السبت 27/أبريل/2024

الأسيرة الهشلمون .. من مأساة الاعتقال وحتى مرارة الإبعاد

الأسيرة الهشلمون .. من مأساة الاعتقال وحتى مرارة الإبعاد

الأسيرة نورا محمد شكري الهشلمون (37 عاماً)، من سكان عقبة تفوح من الخليل، أم لستة أطفال (فداء و تحرير وحنين ومحمد وجهاد وسرايا)، يعيشون بلا أب ولا أم عند جدتهم حيث فرق الاحتلال بينها وبين أولادها وزوجها، بل زاد الاحتلال من ذلك بقراره الإبعاد الجائر بحق الأسيرة الهشلمون إلى الأردن.

الأسيرة الهشلمون معتقلة منذ 14/9/2006 وما زالت تقبع في الاعتقال الإداري، وينتهي التمديد الإداري الثامن لها يوم 11/6/2008 وزوجها محمد الهشلمون (38 عاماً) ومعتقل إدارياً بلا محاكمة منذ تاريخ 2662006 ويقبع حاليا بسجن رمون الصحراوي.

الاعتقال

اعتقلت الأسيرة نورا ليلة الرابع عشر من أيلول (سبتمبر) من العام 2006، حيث داهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزل الأسيرة وعاث فيه فساداً، وأكدت والدة زوج الأسيرة “أم محمد” أن قوات الاحتلال تعمدت تكسير غرفة النوم الخاصة بالأسيرة “نورا ” بالإضافة لتكسير الثلاجة وإطلاق الأعيرة النارية داخل المنزل الأمر الذي أفزع الأطفال بشكل كبير.

وأضافت “أم محمد” أن الجنود قاموا بضرب الأسيرة نورا وخلع حجابها أثناء تواجدهم بالبيت وفي الطريق حتى وصولهم للسيارات العسكرية وترافق ذلك مع صراخ من قبل الأسيرة “نورا”.

تحقيق بلا إدانة

ودخلت الأسيرة الهشلمون مركز تحقيق المسكوبية لتقضي فيه أسوأ أيام حياتها نتيجة الضغوط التي مورست بحقها بالإضافة للإهمال الطبي النفسي والجسدي والذي تسبب لها بفشل كلوي ما زالت تعاني منه إلى هذه اللحظة.

ولكن بعد عشرات الأيام من التحقيق المستمر لم يخرج من فم الأسيرة نورا ما يدينها ولم تستطع طواقم “الشاباك” الصهيوني التي تناوبت التحقيق معها إثبات أيا من التهم الموجهة إليها مما دفع المخابرات الصهيونية إلى تهديدها بالاحتجاز الإداري بلا محاكمة عندها بدأت رحلة العذاب عند الأسيرة نورا تأخذ منحى آخر عنوانه “اعتقال إلى ما لا نهاية”.

صمود رغم الضعف

وعندما بدأت قرارات الاعتقال الإداري تنهال على الأسيرة نورا واحدة تلو الأخرى ترافقها جلسات صورية للمحاكم العسكرية الصهيونية حتى يظهر وكأن الاحتجاز قانوني، عندها بدأت الأسيرة بالإضراب عن الطعام للمرة الأولى والذي استمر 27 يوماً متواصلة وانتهى الإضراب بوعود من إدارة مصلحة السجون بالإفراج عنها بتاريخ 1232008 وعندما اخلف الاحتلال كعادته بوعوده أعلنت الأسيرة إضرابها الثاني عن الطعام بتاريخ 1532008 والذي استمر 28 يوماً أخرى.

وكان الإضراب عن الطعام ضرب من المستحيل على أسيرة تعاني من الفشل الكلوي حتى وصل وزنها إلى 37 كغم.

وقد تضامن معها في إضرابها زوجها (الذي يعاني من غضروف بظهره ومن صداع شديد ومزمن والذي كان يقبع آنذاك في سجن النقب) وعدد كبير من الأسرى فقامت إدارة سجن النقب بقمعهم جميعا إلى سجن رمون الصحراوي.

الإبعاد لحفظ ماء الوجه

أما قرار الإبعاد الجائر والقسري بحق الأسيرة الهشلمون والذي يخالف جميع القوانين الإنسانية والدولية والذي صدر من المحكمة العليا للاحتلال مؤخراً؛ فإنه يأتي لحفظ ماء وجه الاحتلال وهروبا من الهزيمة أمام إرادة أسيرة فضلت الموت على البقاء قيد الأسر التعسفي بلا محاكمة.

ويقضي القرار بإبعاد الأسيرة نورا الهشلمون إلى الأردن مع أولادها الستة وإبقاء زوجها في السجن الإداري في رامون، مع التهديد أنه في حال رفض الأسيرة الإبعاد فسوف تبقى في السجن وبلا لائحة اتهام دون سقف زمني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات