الأحد 19/مايو/2024

الدكتور محمد حنوّن يتحدث لـالمركز الفلسطيني للإعلام عن الأهمية التاريخية لمؤتمر

الدكتور محمد حنوّن يتحدث لـالمركز الفلسطيني للإعلام عن الأهمية التاريخية لمؤتمر

هي فعالية فلسطينية ضخمة، ستستضيف حشداً من القيادات والشخصيات البارزة من داخل فلسطين ومواقع الشتات، وتشارك فيها وفود الفلسطينيين من أنحاء القارة الأوروبية. وستكون مدينة ميلانو الإيطالية، محطتها الجديدة، في الثاني من أيار (مايو) المقبل، حيث تنهمك فيها اللجان التحضيرية المحلية، بالتعاون مع اللجان التحضيرية القارية في التجهيز للحدث الكبير.

إنه مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع، الذي يوشك على الانعقاد في ميلانو، وسط اهتمام كبير، حيث تحضره وفود من آلاف الفلسطينيين، رافعين شعار “العودة حق، لا تفويض ولا تنازل”.

في الحوار التالي، يتحدث الدكتور محمد حنون، رئيس التجمع الفلسطيني في إيطاليا، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، عن هذه الفعالية الضخمة، التي تنظمها الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والتجمع الفلسطيني في إيطاليا، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأخرى .

وفي ما يلي نصّ الحوار الذي أجراه “المركز الفلسطيني للإعلام” مع الدكتور محمد حنّون، رئيس التجمّع الفلسطيني في إيطاليا.

 

المؤتمر .. الوقائع .. والضيوف

ـ لنبدأ بضيوف المؤتمر السابع لفلسطينيي أوروبا، فمن هم لهذا العام؟ وما أبرز وقائعه كذلك؟

الدكتور محمد حنّون: تضمّ قائمة كبار الضيوف والمتحدثين في المؤتمر، أسماء عدة من الداخل الفلسطيني وتجمّعات اللجوء والشتات، علاوة على قادة الجاليات والمؤسسات والتجمعات الفلسطينية في أوروبا.

فالمؤتمر سيستضيف بإذن الله الشيخ رائد صلاح، والأب مانويل مسلم، راعي كنيسة الروم الكاثوليك في غزة، والنائب الدكتور مصطفى البرغوثي، والدكتور سلمان أبو ستة، الأكاديمي الفلسطيني المختص في شؤون اللاجئين، والدكتور أسامة الأشقر، رئيس الحملة الأهلية للقدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، والإعلامي البارز غسان بن جدو، والمخرج وليد سيف، الذي اشتهر بإخراجه مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، والأكاديمية الفلسطينية الدكتورة زينات أبو شاويش، والدكتور محمد سالم، الأمين العام لتجمّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا.

وبالإضافة إلى فعالياته وفقراته المنوّعة؛ يتضمن المؤتمر ندوتين موسعتين، ستكون إحداهما لبرلمانيين أوروبيين وشخصيات عامة ومسؤولي مؤسسات أوروبية، تناقش مرتكزات القضية الفلسطينية وأبعادها انطلاقاً من شعار المؤتمر، علاوة على تناولها لقضايا الساعة ومستجداتها، وسبل تطوير العمل الفلسطيني العام في أوروبا .

ومن بين أعمال المؤتمر كذلك عدد من ورش العمل التخصصية، التي تجتذب الشباب والنساء والقطاعات النقابية الفلسطينية في أوروبا، علاوة على الناشطين في المجتمع المدني الأوروبي. كما تشمل فعاليات المؤتمر رسائل الوفود وكلمات ممثليها، ومنتديات الحوار والتنسيق، والمعارض الموسعة، والفقرات الفنية من التراث الفلسطيني. ومن المتوقع أن تصدر عن المؤتمر وثيقة عامة بمثابة إعلان باسم الوفود المشاركة .

ويُقام ضمن وقائع المؤتمر السابع لفلسطينيي أوروبا، معرض الكاريكاتير الدولي عن غزة، ويشارك فيه أكثر من مائة فنان كاريكاتير من شتى قارات العالم، يجسِّدون حالة العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع وما تخلله من صمود ومقاومة من جانب الشعب الفلسطيني.

 

ـ حسناً؛ ولكن لماذا اختيرت إيطاليا تحديداً لانعقاد المؤتمر السابع لفلسطينيي أوروبا؟

حنّون: لقد دأب مؤتمر فلسطينيي أوروبا على التنقل في انعقاده من دولة أوروبية إلى أخرى، وهذا لا شكّ أمر حميد، ليكرِّس طابعه القاريّ، وليحقق تواصله العميق مع الشتات الفلسطيني على امتداد القارّة. وقد طلبنا في إيطاليا، من الأمانة العامة للمؤتمر، استضافته لدينا منذ عدة أعوام، لكنّ الجاليات الفلسطينية في البلدان الأوروبية تتسابق في الواقع لاستضافته، وهكذا جاء موعدنا في العام 2009.

لقد تمّ عقد المؤتمر حتى الآن في بريطانيا، وألمانيا، والنمسا، والسويد، وهولندا، والدانمرك، ثم آن أوان إيطاليا. وأنا على ثقة أنّ المؤتمر سيُعقد يوماً ما في مدينة فلسطينية، لعلّها يافا أو حيفا أو عكا أو الناصرة أو القدس الشريف، فهذه مسألة وقت إن شاء الله.

وفي الحقيقة؛ فإنّ لنا في إيطاليا شرف استضافة المؤتمر لهذا العام، وبهذا الانعقاد تتضافر الجهود وتتواصل التجارب، وهذا يمنحنا المزيد من العزم على مضاعفة جهودنا وتطوير أدائنا في الساحة الإيطالية، حتى تلقى قضيتُنا أصداءها، ويحفها التأييد من شتى قطاعات الشعب الإيطالي الصديق .

 

انعقاد كبير بأهمية ذات وزن تاريخي

ـ وما أهمية تجربة مؤتمرات فلسطينيي أوروبا كما تراها؟

حنّون: ابتداءً لا يمكن فصل الشتات الفلسطيني في القارة الأوروبية عن شعب فلسطين، هذا الشعب الذي هُجِّر من أرضه ودياره، وتوزّع قسراً على مخيمات اللاجئين وبلدان الجوار، وصولاً إلى أقاصي الدنيا، بما فيها أوروبا.

وإذا كانت هناك نكبة قد وقعت وما زالت حاضرة في الوعي وملموسة الآثار؛ فإنّ الشعب الفلسطيني في كافة مواقع انتشاره قد تمسّك بقضيّته الكبرى، وحافظ على آصرة الانتماء لتاريخه وحاضره ومستقبله.

من هنا ينبع أحد مكامن الأهمية التي تمثلها مؤتمرات فلسطينيي أوروبا. فعندما يخرج الفلسطينيون من بلدان الشتات الأوروبي ليعلنوا أمام العالم أجمع، أنّ تشبّثهم بحق العودة غير القابل للمساس، وليؤكدوا حرصهم على خدمة القضية العادلة وبذل أقصى الجهود لصالحها، فإنها لا شكّ رسالة ذات وزن تاريخي وأهمية عميقة في معادلة الصراع على فلسطين .

ربما لاحظ كثيرون، أنّ هذه مؤتمرات فلسطينيي أوروبا تُعَدّ تجربةً فريدة لم تتسنّ على هذا النحو حتى لمواقع الشتات الفلسطيني الأخرى، لظروف موضوعية حالت دون نهوض تجارب شبيهة، دون أن ينقص ذلك من إرادة الفعل والمساهمة في الشأن الفلسطيني العام من جانب قطاعات شعب فلسطين في شتى أماكن الانتشار .

من جانب آخر؛ فإنّ ما يلفت الانتباه أيضاً؛ أنّ مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، حملت شعارات عميقة المغزى وفائقة الدلالة، عبّرت عن ثوابت القضية الفلسطينية، وواكبت متغيِّراتها، وتصدّت للتحدِّيات المتجددة.

أهمية أخرى تتمثل في دلالة الانعقاد المنتظم عاماً بعد آخر. فهذا الانعقاد المتلاحق كل عام بانتظام وبنجاح كبير، هو بحمد الله تعالى ثم بجهود الفلسطينيين في عموم الشتات الأوروبي؛ تجسيد للتفاعل الإيجابي من الوفود الفلسطينية المشاركة من شتى بلدان أوروبا.

أهمية أخرى تتمثل في هذه المؤتمرات، من خلال تواصل فلسطينيي أوروبا في ما بينهم على مستوى قاري، وكذلك بينهم وتجمّعات الفلسطينيين في الوطن والشتات أيضاً. فهناك حضور مستمر لضيوف ومحاضرين وممثلي أطر ومؤسسات فلسطينية من خارج القارّة أيضاً، بما في ذلك الوطن المحتل بشتى بقاعه المحتلة سنة 1967 و1948. أي أنّ الجدر العنصرية والأسلاك الشائكة لم تفلح في تمزيق نسيج الشعب الواحد .

وهناك جانب آخر من الأهمية، يتحقق من خلال حجم التفاعل الأوروبي. ويكفي مثلاً أن نشير إلى أنّ مضامين المؤتمرات السابقة جاءت بالعديد من اللغات الأوروبية الحيّة، عبر كلمات تضامنية ومحاضرات ومساهمات، ألقاها مسؤولون بارزون، وشخصيات عامة، وقياديون وناشطون، ومثقفون وفنانون؛ تفاعلوا بإيجابية لافتة مع قضية الشعب الفلسطيني وحقّ العودة.

هذه بعض مكامن الأهمية، مع الإقرار بأنّ ذلك لا يشكل سوى غيض من فيض الأهمية والدلالات والتأثيرات والأبعاد التي حملتها هذه المؤتمرات الكبرى، والتي كان آخرها مؤتمر كوبنهاغن، حيث اجتمع عشرة آلاف فلسطيني على صعيد واحد قادمين من شتى أرجاء القارة الأوروبية.

 

في خدمة مشروع العودة الفلسطيني

ـ لكن .. ألا يمكن أن يُقال بالمقابل: ما الذي حققتموه خلال سنة بأكملها؟ هل هذه مجرد مؤتمرات وتنفض؟ ماذا عن العمل الفعلي على الأرض؟

حنّون: المؤتمرات هي شكل من أشكال العمل الفعلي على الأرض. وكما أنّ الهجمة على فلسطين بدأت بمؤتمرات صهيونية قبل أكثر من مائة سنة، فإنّ مشروع العودة الفلسطيني يحتاج إلى توظيف كل الأدوات المتاحة بين يديه، بما في ذلك عقد المؤتمرات، لكن دون الاكتفاء بذلك بالطبع.

أما الذي تحقّق خلال سنة فكثير في الواقع. فإذا كانت قضية فلسطين شهدت محطات كبرى خلال سنة خلت، فإنّ الفلسطينيين في أوروبا سجّلوا تفاعلاً غير مسبوق في طبيعته وحجمه ووتيرته مع هذه التفاعلات.

لنأخذ مثلاً سفن كسر الحصار التي انطلقت من أوروبا، أو التفاعل الهائل مع الحرب العدوانية على غزة الذي أبداه فلسطينيو الشتات الأوروبي والجاليات الإسلامية والعربية بالإضافة إلى قطاعات شعبية واسعة في أوروبا. وطبعاً لا ننسى أنّ ستينية النكبة قد شهدت فعاليات ضخمة في أنحاء أوروبا جعلت مهمة تسويق رواية الاحتلال عن واقعة النكبة صعبة أو مستحيلة تقريباً.

هناك تفاصيل كثيرة يمكن الإشارة إليها، لكن الخلاصة العامة لذلك هي أنّ فلسطينيي أوروبا حاضرون اليوم في المشهد، وأكثر من أي وقت مضى.

ولا بدّ من أن نعي أهمية ما يمثله مؤتمر فلسطينيي أوروبا، باعتباره منصّة موسعة تستقطب أطيافاً فلسطينية متنوِّعة علاوة على شرائح الأكاديميين والنقابيين والمثقفين والناشطين والفنانين والإعلاميين الفلسطينيين في أوروبا، بما في ذلك قطاعات المرأة والشباب. ويعبِّر فلسطينيو أوروبا عبر هذه المؤتمرات، عن تشبثهم بحق العودة الفلسطيني، وحرصهم على تطوير مشاركتهم في خدمة قضيتهم والعمل الفلسطيني العام، وبالتالي فإنّ لها ما بعدها، أي أنها ليست مجرد مؤتمرات وتنفضَ.

 

لا تفويض لأحد في ت

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات