعة الحال شرفٌ كبيرٌ لهم عند الله عزَّ وجلَّ، فهم يقومون بالدفاع عن القدس والأقصى نيابةً عن العالمين العربي والإسلامي، ونحن نقول في الأيام القادمة ربما يدفعون الثمن، إلا أنهم على قدرٍ عالٍ من المسؤولية، فهم سينصرون القدس والأقصى حتى إن خذلتهم الأمتان العربية والإسلامية، فنشكرهم ونقدِّرهم على مواقفهم النبيلة، وهم عوَّدونا على أن يكونوا في خط الدفاع الأول للدفاع عن الأقصى والقدس، فلهم منَّا كل التحية والتقدير، وندعوهم إلى المزيد من البذل والعطاء، وإلى المزيد من الرباط والمرابطة، ونسأل الله العظيم أن يحفظ مسجدنا ومدينتنا من كيد الكائدين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات