الإثنين 29/أبريل/2024

نائب سوري: الدمار في غزة فاق كل التصوُّرات

نائب سوري: الدمار في غزة فاق كل التصوُّرات

أكد محمد خير عبد اللطيف الزغبي عضو “مجلس الشعب السوري” أن زيارة النواب العرب إلى قطاع غزة كانت من المفترض أن تتم منذ زمن، ولكنها جاءت متأخرة، مبينًا أن الزيارة تولَّدت لدى اجتماع اللجنة التنفيذية في عُمان منذ حوالي شهر.

وأكد الزعبي -الذي يزور قطاع غزة ضمن وفد النواب- في حوارٍ خاصٍّ مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الثلاثاء (16-2)؛ أن ما رآه في غزة فاق كل التصوُّرات والتوقُّعات، وفاق حتى ما فعلته النازية، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني لا يسأل ولا يفكر في “الأمم المتحدة” ولا في القوانين الدولية.

وعن أهداف الزيارة أكد البرلماني السوري أن هدفها هو الاطلاع على واقع التدمير الذي عاشه أهل غزة، وللتعبير عما تكنُّه الشعوب العربية في كافة أقطارها للشعب الفلسطيني في غزة ومساندتها إياه بلا حدود.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تولَّدت لديكم فكرة زيارة قطاع غزة؟

** كان يفترض أن نقوم منذ زمن بزيارة غزة؛ لما لها علينا من حقٍّ وواجبٍ، وهي أوفت بعهدها بالدفاع عن الشعب والقضية الفلسطينية، كيف لا وهي التي استطاعت أن تدمِّر العدو وتدمِّر غزوه رغم أنه كان معززًا بأعتى أنواع الأسلحة والطائرات، لكنها من خلال الإرادة الصلبة استطاعت أن تحطم صورة هذا العدو الذي يزعم أنه لا يُقهَر.

تولَّدت فكرة الزيارة أثناء اجتماع اللجنة التنفيذية في عُمان منذ حوالي شهر، ونعلم أننا تأخرنا قليلاً، وعلى أية حال أن تصل متأخرًا خيرٌ من ألا تصل.

* ما رأيك فيما رأيتموه في غزة من دمار وحصار؟

** ما رأيناه حقيقةً فاق كل التصوُّرات والتوقُّعات، وفاق حتى ما فعلته النازية، وهم (الصهاينة) من يدَّعون أنهم من تحطَّموا على يد النازية، وهذا طبعًا مجرد كلام فارغ؛ لأنه لم يكن بمثل هذا الأمر.

وهم لا يسألون ولا يفكرون لا في “الأمم المتحدة” ولا في القوانين الدولية ولا في حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتحوَّلوا إلى أناسٍ رُعَناء جداً وهم طائشون، بل فاق طيشهم كل ما هو مُتصوَّر، وهم يتمادَون في ذلك أيضًا بتهديد سورية وجنوب لبنان، لكن ذهب الزمن الذي كان يُهزَم فيه العرب، وجاء الزمن الذي تُكسر فيه الصهيونية، وما فعلته المقاومة في جنوب لبنان والمقاومة في غزة لهو أكبر شاهد ودليل على ذلك.

* كيف وجدتم تعامل السلطات المصرية بدخولكم غزة؟ وكيف تنظرون إلى إغلاق مصر معبر رفح أمام المرضى والطلاب؟

** نحن شاهدنا تسهيلات غير مسبوقة، وبصفتنا نوابًا كان لنا مثل هذه التسهيلات، ولكننا نأمل أن تكون مثل هذه التسهيلات للمواطنين في غزة؛ لأنهم يعانون، ونتمنَّى أن تعود مصر كما كانت حاضنة لكل العرب.

* ما شعورك لدى دخولك قطاع غزة؟

** حقيقةً.. شعور لا يوصف؛ فقد هزَّ وجداني، وكنت لا أكاد أصدق أنني في غزة، ونحن تعايشنا مع غزة ثانية بثانية في سورية، وكما تعلم أن قدَر سورية أن تكون المقرَّ العام للمقاومات العربية، بالإضافة إلى أنه تربطني بالأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” علاقة قوية، سيما أنني كنت استضفته في محاضرات في الثقافة، وكل المقاومات العربية هي الآن في سورية، وتتحمَّل سورية ما تتحمَّل، لكن هذا قدَرنا وديدننا دائمًا المقاومة والصمود والوقوف إلى جانب الشعب العربي المظلوم والمهضوم حقُّه كما الآن في غزة والقدس؛ لأن غطرسة العدو الصهيوني فاقت كل ما هو ممكن.

فالآن يحاولون ضرب إيران بحجة الأسلحة النووية؛ علمًا أن الكيان الصهيوني يملك منذ سنوات أكثر من 200 رأس نووي؛ فسبحان الله!.. هؤلاء لهم الحق في امتلاك السلاح النووي للحرب والعدوان، وغيرهم لا يحق له الطاقة النووية لاستخدامها في الأغراض السلمية.. هذا هو العالم؛ شريعة الغاب تتحكم، والحق -كما يقال- مع القوة، ووقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الكيان الصهيوني لهو الشاهد النموذج في ذلك.

* كيف كنتم تتوقعون غزة؟

** كنت أتوقع أن أجد الدمار، ولكن ليس بهذا الحجم كما كنت أتابع، ولكن ما لمسته اليوم هو الإرادة الصلبة؛ إرادة الإنسان الفلسطيني، البناء يُعدَّل ويُرمَّم، ولكن الإرادة يجب أن تكون موجودة؛ فالذي يمتلك الإرادة الصلبة هو الشعب الفلسطيني العصي على الاحتلال والكسر، والعرب تعرَّضوا لاحتلالات كثيرة وتحرَّروا، وهكذا سوف تتحرَّر فلسطين بإذن الله، ولا نقول ذلك من باب المجاملة ومن باب التغني؛ فما دمنا نمتلك مثل هؤلاء الشباب في قطاع غزة فإنه لا خوف على فلسطين وقضيتها طال الوقت أو قصر.

* ما أهدافكم من هذه الزيارة؟ وهل لها ما بعدها؟

** هدفها الاطلاع على واقع التدمير الذي عاشه أهل في غزة، والتعبير عما تكنُّه الشعوب العربية في كافة أقطارها للشعب الفلسطيني في غزة ومساندتها إياه بلا حدود.

وبالنسبة إلى سورية فهي مع غزة لحظة بلحظة ولا نبخل لا على غزة ولا على كل المقاومات العربية، ونفتخر بذلك رضي الطامع أم لم يَرْضَ.

* كيف تنظر إلى غزة وإلى زيارتك لها الآن وهي بدون تيار كهربائي؟

** نعم أنا سألت عن ذلك لدى دخولي القطاع، وأقول إننا سننقل ما رأيناه بشكل صادق ومعبِّر إلى برلماناتنا العربية التي يجب أن تكون متحسسة بطبيعة الحال؛ لأنها هي الممثلة للشعب العربي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات