السبت 27/أبريل/2024

أجهزة عباس – فياض .. استهداف مباشر للمقاومة في جنين بأي ثمن

أجهزة عباس – فياض .. استهداف مباشر للمقاومة في جنين بأي ثمن

قباطية بلدة عصية على الاحتلال؛ لذلك كان على الأجهزة الأمنية، الخاضعة لإمرة رئيس السلطة محمود عباس و”حكومة” سلام فياض غير الشرعية، أن تقوم بما عجز الاحتلال عنه.

هذه البلدة تقع في الجنوب الغربي لمدينة جنين (شمال الضفة الغربية) وهي لا تبعد 4 كيلو متر عن المدينة، وهي الهدف الأول للحملة، فالبلدة ونظراً لطبيعة العشائر بها لم تستطع أجهزة عباس من دخولها وممارسة الاعتقالات في صفوف المقاومة وخاصة من أبناء “حماس” و”الجهاد الإسلامي” فيها، وقد حاولت أكثر من مرة اعتقال عناصر من “كتائب القسام” و”السرايا”؛ إلا أنها جوبهت بمواجهات مع أبناء البلدة وفي إحدى المرات قام عناصر من عائلة احد مطاردي القسام بحرق مركز الشرطة في البلدة وإطلاق النار عليه عندما حاولت أجهزة عباس اعتقال المطارد.

عناوين ثلاثة .. قباطية أولا

أحد ضباط الشرطة في أجهزة أمن عباس ذكر دون خجل أن الحملة الأمنية في جنين سيكون لها ثلاث عناوين هي: عناصر المقاومة وبلدة قباطية ومخيم جنين.

فملاحقة عناصر المقاومة في جنين سيكون الهدف الأول للحملة الأمنية، وفي الآونة الأخيرة صدر أمر من أجهزة عباس بملاحقة عناصر المقاومة، ونظراً لأن الأجهزة السابقة في المدينة لم تستطع ملاحقة عناصر الجهاد الإسلامي لاعتبارات سياسية، إلا أن الحملة الجديدة سيكون مهمتها الأولى هي اعتقال هذه العناصر وتجريدهم سلاحهم.

ونظراً لطبيعة العشائر في البلدة فقد خفف ذلك من حدة الاعتقالات في صفوف أبناء “حماس” وقياداتها من البلدة، وسبب ذلك لغطاً في هذه الأجهزة ومحاولات عدة لكسر هذا التكاتف إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.

كسر أسطورة مخيم جنين

مخيم جنين- الهدف الثاني للحملة- يقع إلى الغرب من مدينة جنين ويبعد عنها كيلو متر واحد، والمشهور في مجزرة المخيم والتي ارتكبتها عصابات الاحتلال الصهيوني عام 2004 في عملية السور الواقي.

المخيم الذي كان حضناً للمقاومة من جميع أطيافها التنظيمية والذي خرج شهداء من أمثال محمود طوالبة ومحمود أبو حلوة وأبو جندل وكذلك أسرى قادة من أمثال الشيخ جمال أبو الهيجاء والشيخ بسام السعدي، وقد اشتهر المخيم بالملحمة البطولية في التصدي للاحتلال ومجازره، وبقي المخيم عنواناً للمقاومة رغم تلك الحالات والشخصيات التي حاولت أن تعكر سيرة المخيم الطيبة من دعاة المقاومة أمثال زكريا الزبيدي وجماعته.

أحد أبناء المخيم يقول: المخيم سيكون الهدف الثالث للحملة الأمنية وذلك بعد أن منع صمود المخيم وأهله أجهزة عباس من ملاحقة المقاومة والمقاومين وكذلك منعوا الاعتقالات التعسفية في صفوف أبناء “حماس” من المخيم، وظل المخيم نقطة حمراء لأجهزة عباس محرم عليهم تجاوزها، ولم تفلح كل المحاولات سواء العسكرية أو السياسية شق صفوف ووحدة أبناء المخيم، رغم تلك العناصر الشاذة على المخيم والتي حاولت عكس صورة أخرى عنه، لكنها لم تفلح وسقطت هي في وحل الخيانة.

الحملة الأمنية التي استدعت لأجلها “حكومة” فياض (غير الدستورية) وأجهزة عباس، 600 عنصر من عناصرها الذين تدربوا في الأردن على يد القوات الأمريكية والأردنية، وقد تلقوا تدريبات مكثفة صبت جلها في كيفية مواجهة والمقاومة والمظاهرات.

وقد أشرف الجنرال الأمريكي كيث دايتون شخصياً على تدريبها ومن ثم على تخريجها، وقد وجه لهم “وزير داخلية” سلام فياض كلاماً واضحاً بأنهم يتلقون التدريبات لا لمواجهة الاحتلال، وإنما لمواجهة “السلاح غير الشرعي” ويقصد به سلاح المقاومة.

احتلال لا يثق بعملائه

بعد أحداث قباطية والتي قتل وجرح فيها الكثير وسط تكتم شديد من قبل أجهزة أمن السلطة، وكعادة الاحتلال الذي لا يثق بأتباعه وعملائه؛ قام باقتحام المدينة من المحور الغربي، وجابت الآليات شوارع المدينة والمخيم، دون ذكر اعتقالات أو مداهمات، في رسالة واضحة إلى مدينة جنين وأهلها بأن قوات عباس التي تطلق على نفسها بالأمنية لا يمكنها تحقيق الأمن للمواطنين بعيداً عن يد الاحتلال.

وقد فوجئ العديد من المواطنين باقتحام المدينة والمخيم، حيث أن أجهزة عباس – فياض الأمنية ما زالت تواصل حملتها الأمنية، ضد “من يخالف القانون”، وما زالت تجمع سلاح المقاومة تحت حجة السلاح غير الشرعي، ويأتي دخول قوات الاحتلال واقتحامها لمدينة جنين رداً مباشراً لعباس وأجهزته بأن وجودها وعدمه لن يمنع دخول جنود الاحتلال إلى مدن الضفة، كما يبين هذا الاقتحام أن الهدف هو القضاء على المقاومة وتنفيذ الخطة الصهيوأمريكية.

نائب ووكالة أمنية

الدكتور يحيى موسى النائب في المجلس التشريعي عن حركة “حماس” أكد أن ما قامت به أجهزة عباس – فياض في بلدة قباطية، “يأتي في إطار دور هذه الأجهزة لتكون وكالة أمنية تعمل تحت إمرة الاحتلال فتنفذ طلبات الاحتلال فيما يتعلق باعتقال المقاومة وسحب سلاحها وتجفيف منابعها وتبادل المعلومات عنها”.

وقال يحيى موسى في تصريح صحفي له: “إن ما تقوم به هذه الأجهزة من ملاحقات لأفراد المقاومة، هو ثمن تقدمه هذه السلطة مقابل امتيازاتها الشخصية المرتبطة بمصالحها واستثماراتها الخاصة”.

وأضاف: “إن هذه القوات التي تدخل للبلدات الفلسطينية ليس من مهمتها حفظ الأمن الفلسطيني بل هي تدخل وفق وظيفة محددة وأدوار مرسومة مسبقاً من قِبل دايتون وجون، وتقوم بملاحقة المقاومة وسحب سلاحها وإثارة الفتن والنزاعات وتعميق الانقسام في داخل المجتمع الفلسطيني، فهؤلاء يعملون باعتبارهم مندوبين لهذا المحتل وسط أبناء شعبنا”.

وأوضح موسى أن اختيار عناصر الأجهزة يتم بمواصفات خاصة “لأنهم أدوات للقتل والإجرام والاعتقال والتخابر مع المحتل، فهذه النتيجة الطبيعية لانتشار هذه القوات”، معللاً كلامه بالقو: “الاحتلال لا يقدم تسهيلات إلاّ بما يخدم أمنه، ولذلك هو عندما يقيم المراكز الأمنية هو لا يقيمها خدمة للفلسطيني وإنما خدمة له، وأن هذه القوات التي انتشرت بمعرفة الاحتلال وبإشراف المحتل هدفها قمع المقاومة وضرب المقاومة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات