الأربعاء 01/مايو/2024

التهدئة تبعث الحياة في الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية

التهدئة تبعث الحياة في الأراضي الزراعية في المناطق الحدودية

مع دخول اتفاق التهدئة بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وبين الاحتلال الصهيوني بالرعاية المصرية ؛ استأنف سكان المناطق الحدودية المحاذية للمغتصبات الصهيونية شرق قطاع غزة العودة إلى أراضيهم الزراعية وممتلكاتهم وبيوتهم التي تركوها شبه مهجورة بعد أن أوغل الاحتلال في تدميرها وقتل أبنائهم وأطفالهم، والهجوم بشكل شبه يومي عليها.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تجوّ ل صباح السبت (21/6) ، اليوم الثالث لدخول التهدئة حيز التنفيذ ، في المناطق الحدودية ليرصد فرحة السكان بعودتهم إلى منازلهم وعودة الحياة إلى أراضيهم الزراعية.

المواطن أبو محمد عودة (41 عاماً) كان يحاول إصلاح أرضه ، وإعادة غرس ما تبقى من المزروعات التي اقتلعها الاحتلال.

قال لمراسل المركز : “نحن اليوم نأمل أن تستمر التهدئة ، لنعيد الحياة لأراضينا ونعمر بيوتنا بعد أن دمرها الاحتلال وجعلها غير قابلة للعيش ، ولكننا صامدون مستمرون في إعادة الإصلاح والبناء في بيوتنا ومزارعنا ولن نرحل عنها”.

فرحة بالعودة

الحاجة أم حسن (61 عاماً) بدت ملامح الفرح والارتياح واضحة تماماً على مُحياها وهي تحاول أن ترتكز على حفيدها وتمشي إلى بيتها شبه المهجور ، وتقول: “تركنا منزلنا قبل عدة أشهر ولم نعد إليه بعد أن كانت قوات الاحتلال تنغص علينا حياتنا وتختطف أبناءنا وتصيب أطفالنا بالذعر وتصادر ممتلكاتنا”.

وتابعت الحاجة الفلسطينية: “نتمنى من الله عز وجل أن تستمر هذه التهدئة ، حتى نعيد بناء بيوتنا وإصلاح أراضينا لنعتاش منها بعد أن وصل بنا الحال إلى وضع نخفيه إلا عن الله تعالى”.

ودعت أم حسن بأن يوفق الله حركتي “فتح” و”حماس” للم الشمل الفلسطيني ، واستعادة الوحدة الوطنية حتى تتحقق القوة والمناعة في وجه الاحتلال الصهيوني الغاشم وأن يكون الشعب الفلسطيني أقوى إذا ما فكر الاحتلال بخرق التهدئة أو الاعتداء من جديد على الآمنين الفلسطينيين في بيوتهم وعلى الأطفال كما فعل في المحرقة التي لا تُنسى.

أطفال كثيرون جاءوا بصحبة أهليهم ليلهوا في بقعة من أراضيهم ، كانت قبل أيام قليلة مربضاًَ للدبابات الصهيونية ومكاناً لقصف المقاومين وقتلهم واستهدافهم.

الطفل محمد حمدان قال والبهجة تسيطر على وجهه الصغير: “جئنا اليوم نلعب مع بعض في أرضنا بعد ما طردونا اليهود منها ، وقبل ذلك كنا نأتي وكان اليهود يطلقون علينا النار ويحاولواقتلنا لأننا نريد أن نعود لبيتنا”.

وأضاف مدلياً برأيه في التهدئة: “المقاومة قوية ، واليهود طلبوا منها تهدئة لأن المقاومة يطلقون عليهم كل يوم الصواريخ، ويقتلوا منهم مثل ما يقتلون منا” .

دعوة لردع الاحتلال

المزارع خالد أبو عقل ، كان العرق يتصبب من جبينه وهو يضرب بفأسه الأرض بقوة ومن خلفه طفل صغير يرمي البذور ، قال: “من اللحظة الأولى لسماعنا أن التهدئة قد دخلت حيز التنفيذ الخميس الماضي، جهزنا أغراضنا وربطنا أمتعتنا لنعود لأرضنا هنا ونزرعها من جديد بعد أن جعلها الاحتلال أرضاً جرداء خالية من أي مزروع”.

وتابع أبو عقل وهو مشغول بالزراعة والحرث: “أنا سعيد جداً، وأولادي وزوجتي سعداء أكثر لأننا عدنا إلى أرضنا ومصدر رزقنا الوحيد بعد أن حرمنا الاحتلال من الدخول إليها منذ أشهر طويلة”.

ومضى المزارع الفلسطيني قائلاً: “نسأل الله أن يستمر هذا الاتفاق، لأن فيه مصلحة للشعب الفلسطيني كما هو مصلحة للاحتلال”، داعياً المقاومة للتعامل بحكمة مع الاحتلال وضربه وردعه بكل قوة إذا ما فكر بخرق التهدئة لأن المقاومة لازالت قوية وعصية على الكسر.

الجدير بالذكر أن أهالي المناطق الحدودية على طول الخط الشرقي الفاصل بين قطاع غزة كانوا محرومين من زيارة أراضيهم الزراعية والاطمئنان عليها، علاوة على هجرة كثير من العائلات لمنازلها في تلك المناطق نتيجة تعرضها للقصف الصهيوني أو قربها من مناطق التوغل والتي كان ينكل الاحتلال بدباباته وجرافاته ومدرعاته بكل مناحي الحياة فيها ويعمد إلى اعتقال الشباب وسرقة مصاغ النساء والأموال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات