إيران والمقاومة الفلسطينية
صحيفة البيان الإماراتية
ما سبب القطيعة بين قيادة السلطة الفلسطينية وإيران؟
من المفهوم أن تتجاوب أنظمة حاكمة عربية مع دعوة الولايات المتحدة إلى إقامة اصطفاف عربي رسمي ضد إيران، بهدف تحويل الانتباه العربي من الاحتلال الإسرائيلي وقضية التحرر الوطني الفلسطيني، إلى «الخطر الإيراني الأكبر». ولكن كيف نفهم انضمام السلطة الفلسطينية التي تتمثل فصيل «فتح»، إلى هذا الاصطفاف الذي يراد من ورائه قتل القضية الفلسطينية؟
خلال الأسبوع قال أحد قادة السلطة الفلسطينية إن مأخذهم على إيران هو أنها تدعم حركة «حماس». وهذا تبرير أقل ما يقال عنه إنه غريب.
أجل، إن السلطة الإيرانية تدعم حماس بالسلاح والمال، لأنها فصيل يتبنى ويطبق نهج المقاومة ضد احتلال أجنبي استيطاني، مما يتطابق تماماً مع السياسة الإيرانية تجاه قضية الشعب الفلسطيني. وبتحكيم المنطق البسيط، فإن الأجدر بقيادة فتح هو أن تتقدم بالشكر إلى إيران، عوضاً عن مقاطعتها سياسياً. لكن يبدو أن المسألة ليست بهذه البساطة. فقيادة السلطة الفلسطينية يبدو أنها ضد نهج المقاومة من حيث المبدأ.
وعندما تسلم رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) منصبه قبل بضع سنوات، فإنه أعلن على الملأ أن على رأس أولوياته «إزالة العسكرة» عن الانتفاضة، وبالتالي تجريد فصائل المقاومة من السلاح. ومن ثم لم يمض طويل وقت حتى دخلت قيادة السلطة وأجهزتها في ترتيب أمني، يقضي صراحة باعتبار فصائل المقاومة تنظيمات إرهابية. ومنذ ذلك الحين لا تزال قوات السلطة متفرغة لمطاردة الفصائل وقمعها، بعد تلقيها تدريبات أمنية متقدمة تحت إشراف الجنرال دايتون مندوب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في غضون الأيام القلائل الماضية، حدث لقاء في شرم الشيخ على هامش قمة عدم الانحياز، بين كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية د. صائب عريقات ووزير خارجية إيران منوشهر متكي. كان اللقاء الأول من نوعه منذ 15 عاماً، أي منذ قيام السلطة الفلسطينية في عام 1994. والسؤال الذي يطرح هو: هل يمكن اعتبار هذا اللقاء مقدمة لزوال القطيعة الفلسطينية لإيران؟
أغلب الظن، لا. فمقاطعة إيران والسعي لعزلها أمران يدخلان في إطار الأجندة الأميركية الإسرائيلية، الرامية إلى استئصال المقاومة الوطنية، ليس في فلسطين فحسب، بل أيضاً في لبنان. وهي أجندة سوف تظل السلطة الفلسطينية ملتزمة بها، طالما بقيت تعتبر أن إيران ترتكب إثماً عظيماً بدعمها الشامل للمقاومة التي تمارسها حركة حماس وفصائل أخرى.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لقاء قيادي يضم قادة حماس والجهاد والجبهة الشعبية
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت حركة حماس في تصريح صحفي، السبت، أنّ قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية عقدت لقاء مهمّاً، في ظل...
في ظل تواصل الاحتجاجات.. مجلس جامعة كولومبيا يدعو للتحقيق مع الإدارة لاستدعائها الشرطة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام صوت مجلس جامعة كولومبيا لصالح قرار يقضي بالتحقيق مع الإدارة التي استدعت الشرطة، بينما واصل الطلاب في الجامعات...
القسام تعرض تسجيلاً مصوراً جديداً لأسيرين لديها يطالبان حكومتهم بإتمام صفقة للتبادل
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام عرضت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، مقطعاً مصوراً لأسيرين لديها يطالبان حكومة نتنياهو بإتمام...
مئات الآلاف من البريطانيين يلبون نداء المظاهرة الوطنية للتضامن مع غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام شارك مئات الآلاف من البريطانيين في المظاهرة الوطنية ال13 للتضامن مع غزة، استجابة لدعوة التحالف الوطني للتضامن مع...
تسرب مياه الصرف الصحي ينذر بانتشار الأوبئة في غزة.. والاحتلال دمّر معظم الآبار في شمالها
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إنّ تسرب مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات المختلفة، قد يؤدّي إلى انتشار الأوبئة...
برلمانيون من أجل القدس: نقف بحزم أمام انتهاكات إسرائيل في غزة
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام طالب مشاركون في مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" في إسطنبول، بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والوقوف بحزم أمام...
مسؤول أممي: إزالة الأنقاض في غزة قد يستغرق 14 عامًا
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قدّرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته بـ37 مليون طن في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الكميات...