الأحد 28/أبريل/2024

صحيفة فلسطين تستذكر صحفييها العشي وعبدو مع مرور عام على استشهادهما

صحيفة فلسطين تستذكر صحفييها العشي وعبدو مع مرور عام على استشهادهما

ارتقيا شهيدين بنيران حرس الرئاسة الفلسطينية، بعد عشرة أيام من تأسيس الصحيفة، التي رأيا فيها مستقبلهما، ولم تمهلهما تلك الرصاصات الغادرة حتى يشاهدا حلمهما ينمو ويترعرع، فاغتلتهما بدم بارد لا لذنب اقترفاه سوى أنهما سعيا لإظهار الحقيقة.

ويحتفظ الصحفي ياسر البنا ومعظم العاملين في صحيفة “فلسطين” اليومية، بذكريات حميمة لزميليهما الصحفي سليمان العشي، ومسؤول قسم التوزيع في الصحيفة محمد عبدو، الذين شاركا في تأسيس الصحيفة اليومية الأولى في قطاع غزة، وسقطا بعد عشرة أيام على انطلاقها شهداء بنيران حرس الرئاسة الفلسطينية.

وكانت صحيفة “فلسطين” قد انطلقت في الثالث من أيار/ مايو 2007، لكن الصحافي سليمان العشي ومسؤول قسم التوزيع في الصحيفة محمد عبدو، لم يطالعا إلا عشرة أعداد فقط نتيجة للجريمة “الوحشية” التي تعرضا لها قرب منزل رئيس السلطة محمود عباس غرب مدينة غزة.

وبكلمات ممزوجة بالحرقة والألم، استذكر مدير تحرير “فلسطين” ياسر البنا، بعض المواقف التي عاشها مع الشابين اللذين كانا من أكثر المتحمسين لإنجاح مشروع الصحيفة.

ويقول البنا وقد صمت لبرهة: “إن هدوء ومبادرة وأفكار سليمان، وروح محمد المرحة وحراكه الدائم كانت تمد معظم العاملين في الصحيفة بالطاقة والأمل نحو لحظة الانطلاق”. 

ويضيف: “كان الشابان ملتزمين وحريصين على إيجاد حالة من الانسجام بين العاملين في الصحيفة في أيامها الأولى”، مبيناً أن الحادث الوحشي الذي تعرضا إليه أصاب العاملين في الصحيفة بالصدمة الكبرى.

وتابع البنا قائلاً: “كان طموح سليمان كبيراً، أراد أن يبني مستقبله من هنا من “فلسطين”، وكان هدفه خدمة أبناء شعبه من خلال الارتقاء بالإعلام الاقتصادي وتحويله إلى إعلام تنموي يستفيد منه الجميع”.

وقد أصيب الوسط الصحفي والفلسطيني بصدمة كبيرة، بعد انتشار نبأ استشهاد الزميلين، وعرض لقطات لجسديهما الممزقين عبر وسائل الإعلام.

ويؤكد سكرتير تحرير الصحيفة منير أبو راس، على أن “فلسطين” وعامليها لن ينسوا سليمان ومحمد، أصحاب الأخلاق الحميدة والأفكار الإبداعية والروح المرحة، وأضاف وهو ينظر إلى صورة تجمع الشابين في مدخل الصحيفة: “كان سليمان من القائمين على الحملة الإعلامية للصحيفة وكان منظماً في عمله نشيطاً يطرح أفكاراً باستمرار، أما محمد فلم يكف عن متابعة احتياجات العاملين لتسهيل العمل وتوفير سبل الراحة للجميع، لم نحتج وقتاً طويلاً للتعرف على كلا الشابين لكن فراقهم أدمى قلوبنا”.

وأعرب عدد من العاملين في الصحيفة عن مؤازرتهم لعائلتي سليمان ومحمد، معتبرين أن الحادث الوحشي الذي أنهى حياتهما كان دافعاً للمضي قدماً في إنجاح مشروع الصحيفة.

أما الصحفي إبراهيم أبو شعر المحرر في القسم الرياضي فقال: “لقد انتابني شعور مؤلم لا تعبر عنه الكلمات، ولا تتسع له الصفحات عقب وقوع الجريمة البشعة”.

وأكد أبو شعر على أن من تعرف على سليمان ومحمد يشعر وكأنه يعرفهما منذ زمن بعيد، الابتسامة لا تفارق محييهما، يعملان بجد واجتهاد قلما يجد له المرء شبيها”.

ويقول المحرر في قسم الرياضة بالصحيفة: “لقد قابلت سليمان للمرة الأولى في أول مرة وطأت فيها قدمي مقر الصحيفة، كان شاباً بشوشاً دمث الأخلاق، هادئ الطباع، مبتسماً على الدوام، جاء ليعمل محرراً في القسم الاقتصادي، صافحته وجلسنا معا، لتنشأ بيننا صداقة تعززت مع أيام العمل”.

ومضى أبو شعر في حديثة مستذكراً زميليه بعد عام على رحيلهم قائلاً: “محمد كان أيضاً شاباً متوقد النشاط، عمل منذ البداية في الشؤون الإدارية، لم يكن يمر يوم دون أن يفاجئنا بفكرة جديدة، كانت أفكاره رائعة، انتزع بها إعجاب الجميع”.

بينما يقول رئيس قسم الصف الإلكتروني في الصحيفة محمد الصفدي مستذكر زميليه: “تمر الذكرى الأولى لاستشهاد زميلينا وكأننا ودعناهما بالأمس القريب”.

ويوضح الصفدي أنه كان معجباً بشخصية سليمان، وأنه نسج معه علاقة زمالة خلال أيام معدودة، مبيناً أن سليمان كان من أكثر العاملين في الصحيفة نشاطاً. 

بينما قال محمد سلمان الذي يعمل فنياً في قسم الحاسوب بالصحيفة: “حسبنا الله ونعم الوكيل، لقد حرمونا من بسمة شابين كانا يعملان بجد واجتهاد من أجل إعلاء شأن الإعلام الفلسطيني”.

وأوضح رئيس التحرير البنا أن الصحيفة ممثله بمجلس إدارتها ورئيس تحريرها، لم تتوقف عن مطالبة وزارة الداخلية والحكومة الفلسطينية بملاحقة كل من تورط في جريمة قتل سليمان ومحمد، والقصاص منهم وفق القانون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامواصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام والمداهمة لقرى ومدن الضفة الغربية، فجر الأحد، وسط عمليات اعتقالات وتصدي...