الأربعاء 01/مايو/2024

مخيمات حفظ القرآن الكريم في مساجد القطاع…. تُخرّج الحفظة في شهرين

مخيمات حفظ القرآن الكريم في مساجد القطاع…. تُخرّج الحفظة في شهرين

“أحفظ في اليوم الواحد 10 صفحات من القرآن الكريم، وأحيانا تصل إلى 12 صفحة، وهذا بفضل الله تعالى”، بهذه الجملة أجاب الطالب محمد عثمان عن سؤالنا لهعن مقدار حفظه اليومي، أثناء دخولنا أحد المخيمات الصيفية القرآنية في مخيم النصيرات (وسط قطاع غزة).

ومحمد هو أحد آلاف الطلبة والطالبات المشاركين في هذا البرنامج الصيفي، الذي يتزايد الإقبال عليه في العطلة الصيفية، حيث تشرف دار القرآن الكريم والسنة عليه، وقد وصفه القائمون عليه بأنه برنامج ناجح بامتياز.

ويعيش طلبة قطاع غزة الملتحقون في البرنامج القرآني حالة نوعية لا مثيل لها من التنافس والتعاضد والإنجاز، في تجربة فريدة ونوعية من المخيمات القرآنية، التي تمتد من رفح جنوباً وحتى بيت حانون شمالاً في خطة تربوية ممنهجة وضعتها دار القرآن الكريم والسنة، لتجعل في كل بيت في قطاع غزة شعلة نور لسانها كتاب الله الكريم.

حفظ القرآن الكريم في 60 يوماً

وفي حديث صحفي أجراه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” مع رئيس دار القرآن الكريم والسنة النائب الدكتور عبد الرحمن الجمل، فقد أكد أن المخيمات القرآنية هي عبارة عن مخيمات تعقدها دار القرآن الكريم والسنة لتحفيظ الطلبة القرآن الكريم كاملاً في (60) يوماً فقط، موضحاً أن هذه المخيمات حققت نتائج وانجازات لم يكن أحد يتوقعها على الإطلاق، وأن الهدف من وراء هذه المخيمات القرآنية هو استغلال العطلة الصيفية في تعليم تلاوة القرآن الكريم وأحكامه وحفظه كاملا في الفترة المذكورة.

نأمل في تخريج 3000 حافظ خلال العطلة الصيفية

وقال النائب الدكتور الجمل أن أعداد الطلبة الملتحقين بالمخيمات الصيفية هذا العام هو (4000) طالب وطالبة، مضيفاً أن دار القرآن الكريم والسنة تأمل في مدة الـ (60) يوماً أن تُخرّج (3000) حافظ وحافظة للقرآن الكريم، وعن سير المخيمات وأحوالها قال الدكتور الجمل لمراسلنا: “لقد عقدت أمس اجتماعاً مع قسم الأخوات في قطاع غزة بعد مرور أسبوع واحد من المخيمات الصيفية، وكانت النتائج غاية في الروعة، حيث بلغ عدد الطالبات الملتحقات في برنامج المخيمات القرآنية (2000) طالبة، وبلغ عدد اللواتي حفظن ثلاثة أجزاء متتالية عن ظهر قلب خلال أسبوع واحد هو (900) طالبة، وبلغ عدد الحافظات لخمسة أجزاء خلال أسبوع (200) حافظة، فيما بلغ عدد الحافظات لسبعة أجزاء خلال أسبوع (50) طالبة، أي بمعدل حفظ جزء في اليوم الواحد”.

ونوه الجمل خلال حديثه أنه وفي السنة الماضية فقد نظمت دار القرآن الكريم والسنة هذه المخيمات كمخيمات تجريبية، وأنها خرجت بنتائج رائعة حيث خرجت دار القرآن السنة الماضية (500) حافظ وحافظة، مضيفا أن دار القرآن الكريم والسنة تأمل أن تخرج هذا العام (3000) حافظ وحافظة لكتاب الله.

وعن برنامج “الشفيع”، فقد أكد الجمل أن هذا البرنامج يختلف عن المخيمات الصيفية القرآنية، حيث أن الطالب أو الطالبة الملتحق في هذا البرنامج يحفظ القرآن الكريم خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن هناك طلابا حفظوا القرآن الكريم كاملا خلال (6) شهور فقط.

أملى حفظ القرآن في العطلة الصيفية

وتقول الطالبة هبة حماد أن المخيمات القرآنية هي فرصة نادرة لتحقيق طموحها بحفظ أجزاء من القرآن الكريم وذلك بكثير من الإرادة والعزيمة التي تتسلح بها لاستثمار إجازتها الصيفية فيما ينفع دنياها ودينها، وتضيف إنه وفور سماعها بهذا المشروع سارعت لتسجيل اسمها، واجتازت المقابلة بنجاح، آملة من الله أن تكون قد حفظت القرآن كاملاً مع نهاية المخيم، مشيدة بما تتميز به من هدوء وراحة وجو مناسب توفره إدارة المخيم للجميع لتتاح فرصة الحفظ.

تحقيق أمنية عظيمة

أما محمد البيك فيقول في ظل انشغالنا بملهيات الدنيا كانت مخيمات القرآن السبيل في تحقيق طموحي بحفظ القرآن الكريم، فهي فرصة مواتية لتحقيق أمنية عظيمة يتمناها الكثير من المسلمين طمعا في نيل الأجر والثواب من الله عز وجل، ويضيف: من منالا يحلم بحفظ القرآن كاملاً خلال مدة لا تزيد عن شهرين، إضافة إلى تعليمه أحكام التلاوة، وشرح وتفسير معاني القرآن، عدا عن تعويد النفس على ارتياد المساجد والبعد عن مراكز وبرامج اللهو التي تنتشر في الفترة الصيفية.

حلقات مستمرة في حفظ القرآن

أما خديجة العفش والتي تحفظ منذ بداية المخيمات ما يقارب (4) أجزاء تقول: في كل صيف يتعبني التفكير ماذا سأفعل بالأجازة الصيفية لكن هذا الصيف والحمد لله وفقت في دخول المخيم وكلى عزيمة وإصرار لحفظ كتاب الله تعالى، فأقضى طيلة يومي في الحفظ مع زميلاتي اللواتي تعرفت عليهن في المخيم وجمعتنا أسمى صفات الأرض وهى الحب في الله”، وتتابع: لقد اتفقت أنا وزميلاتي على المتابعة حتى بعد المخيم في تطوير أنفسنا وفى عمل حلقات مستمرة في جامع المنطقة.

فرحة كبيرة

من جهتها تقول أم فوزي الشريف أنها سمعت عن المشروع عملت كل جهودها كي تلتحق ابنتها بالمخيم وتضيف: أصبحت أحلم باليوم الذي تتم فيه حفظ كتاب الله تماماً كما أحلم بيوم زفافها، وتتابع عند عودتها من المخيم تكون فرحتها كبيرة إذا أتمت حفظ عشر صفحات لكنها إذا فشلت في حفظ الصفحات العشر فإنها تعود حزينة وتصر على عدم النوم حتى إكمال الحفظ، وتضيف لقد أتمت حفظ ثمانية أجزاء وهذا كرم كبير من عند الله لذا دوماً أثنى عليها وأشعرها بفخري الشديد بها أمام الجميع، وكذلك والدها فهو دائم التحدث عنها أمام العائلة.

 

أما أبو إسلام فيقول أبنائي الثلاثة والحمد لله يذهبون إلى المخيم القرآني لذا البيت عندي تماماً يشبه حلقات الحفظ فبعد أن يرتاحوا ويتناولوا الغداء يعودون إلى التنافس مجدداً على حفظ صفحات أكثر ويسمعون لبعضهم البعض، عندما أراهم أقارنهم مع أنه لا وجه للمقارنة بأولئك الذين يتنافسون في برامج تلفزيونية أخرى لا فائدة منها، فأعرف أن قطاع غزة ما زال بخير وأنه بأيد أمينة، طالما أن أبناءه يتنافسون على حفظ القرآن، ويضيف لم أراهم قبل الآن متفقين ومتحمسين على عمل واحد غير حفظ القرآن الكريم ولقد وعدتهم جميعاً بأن من يحفظ القرآن كاملاً سأصطحبه في السنة القادمة ليعتمر معي فزادهم ذلك تحمساً وشجاعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات