الأربعاء 01/مايو/2024

في قطاع غزة وعلى خطوط التماس .. التهدئة استراحة مرابط

في قطاع غزة وعلى خطوط التماس .. التهدئة استراحة مرابط

انشغل الملثم الذي يضع شعار “كتائب القسام” فوق لثامه، ويرتدي زياً أسود اللون، بترتيل آيات من القرآن الكريم وهو “يرابط” قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة تأهباً لأي اجتياح صهيوني، ورغم أن أجواء التهدئة في أول أيامها لا توحي بعدوان صهيوني محتمل، إلا أن المرابطين من فصائل المقاومة، ما زالوا مستعدين.

ويسند الملثم الذي عرف عن نفسه “أبو مصعب” ظهره على شجرة على بعد مئات الأمتار من السلك الفاصل، وهو يحتضن سلاحه، في حين يسيطر سكون الليل على أجواء المنطقة، فلا يسمع صوت لطائرات الاحتلال كما كان سابقاً.

ويؤكد “أبو مصعب” الذي وضع مصحفه الصغير في جعبته، حين تحدثنا معه، على أنهم على أهبة الاستعداد رغم التهدئة، فـ”الاحتلال لا يؤمن.. لكن الوضع نوعاً ما هادئ عن سابقه”، كما يقول.

وفي الفترات الأخيرة، حاول الصهاينة التخلص من “المرابطين” عبر نصب الكمائن لهم، واغتيال العشرات منهم، ثم الانتقال لعمليات القصف المروحي لهم، مما حدا بهم لاستخدام أساليب تمويه جديدة.

ويرفع أبو مصعب يداه إلى السماء داعيا الله “أن ينصرهم على الأعداء”، ويضيف: “سنستمر في الرباط إلى يوم الدين ولن نستريح في بيوتنا في ظل تهدئة العدو فيها لا يؤمن”.

وتعتبر حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن التهدئة استراحة “محارب”، واستعداداً لجولة جديدة.

وبدأ مقاتلو الجناح العسكري لحماس كتائب القسام، بالرباط بشكل فردي بعد انطلاق انتفاضة الأقصى الحالية بعامين، من ثم تطور الأمر لـ”مجموعات” و”فصائل” و”سرايا” وتنظيم مواقع الرباط، وذلك مع تطور العمل وزيادة عدد المقاومين، في كل الفصائل.

وليس بعيدا عن أبو مصعب ورفاقه من القسام، تقف مجموعة من ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، ويحمل كل من الأربعة سلاحه، في حين جلس خامسهم على الأرض ويمسك بيده “بطارية تفجير العبوة”.

ويقول الملثم الذي عرف عن نفسه بـ”أبو عبيدة” لصحيفة فلسطين اليومية: “نحن نعرف العدو الصهيوني وعدم التزامه بأي اتفاق يعقده.. سنكون جاهزين لأي اختراق.. وإذا التزم العدو بالتهدئة فلن نعمل على خرقها”.

أما “أبو علاء” أحد مقاومي الألوية، فإنه على “يقين بنجاح التهدئة لأسباب ذكرها، بقوله: “إسرائيل” في مرحلة تخبط سياسي وليس لديها قدرة على تنفيذ تهديداتها بعملية عسكرية في  غزة، فهي تريد التهدئة لأنها ليس لديها قيادة تتخذ قرارات للهجمات على غزة”.

وأضاف: “نحن نحتاج إلى تهدئة أيضا حتى نرفع الحصار عن شعبنا ونستعد لمرحلة قادمة ربما تكون أقسى من المرحلة الحالية”.

وتقف بجوار “أبو علاء” مجموعة من مقاومي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويقول أحدهم: “سيكون رد السرايا مزلزلا في حال اخترق العدو التهدئة ولن نكتفي بالصواريخ بل سننفذ أقوى العمليات لتزلزل الأرض من تحتهم”.

ويضيف أبو عبد الله (آخر): “العدو يتربص بنا في جميع الأحوال.. نحن مستعدون لأي خرق من قبله..سنقابله بالمفاجآت العديدة المرعبة للعدو”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات