الإثنين 29/أبريل/2024

خبير: التطبيع بوابة لاختراق الاقتصاد العربي

خبير: التطبيع بوابة لاختراق الاقتصاد العربي

أكد رئيس اقتصاديِّي العالم الثالث البروفيسور يعقوب الكسواني أن التطبيع مع العدو الصهيوني جاء في غضون اتفاقيات تصب في ميزان القوي، مشددًا على أن “التطبيع الاقتصادي بمثابة اختراق للاقتصاد العربي وبوابة كبرى لذلك”.

وقال البرفيسور الكسواني -وهو أستاذ الدراسات العليا في “جامعة الشرق الأوسط”- في حوارٍ خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن صورة الكيان الصهيوني قد تشوَّهت في الغرب بسبب عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس” الشهيد محمود المبحوح”، مضيفًا أن صورة الكيان سيلحقها ضرر بالغ وأكبر إذا أحسن العرب والمسلمون اغتنام ذلك.

ولفت إلى “أن الكيان الصهيوني منذ وجوده في فلسطين يقوم بعمليات اغتيال مباشرة وغير مباشرة، وليس غريبًا عليه أن يقوم باغتيال أحد القادة الفلسطينيين”، معتبرًا أن “هذا دأبه وعادته الإجرامية”.

ودعا الكسواني “النظام العربي الرسمي والإعلام العربي خاصة إلى أن يغتنم هذه الحادثة الأليمة لفضح هذا الكيان الذي تحكمه عقلية العصابات والمافيات الإجرامية”، كما دعا “السلطة الفلسطينية” إلى وقف التنسيق مع الكيان الصهيوني، ووقف كافة أشكال التفاوض معه.

وقال: “من العيب أن يرتكب الاحتلال جريمة بحجم اغتيال المبحوح ثم يجلس بعض أبناء شعبنا مع الصهاينة بدعوى السلام المزعوم”.

وحول المصالحة الفلسطينية قال البروفيسور الكسواني: “المصالحة بين الفصائل قوة للجميع، وبين “فتح” و”حماس” قوة للطرفين” لكنه شدد على أهمية أن “تكون المصالحة في خدمة أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية والقومية والإسلامية؛ أولها تحرير الأرض والإنسان مع الحفاظ على الثوابت الفلسطينية”.

وحول تقييمه للدور المصري قال: “مع الأسف مصر حُيِّدت وأخرجت من معادلة الصراع العربي الصهيوني منذ كامب ديفيد، وأصبح تأثيرها هامشيًّا وفي مناسبات ضيقة”، ودعا مصر التاريخ والعروبة والإسلام إلى أن تتبنَّى القضية الفلسطينية من خلال إجراء المصالحة أولاً وتوحيد كلمة الشعب الفلسطيني، كما دعا القيادة المصرية إلى وقف بناء الجدار الفولاذي “الذي ألحق الأذى بصورة مصر العروبة والإسلام”.

وحول المخاطر التي تتعرَّض لها القدس قال الكسواني “إن دور الأمة يجب ألا يقتصر على الشجب والاستنكار، بل يجب على الأمة إنقاذ الأقصى الفعلي من التهام العدو، وأقل ذلك ترميم كل بيت في القدس وبناء مساكن للمقدسيين وتثبيتهم على أرضهم”.

ودعا الكسواني إلى “استخدام كل المنابر لإرغام الصهاينة على وقف التهويد والتهجير والإخلاء والهدم، بل والحفاظ على هويتها”، وأضاف أنه “على الرغم من التحديات التي تمر بها المدينة المقدسة فإن الإسهام المادي العربي في دعم القدس وأهلها بسيط إذا أخذنا في عين الاعتبار الإسهام الغربي والصهيوني العالمي الكبير في دعم الكيان الصهيوني الغاصب”.

وأشار إلى “أن كثيرًا من دولنا العربية قد فقدت مئات المليارات نتيجة انخفاض محافظها المالية في الأزمة المالية العالمية، وتمنينا لو أن جزءًا بسيطًا ذهب إلى دعم القضية الفلسطينية وتثبيت أهل القدس في مدينتهم المقدسة”.

وإليكم نص الحوار:

* نبدأ بحديث الساعة بشأن عملية اغتيال الكيان الصهيوني للشهيد المبحوح.. ما تقييمكم لما جرى؟

** الكيان الصهيوني منذ وجوده في فلسطين يقوم بعمليات اغتيال مباشرة وغير مباشرة، وليس غريبًا على هذا الكيان الغاصب أن يقوم باغتيال أحد القادة الفلسطينيين؛ فهو قد اغتال عشرات المجاهدين والقادة من قبله؛ ابتداءً بكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، والشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، والرنتيسي، وياسر عرفات، وغيرهم الكثير.

* ما آثار هذه العملية في نظرة الغرب إلى الكيان الصهيوني؟

** إن صورة الكيان الصهيوني قد تشوَّهت في الغرب، وسيلحقها ضرر بالغ في صورته إذا أحسن العرب والمسلمون اغتنام ذلك.

وأدعو النظام العربي الرسمي والإعلام العربي خاصة إلى أن يغتنم هذه الحادثة الأليمة لفضح هذا الكيان الذي تحكمه عقلية العصابات في العالم.

بل يجب أن تُشهِر في وجه هذا الكيان المحاكمات القضائية ليصبح قادته ملاحقين في كل دول العالم.

* على ضوء هذه الحادث الجلل.. إلامَ تدعو الفصائل الفلسطينية؟

** أنا أدعو أولاً إلى ألا يُنظَر إلى العملية نظرة فصائلية، ولكني أدعوهم إلى النظر إليها من زاوية اغتيال قيادي فلسطيني له وزنه وتأثيره؛ فهذا الكيان يستهدف كل حرٍّ ومناضلٍ.

وأقول إن القوى الفلسطينية يجب أن تتعامل مع هذا الكيان المغتصب للأرض بعيدًا عن الضغوط والعواطف والنظرة الفصائلية الضيقة، ثم أدعوهم إلى الوحدة والمصالحة؛ فهي المَخرَج من الانقسام الذي ألحق الأذى بنضال الشعب الفلسطيني وجهاده.

وبخصوص المصالحة بين الفصائل أقول إنها قوة للجميع، وبين “فتح” و”حماس” قوة للطرفين، لكن إن ثمة مصالحة على الأبواب؛ فيجب أن تكون في خدمة أهداف الشعب الفلسطيني الوطنية والقومية والإسلامية، وأولها تحرير الأرض والإنسان مع الحفاظ على الثوابت الفلسطينية.

* وماذا عن التنسيق الأمني بين السلطة والكيان الصهيوني؟

** أدعو “السلطة الفلسطينية” إلى وقف التنسيق مع الكيان الصهيوني، بل ووقف كافة أشكال التفاوض مع الكيان الغاصب؛ فمن العيب أن يرتكب الاحتلال جريمة بحجم اغتيال المبحوح ثم يجلس بعض أبناء شعبنا مع الصهاينة بدعوى السلام المزعوم.

* في ظل هذه الأجواء التي يقابل فيها الاحتلال اليدَ العربية الممدودة للتسوية بعملية اغتيال من هذا النوع نرى البعض يصر على التطبيع الاقتصادي والسياسي كذلك.

** سبق أن عارضنا التطبيع مع الكيان الصهيوني من حيث المبدأ؛ لأن التطبيع الصهيوني مطلبٌ أمريكيٌّ وصهيونيٌّ، والأمريكان عملوا على تسهيل التطبيع الاقتصادي والسياسي حتى قبل اتفاقيات وادي عربة وكامب ديفيد.

وينبغي أن يدرك المطبِّعون كافة أن التطبيع جاء في غضون اتفاقيات تصب في ميزان القوي، وأن التطبيع الاقتصادي مع العدو الصهيوني بمثابة اختراق للاقتصاد العربي وبوابة كبرى لذلك.

* يطالب كثير من الغيورين مصرَ بالتحرُّك لنجدة الشعب الفلسطيني.. ما رأيكم في الدور الذي تقوم به مصر؟

** مع الأسف مصر حُيِّدت وأخرجت من معادلة الصراع العربي الصهيوني منذ كامب ديفيد، وأصبح تأثيرها هامشيًّا، وفي مناسبات ضيقة، والمطلوب من مصر التاريخ والعروبة والإسلام أن تتبنَّى القضية الفلسطينية من خلال إجراء المصالحة أولا وتوحيد كلمة الشعب الفلسطيني.

كما يفترض على مصر أن تقوم بدور يتناسب مع تاريخها وعراقتها وبدور يليق بانتماء الشعب الفلسطيني وحبه وتضحيته من أجل فلسطين، كما أدعو مصر إلى وقف بناء “الجدار الفولاذي” الذي ألحق الأذى بصورة مصر العروبة والإسلام.

* القدس تهوَّد وكثيرٌ من العرب لا نراهم إلا شاجبين مستنكرين، هذا إذا تحدثوا.. ما تقييمكم للدعم الاقتصادي العربي والمادي لصمود أهل القدس؟

** القدس لها مكانة متميزة في قلب كل عربيٍّ ومسلمٍ، ودور الأمة لا يجب أن يقتصر على الشجب والاستنكار؛ فيجب على الأمة إنقاذ الأقصى من التهام العدو، وأقل ذلك ترميم كل بيت في القدس وبناء مساكن للمقدسيين وتثبيتهم على أرضهم، بل يجب استخدام كل المنابر لإرغام الصهاينة على وقف التهويد والتهجير والإخلاء والهدم، بل والحفاظ على هويتها، ونحن كعرب ومسلمين يجدر بنا ألا نعترف بقدس شرقية وأخرى غربية.

وعلى الرغم من التحديات التي تمر بها المدينة المقدسة فإن الإسهام المادي العربي في دعم القدس وأهلها بسيط إذا أخذنا في عين الاعتبار الإسهام الغربي والصهيوني العالمي الكبير في دعم الكيان الصهيوني الغاصب.

وأقول إن كثيرًا من دولنا العربية فقدت مئات المليارات نتيجة انخفاض محافظها المالية في الأزمة المالية العالمية، وتمنينا لو أن جزءًا بسيطًا ذهب إلى دعم القضية الفلسطينية وتثبيت أهل القدس في مدينتهم المقدسة، والفلسطينيون يحتاجون اليوم إلى دعم يناسب مع حجم الحصار القاسي المفروض عليهم ويتناسب مع تضحياتهم وثباتهم في وجه الكيان الصهيوني الغاصب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات