الأربعاء 01/مايو/2024

الطبيب مظفر أبو فارة .. قُتل بظروف غامضة ودلائل تشير إلى تورط الموساد

الطبيب مظفر أبو فارة .. قُتل بظروف غامضة ودلائل تشير إلى تورط الموساد

يؤمن أقارب وأصدقاء الطبيب الفلسطيني مظفر الدين أنور أمين الفروخ (أبو فارة)، الذي اغتيل في ظروف غامضة في العاصمة الأوكرانية كييف ليل الخميس (19/6)، أن جهاز المخابرات الصهيونية “الموساد” له علاقة بتصفية الطبيب الذي شارف على الانتهاء من استكمال دراسته العليا في تخصص طبي نادر.

أصابع الموساد

ويربط ذوو الشهيد ومعارفه بين تاريخه الجهادي والملاحقة التي تعرض لها باستمرار من قبل قوات الاحتلال وبين الحادث الذي كان له وقع الصدمة على عائلة المجاهد التي تقيم في بلدة صوريف بالخليل في الضفة الغربية، وهي إحدى البلدات التي ينظر لها أنها تمثل الحاضنة والنواة الصلبة لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

فقبل أكثر من عشر سنوات غادر مظفر الدين أنور أمين الفروخ (أبو فارة) وهو لم يكمل عامه الثامن عشر قريته صوريف قضاء الخليل وقبل أن تظهر نتائج امتحانات الثانوية العامة بعد أن تنامى إلى مسمعه تكشف جوانب من عمله الجهادي والدعوي في صفوف حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إثر اعتقال عد من رفاقه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

حملة الاحتلال

وبدا لعائلة الشهيد المغدور أن حملة المداهمات التي نفذتها قوات الاحتلال ضد العائلة ليلة الخميس (19/6) غريبة، حيث نفذت قوات الاحتلال عملية تنكيل واسعة للعائلة استمرت حتى ساعات الفجر الذي جاء معه أيضاً نبأ اغتيال الشهيد في حادث غامض.

وتلقت العائلة النبأ في البداية من شقيق الشهيد عرفات الموجود في أوكرانيا والذي حاول أن يخفف من وقع الحدث بإبلاغهم أنه قضى في حادث تاركاً الأمر مبهم.

رواية غير مقنعة .. والوالد يتحدث

وبدت الرواية التي تلقتها العائلة عن قيام اثنين من السكارى بالاعتداء على المغدور وضربه حتى الموت غير مقنعة.

ويقول أنور أبو فارة والد الطبيب المغدور إنه تلقى نبأ وفاة ولده بواسطة شقيقه الذي يدرس هناك هو الآخر، موضحاً أنه تم الاعتداء عليه بآلات حادة أدت لتحطيم جمجمته.

واستبعد أن يكون مقتل ابنه عرضياً حيث ساق تفسيرين للحادث برأيه، ربط أحدهما بمافيا متخصصة اغتالته نظراً لتفوقه دراسياً، مستشهداً بما ذكره شهود عيان من أن القاتلين استوقفوا مظفر وطلبوا منه كل ما يملك، وحين لبى مطلبهم لم يكتفوا بذلك، وقالوا له نحن لا نريد هذا، بل نريد رأسك.

أما التفسير الثاني حسب الوالد فهو أن “الموساد” الصهيوني مسؤول عن اغتياله، موضحاً أنه أصبح مطلوباً لجيش الاحتلال فور مغادرته للدراسة مما دفعه للإقامة هناك وعدم العودة لحين انتهاء دراسته.

وقال أبو فارة إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله قبيل وصول نبأ مقتله، وسلمت جميع أفراد العائلة استدعاءات لمراجعة المخابرات، ثم اقتحمت بيت العزاء وأزالت كافة الشعارات وبرقيات التعازي والصور مما يعزز الشك بمسؤولية الاحتلال عن مقتله.

تفاصيل الحادث

ويقول أحد أقارب الشهيد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “علمنا فيما بعد أن أربعة أشخاص كمنوا لمظفر وهو عائد لمكان إقامته وانهالوا عليه بالضرب الذي بدا أنه عن وعي وإصرار”.

وذكر أن الشهيد الذي كان عفي الجسم ويبلغ طوله نحو 190 سم تمكن من إيذاء أحد المعتدين الذي يدور حديث أنه تم اعتقاله.

ورأى أن سلوك الاحتلال قبل وبعد هذا الحادث يشير إلى ضلوع المخابرات الصهيونية في جريمة الاغتيال للشهيد باعتباره أولاً كان مطلوباً لهم في قضايا الانتفاضة وثانياً لأنه تخصص في مجال نادر حيث أنه بعد أن أكمل سبع سنوات طب تخصص، و3 سنوات في طب العيون وعمل تخص في زراعة القرنية.

اعتقال الأشقاء

وذكر أن المخابرات الصهيونية داهمت منازل عائلة الشهيد واعتقلتهم قبل أن تطلق سراحهم وتبقي على أحد أشقاء الشهيد وهو منتصر (21 عاماً) قيد الاعتقال وهو الشقيق الثاني الذي يتعرض للاعتقال حيث يوجد له شقيق سابق هو إبراهيم (17 عاماً) أيضاً معتقل في سجون الاحتلال.

ولفت النظر إلى أن الاحتلال ركز عليهم في ما يتوفر لديهم من معلومات عن استشهاد الشهيد وإن كانوا يشتبهون في أحد فيما بدا أنه لقياس ردات الفعل لدى العائلة.

رحلة الغربة والعلم حتى الشهادة

وذكر أحد أقارب الشهيد أن مظفر الدين ذهب إلى أوكرانيا في عام 1998 وهناك تابع دراسته في جامعة الطب بالعاصمة كييف، حيث تحصّل على شهادة الطب العام في العام 2005، وبعدها سجّل في الجامعة ذاتها للحصول على شهادة الدكتوراه طب عيون.

وفي الوقت نفس كان يعمل موظفاً بمقهى عربي قريب من المسكن الطلابي إلى غاية اغتياله في ظروف غامضة في حدود الساعة الثانية فجر الخميس (19/6).

أشار إلى أنهم علموا أن الشهيد تعرض إلى ما لا يقل عن 120 ضربة في رأسه بأداة حديدية، حيث وجدوا الخبراء قطعاً من دماغه على قميصه، الأمر الذي يدل على أنّ القتل كان متعمداً وعلى أساس الحقد وهو ما يشير إلى تورط مخابرات الاحتلال علماً أن الشهيد لم يتعرض للسرقة حيث بقيت نقوده معه.

وعملت العائلة على استقدام جثمان الشهيد ليدفن في أرض فلسطين التي أحبها وانتمى إليها حيث نجحت في جلبه يوم الثلاثاء الماضي ليوارى الثرى في التراب في بلدته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات