الأحد 28/أبريل/2024

دعوة عباس للحوار .. بين الترجمة الفعلية والخوف من الاستجابة للإملاءات

دعوة عباس للحوار .. بين الترجمة الفعلية والخوف من الاستجابة للإملاءات

حظيت تصريحات رئيس السلطة محمود عباس التي أعلن فيه قبوله ودعوته لحوار شامل بترحيب من قبل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، والتي أبدت استعدادها للمشاركة فيه طالما كان بلا شروط من أجل إنهاء الانقسام الداخلي.

كما قوبلت هذه التصريحات بترحيب فصائلي وشعبي واسع وسط تمنيات بأن تترجم هذه الدعوات إلى خطوات فعلية لرأب الصدع الفلسطيني.

دعوة .. وترحيب

بعد قليل من الكلمة المتلفزة لمحمود عباس مساء الأربعاء (4/6)، من رام الله التي قال فيها “أدعو إلى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية “بكل قراراتها كما تبنتها القمة العربية في دمشق لإنهاء ظاهرة الانقسام الذي ألحق الضرر في القضية الفلسطينية وشكل خطراً حقيقياً في التطلعات الفلسطينية للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة”؛ سارعت حركة “حماس” للترحيب بالدعوة.

وقال الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة “حماس” في اتصال هاتفي مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، مساء الأربعاء (4/6): “إن حركة حماس ترحب بأي دعوة أي كانت، فلسطينية أو عربية من أجل بدء حوار فلسطيني – فلسطيني غير مشروط، وعلى قاعدة مصلحة الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن الحركة ترحب بأي جهة عربية تشرف على هذا الحوار.

“حماس” تعرض خطوات عملية

ولم يقتصر الأمر على مجرد الترحيب؛ فقد دعا الزهار خلال حديثه مع مراسلنا إلى تشكيل “لجنة تمهيدية من أجل ضمان ونجاح الحوار الوطني الفلسطيني والعمل على إنهاء حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية”.

ولاقت هذه النبرة الإيجابية في الحديث عن الحوار الوطني من قبل رئيس السلطة الذي رفض طوال العام الماضي دعوات “حماس” ومبادرات الدول العربية من أجل حوار بلا شروط ترحيب فصائلي وشعبي كبير ومختلف الأوساط الفلسطينية.

“التشريعي” يدعم

فقد رحب الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، بما جاء في خطاب عباس واعتبره “تطوراً إيجابياً يمكن أن يكون بداية لإطلاق حوار فلسطيني داخلي سريعاً لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا الفلسطيني”.

ودعا بحر حركتي “حماس” و”فتح” لبدء حوار وطني فلسطيني شامل بناء على ما جاء في اتفاق القاهرة ووثيقة الحوار الوطني واتفاقية مكة وإعلان صنعاء.

كما أبدى استعداده لتبنى الحوار الوطني الفلسطيني بما يضمن إعادة اللحمة لشطري الوطن سريعا.

“الجهاد”: الحوار فشل لمشاريع الشر

بدورها؛ رحبت حركة الجهاد الإسلامي بأي خطوة من شانها إعادة اللحمة وإنهاء الانقسام على قاعدة رعاية مصالح الشعب الفلسطيني وأولوياته والحفاظ على حقوقه وثوابته الوطنية، بعيداً عن

أية اشتراطات.

وقالت حركة الجهاد في بيان لها، تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه: “فيما يغرق أعداؤنا في خلافاتهم وفضائح قادتهم الأخلاقية والسياسية الأمر الذي ولد حالة من الإحباط واليأس داخل مجتمعهم المأزوم، يؤكد شعبنا أن صاحب الحق المقدس أقوى من كل التحديات وأكبر من كل المؤامرات”.

واعتبرت الحركة أن استئناف الحوار الفلسطيني هو “انتصار لإرادة التحرير والصمود التي باتت تتعزز يوماً بعد يوم لتثبت زيف وبطلان مشاريع الشر الصهيو – أمريكية”. وقالت “إن الحوار الوطني بحاجة إلى خطوات فورية تبدأ أولاً بأن تقوم كل الأطراف بوقف حملات التحريض وإخلاء سبيل كل المعتقلين على خلفية الانتماء السياسي والشروع بخطوات تعزيز الثقة”.

البرغوثي : الظروف نضجت لإنهاء الانقسام

 كما رحبت المبادرة الوطنية بدعوة رئيس السلطة محمود عباس للحوار الوطني. وقال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة “إن الظروف قد نضجت لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أسس ديمقراطية”.

ويرى الكثير من المراقبون أن إحباط عباس من مفاوضاته مع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني إيهود أولمرت الذي يصر دائماً على استباق لقاءاتهما باستصدار قرار بتوسع استيطاني أو اقتراف جريمة كبيرة بحق الشعب الفلسطيني فضلاً عن عدم ممارسة الرئيس الأمريكي الذي بدأ بحزم أمتعه أي ضغوط لتنفيذ وعوده السابقة التي تبخرت مع وعود يهودية الدولة وإمداد الكيان الصهيوني برزم جديدة من المعدات الحربية المتطورة والمواقف السياسية الداعمة.

وأكد البرغوثي على ضرورة بذل كل الجهود من قبل كل الإطراف الفلسطينية “لإنهاء الحالة المؤسفة في الوضع الفلسطيني وتمكين شعبنا من التصدي لمخططات الاحتلال ومؤامراته عبر الوحدة الوطنية”.

كذلك رحبت الجبهة الديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية والجبهة الشعبية بالدعوة للحوار، مطالبين بحوار على أساس إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني والمبادرة اليمنية، وذلك من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

الشارع متحمس ويطالب بخطوات عملية

ولم يكن الشارع الفلسطيني بعيداً عن حرارة الترحيب بهذه الأجواء الإيجابية. فقد قال المواطن حميد

الهندي: “ليس هناك بديل عن الحوار .. قلناه من فترة طويلة .. لكن المهم أن يترجم بشكل عملي وألا تتم الاستجابة للضغط الخارجية خاصة الصهيونية والأمريكية”. أما حسين أحمد فقال: “جيد أن تتم الموافقة على الحوار أخيراً .. أفضل من استمرار الرفض .. كنا نعلم أنه لا مفر من ذلك لأن الاحتلال لن يقدم شيئاً”.

وحرص الكثير من المواطنين على متابعة وسائل الإعلام والفضائيات والاستماع للتحليلات والمواقف المختلفة من هذا التطور الجديد في موقف عباس وسط آمال كبيرة بألا يتعرض الأخير لضغوط من أي جهة تثنيه عن ترجمة هذه الدعوة إلى حوار فعلي بناء وجاد.

وقال الطالب الجامعي محمود الجبري: “نريد الحوار لكي نتوحد ونتفرغ لمواجهة مصيرنا بقرار مشترك بعيداً عن الارتهان لا للاحتلال الصهيوني ولا للأمريكان”. وأضاف: “نريد حواراً بنية صادقة ينفتح على كل القضايا ويؤدي إلى شراكة حقيقية تضع مصالح الناس والشعب والثوابت على أولويتها وتقود الجماهير من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال”.

الفرحة بالدعوة للحوار كانت كبيرة ولكن الخوف من التردد والضغوط يبعث المواطنين والمتابعين على القلق والتردد في الإفصاح عن هذه الفرحة لتبقى الدعوات بأن ينطلق الحوار وينجح في رأب الصدع الفلسطيني من جديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامواصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام والمداهمة لقرى ومدن الضفة الغربية، فجر الأحد، وسط عمليات اعتقالات وتصدي...