الثلاثاء 21/مايو/2024

في يوم المرأة العالمي: نساء فلسطين .. أسطورة المقاومة والصمود

في يوم المرأة العالمي: نساء فلسطين .. أسطورة المقاومة والصمود

في الاحتفال العالمي بيوم المرأة تميزت المرأة الفلسطينية عامة بدورها المميز على كافة الصعد، باعتبارها مفخرة للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية جمعاء منذ عقود طويلة وخاصة في ظل الاحتلال الصهيوني.

فقدمت المرأة نفسها بصور متعددة؛ فظهرت بصورة الأم المثالية الصابرة التي علمت أبنائها وربتهم تربية حسنة رغم قساوة الظروف وبشاعة ممارسات الاحتلال، وأرضعتهم حليب الثورة والمقاومة، وكانت شريكة للرجال في كافة الأزمنة والمواقع وشاركته النضال بكافة أشكاله، وقدمت من بين صفوفها الشهيدة والأسيرة والجريحة والمبعدة الحالمة بالعودة.

نماذج

تعبّر المواطنة حليمة مصري من مدينة نابلس عن واقع النساء الفلسطينيات في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية اللواتي يُحيين يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من شهر آذار (مارس) من كل عام، وسط تشتت الأولويات وتعدد المعارك التي يخضنها في مجتمع يخوض نضاله الطويل ضد الاحتلال.

وتقول مصري وهي أم لفتاتين وولدين تتولى رعايتهم بعد وفاة زوجها، “واقعنا صعب، فالاحتلال يظلمنا والمجتمع يظلمنا كنساء في ظل البعد البعض عن تعاليم الإسلام السمحة والعظيمة”، موضحة أن معاناة النساء تكون مضاعفة خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وازدياد الهجمة الصهيونية.

وتضيف: “إن أهم الأولويات بالنسبة لي كأم أرملة أتحمل مسؤولية تربية أولادي هي توفير الأقساط الجامعية لابني الذي يدرس في الجامعة والعمل من اجل ضمان وظيفة لابنتي الكبرى”.

وترى الطالبة في جامعة بيرزيت ربى سعادة أن المرأة الفلسطينية تعيش واقعاً مريراً وصعباً وتقول “إنها تخوض أكثر من معركة في آن، فمطلوب منها الانخراط في الجهاد والمقاومة إلى جانب النضال المجتمعي فالجهاد والنضال ذا أشكال مختلفة”.

وتضيف “هناك همّان رئيسيان للمرأة الفلسطينية، الأول الهمّ الوطني والنضال الذي شاركت فيها من خلال الاستشهاد والأسر، والآخر هو الهم الاجتماعي خاصة للنساء اللواتي يترأسن إدارة الأسر”.

معاناة متجددة للمرأة الفلسطينية

نساء فلسطينيات كثيرات تحدثن عن المعاناة ومتجددة ومتعددة الأوجه التي يسببها الاحتلال للمرأة الفلسطينية، وعن دور النساء في النضال والوقوف إلى جانب الرجل في التصدي للعدو والدفاع عن الوطن.

والدة الشهيد محمد عبد الحميد من نابلس تقول: “إن المرأة الفلسطينية لعبت دوراً رائداً في مختلف مراحل الجهاد والمقاومة، ووقفت إلى جانب الرجل وكانت خير سند له في تصديه للاحتلال، بل إن دورها تجاوز ذلك لتصبح ذاتها تقوم بمهمات نضالية ضد الاحتلال، كيف لا وهي أم الشهيد وهي الأم والأخت والزوجة والابنة”.

وأكدت أن دور المرأة الفلسطينية ومع ما حققته من انخراط في المقاومة إلا أنها ما زالت لديها مشوار طويل لتحصل مكانتها كما خلقها الله لها في ظل بُعد قطاعات من المجتمع عن الإسلام والعقل حول نظرته للمرأة.

المرأة الفلسطينية والأسر

وللمرأة الفلسطينية معاناة من نوع آخر، فالمعاناة التي تعيشها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال لا تتوقف في ظل صمت مطبق من أحفاد المعتصم إن جاز تسميتهم بأحفاد المعتصم، فالأسيرات يعشن أوضاعاً صعبة للغاية في سجون الاحتلال، وتوجد بينهن أسيرات مريضات بحاجة إلى العلاج وسبب السجن لهن كثيراً من الأمراض والعاهات.

جمعية “نفحة” الحقوقية التي تعنى بشؤون الأسرى كانت قد بينت أن الأمر لم يعد مقتصراً على اعتقال الأسيرات والأحياء منهن، بل تجاوز ذلك، وأقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال العديد من المواطنات بعد استشهادهن كعقاب لهن على ما ارتكبوه من عمليات بطولية، ولا زالت تحتجز العديد من جثامينهن الطاهرة في الثلاجات أو في مقابر الأرقام الجماعية، وترفض الإفراج عنهن، أمثال الشهيدات آيات الأخرس، دلال المغربي، دارين أبو عيشة، وفاء ادريس، هنادي جرادات، هبة ضراغمة وغيرهن الكثيرات، وتعتبر دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي تعاقب الإنسان بعد موته، الأمر الذي يخالف كل الأعراف الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية والشريعة الإسلامية.

وناشدت جمعية “نفحة” والعديد من الجمعيات والمهتمين بشؤون الأسرى كافة المؤسسات المحلية والعربية الفاعلة والناشطة في مجال المرأة إلى إيلاء قضية الأسيرات المزيد من الاهتمام وتوثيق تجاربهن وقصصهن المؤلمة، واطلاع نساء العالم والمؤسسات الدولية الناشطة في هذا المجال على معاناة المرأة الفلسطينية عامة والأسيرة خاصة، وكل من هي متأثرة من السجن والاعتقال وآثارهما كأمهات الأسرى وزوجاتهم وشقيقاتهم وبناتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات