الإثنين 29/أبريل/2024

الخضري: ندعو القمة إلى حماية المقدسات

الخضري: ندعو القمة إلى حماية المقدسات

دعا النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، القمةَ العربيةَ المقرَّر عقدها في ليبيا نهاية الشهر الجاري؛ إلى تشكيل وفدٍ عربيٍّ على أعلى مستوى لزيارة غزة واتخاذ قرارات واضحة وحاسمة بشأن إنهاء الحصار.

وطالب الخضري، في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الخميس (11-3)، ينشر لاحقًا، القمة بالعمل من أجل حماية المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية من التهويد والتهديدات الصهيونية.

وأشار الخضري إلى أن الرواية الصهيونية المُضلِّلة حول حصار غزة بدأت تنحسر وتحل مكانها الرواية الفلسطينية الصادقة؛ ما أدى إلى تحقيق نوع من التوازن نتج منه تعالي الأصوات المطالِبة بمحاكمة قادة الاحتلال.

وفي سياقٍ متصلٍ أعلن عن قدوم عددٍ من السفن التضامنية تجاه غزة من موانئ تركيا واليونان وقبرص خلال شهر نيسان (أبريل) القادم، مشيرًا إلى أنه تم إحياء انتفاضة السفن بعد توفقها فترة بسبب منعها من قِبَل الاحتلال.

وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على ضرورة توحُّد الفصائل الفلسطينية من أجل العمل المشترك لمواجهة التحديات الصهيونية؛ بما فيها الحصار والعدوان و”الاستيطان”.

وفيما يلي نص المقابلة:

صمود أسطوري وفعاليات تضامنية

* بدايةً.. أعلنتم قبل أيام عن إطلاق سلسلة فعالياتٍ بمناسبة مرور ألف يوم على الحصار الصهيوني تحت عنوان “كفى ألف يوم حصارًا.. الحرية لغزة”.. ما الهدف منها؟! وإلامَ ترمي؟! وما أهم الفعاليات التي سيتم تنظيمها؟

** بداية.. مرور ألف يوم على الحصار يعني ألف يوم من المعاناة والألم والاستهداف الصهيوني للشعب الفلسطيني، وكذلك ألف من الصبر والصمود والثبات، ومن مواجهة كل هذه التحديات، وتحمُّل كل هذا الأذى الذي حلَّ بنا؛ فنحن نقول للأمة العربية والإسلامية وللمجتمع الدولي ولأحرار العالم: كفى ألف يوم من الحصار.. والحرية لغزة؛ فما حصل أثناء هذا الحصار شيءٌ خطيرٌ جدًّا.

أما بخصوص الفعاليات فستكون الفعالية الأولى -إن شاء الله- يوم الخميس القادم، وهي عبارة عن إيقاد ألف شمعة في “الجندي المجهول”، بالإضافة إلى عمل مسرحي لفرقة بلدنا التي سافرت اليوم مصر وقدَّمت عروضًا إمام البرلمان العربي.

كما سيتم تنظيم اعتصامٍ على معبر بيت حانون يوم الأحد القادم، سيشارك فيه أطفال ومصابون وحشد من المواطنين وشخصيات رسمية وشعبية؛ ليرى العالم أن هذا المعبر وأن الاحتلال هو المُحاصِر لشعبنا، وهو من يتحمَّل كل المسؤولية عما يجري؛ فنحن ذاهبون للاعتصام لنقول: افتحوا هذا البوابة إمام شعبنا، ولنبرهن للعالم أن الذي يمنع التواصل بين شطرَيْ الوطن، ويمنع حتى التواصل الاقتصادي، هو الاحتلال.

كما سنوجِّه دعوة إلى كل أبناء الشعب للحضور وإلى كل الفعاليات العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وأحرار العالم، لينظموا فعاليات في نفس الوقت في أماكن مختلفة في العالم، بالإضافة إلى وجود حملة إلكترونية يقوم عليها مجموعة من الشباب العرب والأجانب، وتحمل نفس المضمون: ألف يوم من الحصار والصمود.

موت بطيء

* بعد ألف يوم من الحصار.. هلا عرضت لنا بالأرقام التداعيات التي خلَّفها على مختلف الأصعدة؟

** لغة الأرقام مخيفة، ولا يمكن أن يصدقها أحد؛ فهناك أكثر من 80% من سكان القطاع تحت خط الفقر، و40% من الأيدي عاطلة عن العمل ليرتفع معدل البطالة عن 65%، و3500 مصنع وورشة وشركة مغلقة؛ ما يعني أن معدل دخل الفرد في غزة دولاران فقط؛ ما يدل على أن أكثر من مليون فلسطيني يعيشون على المساعدات.

وهناك 50% من أطفال غزة يعانون الأمراض بسبب سوء التغذية؛ لقلة الأدوية والمساعدات الإنسانية التي يتلقونها، و90% من مياه القطاع غير صالحة للشرب، كما أن مياه الشرب تنقطع عن 50% من سكان القطاع في الأسبوع الواحد أكثر من ثلاثة أيام، والكهرباء تنقطع عن أفضل بيت فيه مدة تصل إلى أكثر من ثماني ساعات، كما أن هناك 40 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ في مياه البحر دون معالجة، بالإضافة إلى أن الوضع التعليمي خطر جدًّا؛ فالاحتلال يمنع دخول المواد اللازمة للعمليات التعليمية من مواد بناء أو قرطاسية؛ فالعديد من المشروعات الحيوية في القطاع متوقف عن العمل تمامًا بسبب الحصار.

خير سفير لخير جليس

* في الأوان الأخير زار قطاع غزة العديد من الوفود المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.. ماذا جنى الشعب منها؟ وهل أسهمت فعلاً في تخفيف الحصار عن القطاع؟ وهل تتوقع في الأيام القادمة حركة نشطة للوفود الزائرة للقطاع؟

** زيارة الوفود إلى قطاع غزة مهمة جدًّا، وتكثيفها ضروريٌّ كذلك؛ فأي وفد يأتي غزة يخرج بانطباعات جوهرية؛ فهو يرى الصورة بحقيقتها دون أي خدوش؛ يرى صورة الصبر والمعاناة وما دمَّره الاحتلال، وصورة الاستهداف لكل مناحي الحياة، ويلمس حقيقة ما يجري ويشعر بحقيقة صمود هذا الشعب الصابر الصامد وبطولته في أرضه رغم ما حدث له.

فمن يأتي إلى هنا يخرج يقدِّم إلينا التحية، ويكونون سفراء لشعبنا، وينقلون إلى العالم معاناة الفلسطينيين وألمهم، وهذا يُحدث نوعًا من التغيير البنَّاء على الساحة العربية والدولية، ونحن نسمع ونرى أن هناك 45 نائبًا في الكونغرس الأمريكي يقومون بعملية كبيرة للضغط على أمريكا لتضغط على الاحتلال لرفع الحصار عن القطاع، ونرى كذلك حملات أوروبية في أكثر من عاصمة عربية ضد الحصار؛ فهذا الأمر كله مهم في تفعيل الدور.

فالزيارات والفعاليات أدوات مؤثرة جدًّا، وأدت إلى أن تصبح قضية الحصار قضية عالمية، ولكن حتى الآن لم يقم العالم بالخطوة الأخيرة نحو مقاطعة الاحتلال اقتصاديًّا وفرض عقوبات عليه بسبب مخالفته لكافة مبادئ القوانين الدولية واتفاقية جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ فما تقوم به يرتقي إلى العقوبة الجماعية للسكان، وهذا مخالف لكل القوانين.

سفن قادمة إلى غزة

* في الفترة الأخيرة واجهت الوفود البرية الزائرة لغزة منعًا من قِبَل السلطات المصرية وعد سماح بدخول القطاع إلا بعد شق الأنفس، فهل هناك نية لعبور تلك الوفود عن الطريق البحر بدل البر؟

** قضية سفن الحصار مستمرة، ولكن الاحتلال منعها واعتقل من عليها ونكَّل بهم ورحَّلهم؛ ما أدى إلى توقفها فترة، ولكن هذه الفعاليات ستعاد من جديد وبشكل أكبر؛ فهناك مجموعة من السفن قادمة إلى غزة في شهر نيسان (أبريل) القادم، وستنطلق من موانئ تركيا واليونان وقبرص والعديد من الدول لكسر الحصار واختراقه؛ فكل هذه الخطوات أمر مهم في إحياء انتفاضة السفن.

انقلب السحر على الساحر

* بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على الحصار.. ماذا تحقق خلال هذه الفترة السابقة؟

** الصورة اليوم كالتالي:

المقاومة المدنية والشعبية أخذت دورًا في مواجهة الحصار، واستطاعت إظهار معاناة الشعب، ونجحت في تجنيد أنصار لها من دول العالم؛ فنحن نرى اليوم أن الرواية الصهيونية المُضللِّة التي كانت تسود في العالم بدأت تنحسر، وحلت مكانها الرواية الفلسطينية الصادقة التي تنقل حقيقة ما يجري، وهذا من أهم ما تحقق فيما مضى؛ مما أدى إلى تحقيق نوع من التوازن، بعد أن كان هناك خللٌ في الشارع الغربي والأجنبي ضد القضية الفلسطينية؛ لأنهم كانوا يصوِّروننا وكأننا نحن من يعتدي؛ فصورة المعاناة اليوم واضحة، وصورة الجرائم الصهيونية باتت مكشوفة للعالم؛ فنتج من كل هذا وجود أصوات ومطالبات في أكثر من دول أوروبية بمحاكمة قادة الاحتلال.

كما أن صورة البطولة والفداء للشعب الفلسطيني لم تكن في مخيل أحد أن يراها.. كيف يصبر هذا الشعب ويصمد طوال أربع سنين رغم ما تعرَّض له؟!، ولكنه استطاع الصبر والابتكار وإيجاد وسائل لاستمرار الحياة ببعض الإمكانيات البسيطة، وهذا من إبداعات شعبنا.

وفي اعتقادي أن أهم صورة من هذا كله ثقتهم بالله وبأنهم هم المنتصرون وأصحاب الحق، ويقينهم بأنهم لن يركعوا ولن يتراجعوا وسيتقدَّمون دائمًا؛ فصاحب الحق يجب أن يكون في المقدمة؛ يرفع راية الحق خفاقة، وهذا أصبح واقعًا مُنجَزًا؛ فالكل الفلسطيني مستهدف، ومن ثم يجب أن يكون هناك توحُّد لمواجهة التحديات؛ فالوضع الفلسطيني في ظل الانقسام خطير، ولكن شعبنا هو البطل الحقيقي في هذه الملحمة.

مشهد محزن وآخر مفرح

* من خلال عملك كرئيس لجنة فك الحصار عن غزة.. ما المشاهد التي تعرضت لها؟ وكيف استطعت التغلب عليها؟

** رأينا مشاهد كثيرة، ولكن أكثر مشهد أثر فينا عندما كنا نقابل المرضى الممنوعين من السفر من قِبَل الاحتلال لأسباب واهية، وكانوا بعدها بأيام قليلة وبسيطة يتوفون.. كانت مؤثرة جدًّا فينا، مثل ليلي عليوة وغيرها، وكذلك صورة الأطفال الذين فقدوا أحد والديهم، فكان هذا شيئًا من الأشياء المؤثرة جدًّا.

قبل فترة اتصل بنا أصحاب صنع الدواء الوحيد في غزة، وقالوا لنا إن مصنعهم توقف عن العمل لمنع الاحتلال دخول المواد الخام له لفترة طويلة، ولا يوجد به أي نوع من الدواء آو المواد الخام التي يمكن تقديمها للناس أو للتصنيع، فقمنا بزيارة المصنع ودعونا جميع وسائل الإعلام وعقدنا مؤتمرًا داخله؛ ما آثار ضجة كبيرة، وتحرَّك الغرب وضغطوا على الاحتلال، وبالفعل رضخ وسمح بإدخال بعض المواد والمستلزمات لصناعة بعض الأدوية؛ ما أسهم في تخفيف المعاناة ولو بشكل بسيط في جانب من مناحي الحياة.

إنهاء الحصار أولاً

* من أهدافكم فضح الممارسات والانتهاكات “الإسرائيلية” للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، بعيدًا عن أي تجاذبات سياسية، ولكن الواضح أن الخلاف السياسي لا يزال يؤثر في ذلك،  مثل حادثة غولدستون.. كيف استطعتم التعامل مع هذا الأمر؟

** نح

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات