الإثنين 29/أبريل/2024

الرشق: على الإخوة بدبي أن يتفهَّموا حقنا في متابعة التحقيق

الرشق: على الإخوة بدبي أن يتفهَّموا حقنا في متابعة التحقيق

دعا عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” السلطات في دولة الإمارات العربية إلى إشراك الحركة في التحقيقات الجارجية في قضية اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح، موضحاً أن التحقيقات في هذه القضية لن تكتمل صورتها الحقيقية دون هذا التعاون المشترك، “وأن على الإخوة في الامارات أن يتفهموا منطق الحركة وحقها في متابعة التحقيقات”.

وبشأن صفقة الجندي الأسير لدى المقاومة غلعاد شاليط، أوضح الرشق في حوارٍ له مع جريدة “السبيل” الأردنية نشر اليوم الأحد (21-2)؛ أن الملف يشهد حالةً من الجمود في الوقت الراهن؛ بسبب ما وصفها بعقلية الغطرسة للحكومة الصهيونية، مشيرًا إلى أن حكومة نتنياهو تراجعت عن عدد من القضايا التي تمَّ الانتهاء منها خلال المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط الألماني.

وفي آخر مستجِدَّات قضية اغتيال القيادي في الحركة الشهيد محمود المبحوح، بيَّن الرشق أن “حماس” لا تزال تحاول مع السلطات في دبي لإشراكها في التحقيقات، لافتًا إلى أن “القضية لن تكتمل صورتها الحقيقية دون هذا التعاون المشترك”.

وحول آخر تطورات قضية اغتيال المبحوح ومستجِدَّاتها في دبي قال: “ما كشف عنه مؤخرًا يؤكِّد ما سبق أن ذكرناه وأكدناه، بأن “الموساد” الصهيوني هو المتَّهم المباشر في الجريمة، ونعتقد أنَّ السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة هي المعنية بملاحقة القتلة بكل الوسائل الممكنة؛ فالجريمة تمَّت على أرضها، ومن نفَّذها انتهك سيادتها، وعرَّض أمنها القومي للخطر”.

وأضاف: “نحن حاولنا -ولا نزال- السعي إلى التواصل مع الإخوة في الإمارات عبر القنوات الدبلوماسية لنشارك في التحقيقات، وأن نكون قريبين منها، فالشهيد قائد في الحركة، و”حماس” هي أيضًا وليَّة الدم لهذا القائد، ومن ثم من حقنا ومن مصلحة الجميع أن تكون الحركة مشاركةً بالصورة المناسبة”.

وشدَّد الرشق على أن “التحقيقات في هذه القضية لن تكتمل صورتها الحقيقية دون هذا التعاون المشترك”، لافتًا إلى أن هناك تحقيقاتٍ تتمُّ في الإمارات، وهناك تحقيقاتٌ تقوم بها حركة “حماس” لاستكمال الصورة، “والحركة شكَّلت لجنة تحقيق على مستوى عالٍ؛ لمحاولة معرفة خلفيات وتفاصيل تنفيذ “الموساد” للعملية وكيفيتها”.

وحول طلب “حماس” من الإمارات الاشتراك في التحقيق، قال الرشق: “إلى الآن لم نحصل على نتيجة، وكما قلت لا نزال نحاول، لكن بالصورة الهادئة والقنوات الدبلوماسية، ولا نريد أن يكون هناك ضجيجٌ إعلاميٌّ على هذه القضية، وعلى الإخوة في الإمارات أن يتفهَّموا منطق الحركة وحقها في المطالبة بمتابعة التحقيق، وهم قالوا إنهم يتعاملون مع “السلطة الفلسطينية” وسفارتها، ونحن لا نريد أن ندخل في متاهة السلطة والسفارة”.

وبخصوص الجدل الدائر بشأن اعتقال فلسطينيين على صلة بقضية الاغتيال قال القيادي في “حماس”: “نحن اتَّهمنا “الموساد” الصهيوني وحكومة العدو الصهيوني بهذه الجريمة بشكل أساسي، ولن نوجِّه إصبع الاتهام إلى أية جهة أخرى، وكون أنَّ هناك عملاءَ استخدمهم أو استفاد منهم “الموساد” أو قدَّموا مساعداتٍ له في تنفيذ جريمته، هذا لا يغيِّر من الحقيقة بأن “الموساد” هو وراء جريمة الاغتيال”.

وبخصوص مستجدات ملف صفقة التبادل أوضح الرشق أن “موقف نتنياهو هذا لا ينمُّ عن جدِّيَّة حقيقية في التعامل مع هذا الملف، وهو يعبِّر عن توتر وغطرسة، والجمود الحالي في صفقة تبادل الأسرى مردُّه إلى هذه العقلية المتغطرسة، وعقلية التطرُّف التي تحكم حكومة العدو “الإسرائيلي” بقيادة نتنياهو وليبرمان، ومحاولتهما إفراغ الصفقة من مضمونها لن يساعد على إنجاز صفقة سريعة، وأقول دون الدخول في التفاصيل: إن الجمود الحالي يتحمَّل مسؤوليته المباشرة نتنياهو؛ لأنَّ هناك تراجعًا عن عدد من القضايا التي تمَّ الانتهاء منها من خلال مفاوضات غير مباشرة من خلال الوسيط الألماني، وهم وضعوا الوسيط الألماني في موقف حرج؛ لأن ما تمَّ إنجازه والانتهاء منه كان بالتوافق ما بين الطرفين، وقد يكون نتنياهو حاول في آخر لحظة أن يفرغ الصفقة من مضمونها، وحاول أن يتشاطر ويتذاكى وأن يسوِّق نفسه بأنه استطاع أن يضغط في الصفقة لتتلاءم مع رؤيته”.

أما بشأن المصالحة الفلسطينية فقد أكد الرشق أن “تصريحات قادة “حماس” طابعها الأمل وليس التفاؤل، نرجو أن نكون دائمًا متفائلين، لكنْ في هذه القضية نحن نأمل أن تتم المصالحة في أسرع وقت.. هناك جهودٌ وحراكٌ عربيٌّ دفعنا باتجاهه، وحاولنا أن يكون هناك جهدٌ عربيٌّ من خلال الجولة التي قمنا بها لمساعدة الأطراف الفلسطينية والراعي المصري على الخروج من الزاوية الضيِّقة التي وصل إليها الملف، غير أن هناك جمودًا وتمترسًا في المواقف”.

وأشار إلى أن “حماس” ترى أن من حقها الطبيعي أن تتم مراعاة ملاحظاتها في الورقة المصرية؛ “لأن هذا ما اتفق عليه، وتعتبر أن ملاحظاتها رئيسية ومهمة لا هامشية أو جانبية، ومن ثم تمسَّكت الحركة بها؛ لأنها معنية بالحفاظ على المسار السياسي الصحيح للشعب الفلسطيني، وحريصة على أن يكون هناك قدرة على الحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني، وحاليًّا هناك وعود ببذل جهود عربية من أجل المساعدة في إنجاز هذه المصالحة، نأمل أن تكلَّل بالنجاح، لكن لا أستطيع التكهُّن بأنها ستنجح أو لا تنجح، ونأمل أن يتحقَّق شيء قبل القمة العربية المقبلة، ولكن حتى الآن لا يوجد أي نوع من المرونة لدى الأطراف الأخرى”.

وحول التلويح الصهيوني بعدوان جديد على غزة قال الرشق: “التلويح بالعدوان سمةٌ صهيونيةٌ مستمرةٌ، والعدوان حقيقةً لم يتوقف بأشكال مختلفة يتصاعد ويهبط، ويزيد وينقص، أما التهديد بمعركة جديدة على القطاع؛ فموقفنا في الحركة أننا لا نستدرج حربًا، ولا نريد حربًا جديدة على القطاع؛ فغزة لم تخرج من آثار العدوان “الإسرائيلي” السابق، ولا يزال هناك مشرَّدون، وبيوت مهدمة لم يتم إعمارها”.

وختم الرشق حديثه بقوله: “لا نتمنَّى حربًا جديدةً، ولكن إن فرضت هذه الحرب فكما صمد شعبنا الفلسطيني وكما صمدت حركة “حماس” وقوى المقاومة الفلسطينية؛ سيصمدون مجددًا أيضًا، ولا خيار لهم إلا الدفاع المستبسل عن الأرض”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات